أهمية الفكر والتفكير

خلق الله تبارك وتعالى هذه الحياه دار الابتلاء وقال جل وعلا ( الذي خلق الموت والحياه ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور) لذلك وفر في هذه الحياه كل شروط الابتلاء والاختبار كل دقيقه تمر على المرء تحيطه بضروره من الضرورات سواء اكانت تلك الضروره مما يتعلق بامور الاخره أو امور الدنيا. (أهمية الفكر والتفكير)

أهمية الفكر والتفكير
Freerange Stock

الانسان محصور دائما بين تحدي دائم مماحوله من الزمان والمكان والاشياء والمعارف وبين نصر او هزيمه وبين التقدم والتقوى او الاضمحلال التام، من هنا فإن اكثر دعاء يردده المسلم في ليله ونهار هو” اهدنا الصراط المستقيم” لانه في كل لحظه بحاجه الى هدايه جديد من مالك يوم الدين، لذلك القيمه الحقيقيه للشخص او الامه تكمل في افكارها البناءة التي تخلصها من القيود وتعلمها حل المشكلات على طوال الدرب، لذلك التفكير مهم جدا في حياه الناس ولاجل هذه الاهميه جاء الكتاب العزيز حافلا بالايات التي تحث على التفكر والتفكير و التامل والتدبر ويذكر القران الكريم ان اهم ما يردة حث العقل الانساني على التفكر والتدبر قال تعالى( وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما انزل اليهم ولعلهم يتفكرون) وحتى القصص التي اخذت مساحه كبيره من القران الكريم كان هدفها استخلاص العبر والتدبر والتفكر قال تعالى( وأقصص القصص لعلهم يتفكرون) ويمكن ان نقول ان التفكير هو: مجموعه الاساليب التي يتبعها العقل لمعرفه السبب واكتشافه اي انه نشاط عقلي هادف يحاول حل المشكلات وتفسير الظواهر باستخدام منهج معين، كان الفيلسوف الفرنسي ديكارت يقول( انا افكر اذا انا موجود) كانه يحصر الوجود في التفكير بل وجعل التفكير دليلا على الوجود وكان الذين عطلوا ملكات التفكير لديهم لايوجد الدليل على انهم احياء و خاصيه التفكير هي ميزات التنوع البشري في المستويات العليا والامه التي تحرم هذا التفكير تصاب بالجدب والقحط وتفقد ماءها وراءها وتصبح الاعداد البشريه اكداس من العظام واللحم واذا اصيبت بمشكله فانها تتفاقم وتزداد وتصيح من لوازم الحياه حتى اذا شعر الناس بالمصيبه لم يستطيع الخروج منها الا بابهض الاثمان، واذا نظرنا الى العالم الاسلامي اليوم وجدنا فيه من الظواهر العامه ما يدعوا الى الياس منها:
– ان دول العالم الاسلامي اليوم تجاوزت ال 50 دوله وكلها مصنف ضمن دول العالم الثالث وكثير منها تعيش تحت خط الفقر والاقليات المسلمة التي تعيش في الدول الاخرى تعاني من الظلم والاستبداد وخطر الانصهار في الاكثريه

أهمية الفكر والتفكير

إقرأ أيضاً:  همم كالجبال

مساحة إعلانية


– اما على المستوى الثقافي فإن الدول الاسلاميه تعاني من انتشار الاميه بين البالغين وقد تجاوزت الاميه ال 50% هذا يعني انه اعلى مستوي للاميه في العالم من نصيب الدول الاسلاميه على مستوى العامه اما على مستوى المثقفين وجدنا ماساه المضمون تتكامل مع ماساة الشكل حيث أن إنتاجية هؤلاء المثقفين وقدرتهم على رفع مستوى بلادهم تصل الى الصفر لذلك تجد الناشطين النابغين يهاجرون اذا اراد الارتقاء بمستواهم العلمي والثقافي
– اما على الصعيد النفسي فنجد فقدان الامان والاطمئنان فقدان الايمان في كثير من ثوابت تدهور المناخ الفكري وانعدام الحوار ضيق الافق والحيره والياس من انسداد السبل الانطوائيه والخوف من العالم ازدياد الانهزاميه امام الثقافه الغالبه الشعور بمركب النقص والانبهار بالثقافات الاخرى
– اما من جانب فاعليه المبادئ والقيم: لا تشكو امتنا فقر في المبادئ او القيم حيث ان المبادئ التي جاء بها الاسلام قادره على تلبيه الاشواط الفطريه للانسان كما انها قادره على اقامه التوازن بين جوانب الحياه المختلفه ولكن يعاني من انخفاض فاعليه هذه المبادئ ما جعل واقع المسلمين لا يختلف عن واقع الامم التي حرمت نعمه الوحي والهدايه لذلك يجب ان ندرك ان هنالك علاقه انعكاسيه بين واقع النظم الاجتماعيه والحياتيه والاقتصاديه وبين الايطارالمرجعي ومستنده الفلسفي فحين تصبح هذه النظم عاجز عن اشباع حاجات الناس وحفظ وجودهم المعنوي والمادي والابقاء على قدر مناسب من الحيويه والرقي النتيجه ستكون قطعاً هي الشك في المبادئ والقيم التي افرزتها تلك النظم ومن ذلك قالوا ان المعاصي بريد الكفر، اما اذا قامت النظم الاجتماعيه المختلفه بالوظيفه التي وجدت من اجلها فهذا سيعود على القيم التي ترتكز عليها بمزيد من الترسيخ والثقه، فإذا أمضى الناس وقتا اطول مما ينبغي لقطف ثمار شجره يئسوا منها وجعلوها حطبا وانهيار الشيوعيه دليل قاطع على صحه ما نقول

