المال هو رزق من الله على عباده في هذه الحياة يهبه لمن يشاء بحكمته وفضله وكرم منه فالمال هو أحد أهم الوسائل المتعامل بها بين الناس واعلم يرعاك الله أن المال لا يُشترط بما يسمى العملة فقط بل كل أصنافه من ذهب وأملاك وعقارات ومواشي…الخ (الهبة بين الجواز والتحريم)
وأما المعاملات به لها طرق كثيرة ومنها الصدقة والزكاة والهدية والإستدانة والأجرة والهبة…الخ وموضوعنا في هذا المقال هو الهبة ومعناها فالأصل فيها هو الإعطاء دون مقابل ودون مناسبة خاصة ودون طلبها مسبقا والفرق بينها وبين الهدية هو أن الهدية تعطى لحلول مناسبة كالزواج أو النجاح الدراسي…الخ وأما الهبة فلا ، فالهدية دورها هو تقوية الصداقة والهبة لتقوية المحبة والهبة أكثرها تكون في الأسرة بين الأبناء من طرف الوالدين ولهذا سيكون التفصيل فيها متى تكون الهبة جائزة ومتى تكون محرمة فالأمر قد يدعوا للإستهانة به من طرف الناس لقلة علمهم بالحقيقة كلها فاعلم أخي الكريم أن أول هبة من الله لك وأفضلها هي نعمة الولد وإن كان المال عندك قد سبق الولد فإن أبنائك قد خلقهم الله قبل نزول آدم عليه السلام للأرض وأوجدهم في الحياة بعدك قال صلى الله عليه وسلم (( إن أولادكم هبة الله لكم…)) السلسلة الصحيحة
والآن كيف يجب أن تكون الهبة من طرف الأب لإبنه ؟
هذا السؤال إن لم يتعرف عليه الآباء سيقومون بالإفراط في العطية والتفريط في البقية من الأبناء فيتساهل ولا يُعطي للأمر قيمة تُرفع له قبعة بعدها
أولا الهبة يجب أول من يستفيد منها هو الإبن أو البنت قبل غيرهما فنقول إن كان للأب مبلغا من مال لا يحتاجه وكان أحد الأبناء يحتاج منه ما يكفيه فالأولى له قبل غيره سواء إخوته أو أحد الأقارب والجيران فيعطيه المال دون طلب الإبن منه ذلك فإن طلب الإبن مالا فتعتبر نفقة وليست هبة قال صلى الله عليه وسلم (( إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته )) رواه مسلم
ثانيا هناك من يرفض الهبة كونه يقول “لا تحل الصدقة عليّ” وهو لا يعلم أن هذه قد تحل في مرتبة الهبة ولا تعني الصدقة بذاتها والفرق بينهما أن الصدقة يعطيها الغني إلى الفقير وأما الهبة فتكون بين الجميع دون إستثناء
ثالثا الهبة إن كانت ستفرق شمل الإخوة أو ستأتي بالفتن والمصائب بعدها فالواجب هو الإستغناء عنها أو العدل فيها بين الجميع
رابعا مقدار الهبة هو مقدار لا يتجاوز الحد إلا بشروط ومن هذه الحدود أن لا يتسبب في حرمان أحد الأبناء من الميراث أو أن يأدي بالعائلة إلى الفقر والحرمان أو أن يزرع في قلوب الآخرين العداوة والكراهية تُجاه المستفيد منها وأما من شروط تجاوز مقدار الهبة هو أن يرضى له الإخوة بما أخذ أو حالة ماسة بالضرورة كالعلاج والزواج …الخ هذا يعود للطبقات المتوسطة التي تمتلك جزء من المال أما طبقة الأغنياء فإن كان صاحب ثروة هائلة فلا تحدد له قيمة خاصة بالهبة
خامسا وأما أن يقوم المسلم بإعطاء الهبة ثم يتراجع عليها ويقول للمستفيد منها “أعد لي ما أعطيتك من كذا وكذا” فقد قال صلى الله عليه وسلم في حقه (( العائد في هيبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه )) رواه مسلم
بقلم شعيب ناصري
(الهبة بين الجواز والتحريم)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.