تدمع العين وينزف القلب ويضيق الصدر ويحزن المرء عن حياة بعض الشباب من هذه الأمة المحمدية التي نزل فيها القرآن الكريم وجاء بكل الأدوية والحلول لها ولكن المؤسف ما نراه من جل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين في عز شبابهم من العطاء والنشاط يتنازلون عن رجولتهم وكرامتهم فيقلدون كل ما يرى بالعين المجردة من تحليق الرؤوس إلى ضيق اللباس بل أصبح الشباب اليوم ينافس الفتاة في ممشاها والله المستعان. (تقليد الغرب)
التقليد الأعمى – تقليد الغرب
يعتقد الشباب المسلم أن المجتمع الغربي متحضر ومتقدم علينا وهذه حقيقة من جهة وكذبة من جهة أخرى لأن التقليد الذي مس أبنائنا اليوم هو التقليد الأعمى في الأفعال التي تخالف التعاليم الإسلامية والأصول العربية والتقاليد العامة فلو كان أعداء الإسلام حقا متحضرين فلا يوصفون في القرآن الكريم بالأنعام قال تعالى في كتابه من سورة الأعراف (.أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ.) 179
والأنعام هي البهائم التي لا عقل لها سوى في الأكل والشرب فكيف يكون الغرب متحضرا علينا بهذا الوصف الرباني ونحن بنعمة الإسلام والسنة تعلمنا ما هو التوحيد الحقيقي الذي نرفع به الجهل عن أنفسنا فإن العلم علمان كما قال العلماء (علم الأديان وعلم الأبدان) أما تقدمهم في علوم الدنيا فهذه حقيقة لا ننكرها نعم فهم تطوروا في الصناعة لأنهم عرفوا قدر العلماء ووقروا العلم وقاموا بدعم كلي للباحثين والمفكرين. إلخ.
وهذا ليس معناه أنهم خيرا منا بل هو تفوق ملحوظ جعلهم في المقدمة فمنافسة هؤلاء في الصناعة وتقليدهم في العمل؛ وعلم الدنيا ليس حراما بل هو مباح وجائز والمنهي عنه هو تقليد لباسهم وأفكارهم في الدين وأقوالهم وتصرفاتهم أيضا فإن شريعتنا واجب علينا نحن المسلمين تعلمها وتطبيقها على أرض الواقع فهي من الضروريات أما علم الدنيا فهي من الكماليات.
انعدام البصيرة – تقليد الغرب
الكثير من المسلمين يرى بعينه ولا يرى بقلبه فتنعدم البصيرة منه وتبقى الصورة فقط فيخيل له أن هذه الحياة هي مال ورفاهية وتنافس في البنيان. إلخ.
فلو قدمت له نصيحة تجاه نفسه أو أسرته لطلب منك عدم التدخل في حياته مرة أخرى وسماها حرية شخصية أو قال لك أنا حر ديموقراطي أفعل ما أشاء أو كيفما أشاء أو متى أشاء ثم يمثل لك بقوله ويزين ألفاظه بالغرب وتطوراتهم ويعتبرهم قدوة له فلا يبالي حال أبناءه وتبرج بناته وتنعدم فيه غيرة الرجال وتشبهه بالكفار وحبه لهم والثناء عليهم وربما الترحم على موتاهم وتشجيع فرقهم.
مساحة إعلانية
الشـذوذ الجنـسي
واقع مرير آخر تمر به هذه الأمة المرحومة وهو تخنث بعض شبابها وميولهم إلى فئة الجنس اللطيف في حركاتهم التي أصبحت عادة عند الكثير منهم ولا يستحي من نفسه وأطلق بعض الدعاة على هذه الفئة مقولة إشتهرت مؤخرا (تلد الأم ذكرا وبعد عشرون عاما يتحول إلى أنثى) بل هناك من يعتبر أن هذا الأمر حق من حقوق الإنسان والله المستعان.
وقيل أنه مخير وعلى الدولة دعمهم بالإعتراف بهم كما فعلت دول أجنبية كثيرة ومنها إيطاليا وبما يسمى المثـلية الجنـسية أي زواج الذكر مع الذكر والأنثى مع الأنثى وهو السحاق بين النساء واللواطة بين الذكور وهذا ما كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن تعمل أمته بعمل قوم لوط عليه السلام الذين سماهم الله في كتابه بالمجرمين من سورة الحجر الآية 58.
ثم تحججوا وقالوا هو مرض وصاحبه معذور به نسأل الله لهم الهداية
الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف!
تركنا الدعوة إلى الله والعمل بما في القرآن الكريم والتمسك بالسنة والإقتداء برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فضاعت منا القيم والأخلاق، فجاء جيل يأمرنا بالمنكر وينهانا عن المعروف إتباعا للعلمانية التي أراد مروجوها هدم الإسلام بها وبأفكارهم الخبيثة فإذا رأوا شابا مستقيما يعفي عن لحيته إقتداءا بنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم قالوا له أحلقها لتظهر فيك علامات الشباب فأنت مثل الشيخ هؤلاء هم حقا لا يعلمون أن زينة الرجل هي طلعته البهية عندما تجمل وجهه نورا وبهاءا؛ وعجبا ما نسمعه اليوم يقولون للشاب المستقيم ذق من الخمر ولو مرة واحدة في حياتك والله المستعان سكتنا عن الحق فنطقوا بالباطل نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
شعيب ناصري
(تقليد الغرب)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.