أهمية الفكر والتفكير

إقرأ أيضاً:  لعنة النفاق

مساحة إعلانية


وهناك موضوع اخر ذات اهميه يتعلق بالتفكير وهو تطوير التفكير وتحسينه، وعلى الانسان ان يعتقد اعتقادا جازما انه ما من ظرف أو حاله او موضوع الا يمكن ادخال شيء من الاصلاح عليه، يتعزيز مافيه من خير ويجابيه او بتقليل ما فيه من شر وسلبيه، يجب ان نكون في حاله تحسين دائم وما اروع قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم( اذا قامت الساعه وبيد احدكم فسيله فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك اجر) انها اراده العطاء والخير و تحسين دائم في العيش انا مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بان نقوم بمحاوله تحسين طرق التفكير لدينا والاندفاع في هذا السبيل الى اقصى مدى واحد، واليوم الواقعي يساعدنا على التفكير بسبب كثره المشكلات التي تواجهنا لانه نستطيع ان نقول انه لا تفكير بدون مشكلات ان الاحساس بالمشكله هو الذي يدفع الى التفكير ومن ثم فان من مهام بعض الناس تظليل احاسيس الناس حتى لا يشعروا بالمشكلات حيث ربطت تلك الفئات وجودها بوجود الازمات ومن الحيوي لها ان تستمر وهنا تبرز مكانه المفكرين والمثقفين لأن من ابرز صفات المفكر انه يمتلك رؤيه نقديه شامله من خلالها يحلل تناقضات مجتمعه والصعوبات التي يعاني منها الى الاحسان لأن المفكر يشعر المشكلات قبل وقوعها، فاذا حرمت الامه هذا النمط من الرجال او وجدت صعوبات عطلت وظائفهم فان ازماتها ومشاكلها مرشحه للبقاء والتجذر والتوسع،
ويمكن ان نحسن التفكير بطرق اهمها
– القراءه: كان اول ما نزل من القران الكريم( اقرا باسم ربك الذي خلق) دستورنا الخالد القران الكريم مشتق من القراءه اعظم اختراع اخترعته البشريه هو الكتابه الكتابه غير ذات قيمه اذا لم توجد القراءه ومن ذلك تكثفت الخبرات البشريه عبر الاجيال فجيلا ينقل خبراته الى جيل عن طريق الكتابه والقراءه فاذا لم يتهيا لنا ان نقرا تحرمنا من نعمه التراكم المعرفي والقراءه تمكننا من الرؤيه و تمكننا من امتلاك البصيره الذي من من لوازمها القدره على خطو الخطوه المناسبه انا حين نقرا نستثمر الوقت والعقل في القراءه وقد كان علمائنا الاقدمون يقولون( العالم من عرف كل شيء عن شيء وشيئا عن كل شيء) وهذا هو بغيتنا في كل وقت وكل زمان ليس قراءة كل ما هب ودب هذه تصنع معرفه سطحيه بهذه الامور ومفاهيم عامه تفقد الانتظام والترابط وهذا لا يختلف كثيرا عن الجهل وفي المقابل اصحاب الاختصاصات يفقدون الرؤيا الشامله المجتمعيه مما يجعل وعيهم لمجتمعهم وذاتهم معدودا فمن المستحب اذا الواحد منا يجعل 70% من قراءته لمجال محدد يصبح اماما فيه واضافه شيء الى التراكم المعرفي لديه ويخصص باقي الجهد للاطلاع على العلوم المختلفه، ولا بد من القراءه الناقده لكل ذلك ولا نسمح للجديد من الافكار ان يتسرب الى اذهاننا دون محاوله لاختبار صدقه وفحص دلالته ونوطن انفسنا على ذلك وبعد مده من الزمن نشعر اننا امتلكنا نوعا من الحس الغريزي الباطني الذي يمكننا من وزن الافكار و تثمين الكتب التي نطلع عليها وعلينا ان نعرف ان القراءه لا تغني شيئا عن التفكير اذا علينا مع القراءه انه نفكر فيما نقرا فلا ناخذ مباشره من السطور الى الصدور بدون المرور على العقل ان القراءه تصنع مفكرا عظيما و ليست بديلا عن الفكر كما يقول جون لوك: القراءه لا تمد العقل الا بمواد المعرفه لكن التفكير هو الذي يجعل ما نقراه ملك لنا فلا بد ان خصص وقت للقراءه وقت للتفكير ويمكن ان تغلب القراءه في البدايه لأنها لعقولنا الماده التي تقوم بتشكيلها، اذ لا يمكن للطاحونه ان تصنع شيئا دون وجود شيء تطحنه فإذا ما شعر المرء انه أمتلك رؤيا منهجيه اخصص اكثر وقت للتفكير وسيكون ذلك اجدى من كثره القراءه فاذا قرانا ساعه يمكن ان نخصص ثلث ساعه للتفكير في ما قراناه وسيكون وقت التفكير هذا برمجه لما قراناه حيث يرتبط الدماغ في هذه الحاله المعلومه التي نقلتها عيوننا اليه، وعلينا ان نهتم بالتفكير المركز وهو تناول مشكله وهدف باستمرار وضعه نصب عين الشخص اي بقاء فكرنا متحرج نحو نهايه محدده و ينبغي ان نتاكد قبل الشروع في هذا التفكير و الاهتمام الكلى الى هذا الشيء ان الذي نفكر فيه يستحق فعلا ذلك؟ ويمكن ان نتوصل الى حلول واكتشاف شيء جديد فيه حتى الان نصاب في النهايه باحباط او لا نرى اثر لجهودنا، ان من فقدان التفكير الموضوعي والتفكير المركز في التعامل مع الافكار والمواقف والاشخاص والاشياء كان من اكبر العوامل التي ادت بنا الى التخلف والتفكك والتنازع في تاريخنا المديد، و يمكن ان نبني تفكير موضوعي علمي من خلال النقاط التاليه:
– التثبت: من ثوابت الموضوعيه التثبت في حقيقه ما يصادفه المرء في حياته قبل ان يتخذ موقفا تجاهه، وقد ركز القران الكريم في هذا الجانب حتى لا يقع المسلم في اخطاء وعواقب وخيمه نتيجه الفهم الخاطئ والقاصر وقت عرض القران الكريم هذا الموضوع بصوره متكرره حتى يصبح حقيقه راسخه، فاذا كان الله يريد لعباده ان يتبينو فانه يساعدهم على ذلك فهو يرسل رسوله بالايات البينات التي تقنع المطلع عليها في ذلك يقول القران الكريم” ثم ارسلنا موسى واخاه هارون باياتنا وسلطان مبين” هذا نبي الله سليمان يتفقد الطير فلايرا الهدهد وحين علم انه غاب دون اذن منه قال” لاعذبنه عذابا شديدا او لاذبحنه او لياتيني بسلطان مبين” وقد جاء الهدهد في اخبار بلقيس ملكه سبا وشرح له بعض احوالها ليكون ذلك مسوغ لغيابه ولكن سليمان لم يقتنع بتلك الحجه وانما قال” سننظر أصداق ام كنت من الكاذبين” انه امتحان للحجه وتعليمه للناس ان يميز بين حجه واخرى وان يتثبتوا قبل اتخاذ القرار و قبل اتخاذ الموقف
– انصاف الناس وعدم هضم حقوقهم عندما ينشب الخلاف وتثور العداوات كثير من الناس عاجز عن الرؤيه بعينين لا ولا يرى الا المثالب والمساواه و حين تهب رياح الموده فان كثيرا لا يرون الا بعين الرضا، علينا ان نكون متوازيين في نظرتنا عند الرضا وعند السخط
– النظره التفصيليه: من اكبر الاخطاء التي تنافي الموضوعيه اصدار الاحكام العامه في القضايا الانسانيه حين تتشابك عدد من العوامل في اجازه ظاهره واحده تصبح الربط بين الظواهر معقد جدا مما يستدعي الانات في اصدار الاحكام وفي هذا الصدد يقول الله تعالى”ضرب الله مثل للذين كفروا امراه نوح وامراه لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الخالدين وضرب الله مثلا للذين امنوا امراه فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنه ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” فقد وجد الكفر في بيت نبيين من الانبياء الكرام، ووجد الايمان في بيت اعداء الله وفي هذا تبصره لاولي الالباب حتى لا يحكم بالايمان او الكفر الاهل بلد او قبيله او بيت بصوره عامه.
المصادر:
-فصول في التفكير الموضوعي د. عبدالكريم بكار
-تكوين المفكر د. عبدالكريم بكار
-سلطه الثقافه الغالبه د. إبراهيم السكران

(أهمية الفكر والتفكير) أهمية الفكر والتفكير

إقرأ أيضاً:  سلطان المال


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

معلومات لم تكن تعرفها عن الأحلام

الخميس أكتوبر 5 , 2023
تمت قراءته: 403 الأحلام هي واحدة من أكثر التجارب غموضا وإثارة للاهتمام في حياتنا. القصص التي نعيشها في نومنا – والتي غالبا ما تبدو حقيقية – تثير اهتمام الخبراء والأشخاص الفضوليين. أثناء البحث عن تفسيرات لهذه الظاهرة الشائعة جدا، تم اكتشاف سلسلة من الفضول التي تستحق المشاركة. (معلومات لم تكن […]
معلومات لم تكن تعرفها عن الأحلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة