الوزير أبو سعيد عثمان بن جامع (602 -621 ﻫ/1208 –1224م)
هو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن جامع من أسرة عريقة لها تاريخ طويل فى مساندة دعوة الموحدين منذ نشأتها على يد المهدى بن تومرت، وهو من أسرة بنو جامع الذين تولو مناصب الوزارة وقيادة الأساطيل العسكرية فى المغرب والأندلس منذ ظهور الموحدين حتى نهاية دولتهم، لقد نشأ إبراهيم بن جامع جد هذا الوزير بساحل مدينة شريش بضيعة تسمى روطة، فى بلاد الأندلس ثم انتقل إلى بلاد المغرب وعمل بصناعة النحاس وتعرف إلى ابن تومرت عام 514 ﻫ/1120م، فأصبح من أصحابه وساعده فى نشر دعوته، وولد لإبراهيم هذا أولاد۫ا نالوا فى الدولة حظوة وجاهً۫ا متسعًا، منهم عبدالله بن إبراهيم بن جامع وهو والد الوزير أبو سعيد عثمان وتمتع بمكانه كبيرة لدى خلفاء الموحدين وتولى الكثير من الوظائف فقد جمع عبدالله بين إدارة ولاية سبته وقيادة الأسطول الحربى للدولة الموحديه بالإضافة إلى مهمة الإشراف على نقل المؤن العسكرية بين المغرب والأندلس وغيرها من المهام. (أبو سعيد عثمان بن جامع)
دوره السياسى فى دولة الموحدين
1- تولى أبو سعيد عثمان الوزارة سنة 605ﻫ/1208 م
قام الخليفة أبوعبدالله محمد بن المنصوريعقوب بن يوسف بن عبدالمؤمن الموحدى (595 -610 ﻫ/1198 – 1213 م) الناصر لدين الله بعد تطهيرة إفريقية من سيطرة بنى غانية بتعين أبا السعيد عثمان على طرابلس فى عام(602 ﻫ/1205 م) وبعد عودة الناصر إلى مراكش بالمغرب الأقصى (605ﻫ /1208 م)، قام بتعين أبى السعيد عثمان وزير̋ا له عام (605ﻫ/1208 م) وبلغ من القوة والنفوذ مالم يبلغه أحد من وزراء الموحدين بحيث يتصرف بشؤن الدولة بحسب رأيه الشخصى مما سبب كثير من المأسىء والمحن التى أدت إلى إضعاف الموحدين وأنهت دولتهم واستولى على مقدرات الدوله، وإليه مرد الأمر كله حتى إبرام السلم مع االنصارى.
مساحة إعلانية
فنهج خطة سياسية هدفها إبعاد شيوخ الموحدين وأعيانهم منأصحاب النفوذ عن الخليفة من أجل الأنفراد بالقرار والحكم ومحاولة الحجرعلى الخليفة الناصر، وقد نجح إلى حد كبير فى خطته. أما أسباب ما فعله الوزير أبو سعيد إنما يخص مسألة الصراع بين شيوخ الموحدين على السلطة والنفوذ والذى بدأ فى وقت مبكر منذ عهد عبد المؤمن (524 -558 ﻫ/1129 -1126 م) واستمر حتى سقوط الدولة سنة 668 ﻫ/1269 م فالوزير أبو سعيد كان يحاول التخفيف من سطوة هؤلاء وتحكمهم فى مصير الدولة، ولكنه لم يستطيع أن يؤدى دوره بصورة صحيحه بل أصبح متسلط على الدولة وساهم فى ضعفها.
2- الوزير أبو سعيد عثمان بن جامع ومعركة العقاب(609ﻫ / 1212 م)
كان ابن جامع من أسباب هزيمة الموحدين فى معركة العقاب(1)، فلقد حجب عن الخليفة الناصرالكتب الوارده من الأندلس بشرح الأحوال السياسية والعسكرية لقد جاءت الأنباء إلى الخليفة فى عاصمته مراكش أن ملوك النصارى وأمراءهم شكلوا فيما بينهم اتحاد۫ا فحشدوا جيش۫ا˝ كبير۫ا يتكون من ملك أرجون على رأس جيشه وملك الناﭬار وأسند قيادة الجيوش إلى الفونسو الثامن ملك قشتالة، فحشد الناصر جيش۫ا كثيفًا بالمثل، وعبر إلى الأندلس 607 ﻫ/1211 م، ثم نصح ابن جامع الخليفة الناصر قبل أن يتقدم لمحاربة النصارى بفتح قلعة شلبطرة (2) فقام الناصر بحصارها لمدة ثمانية أشهر وهى ممتنعه عليه لحصانتها، وابن جامع يمنع الناصر أن يرفع الحصار عنها ويتجاوز إلى طليطلة حتى أضر بها الجوع المرير، فأعطت قيادتها مكرهه وفى ذلك الوقت كانت الوفود النصرانية تتوافد على طليطلة من مختلف البلاد الأوربية حاملين شارة الصليب، ثم زحفت هذه الوفود طالبه قلعة رباح.
وفى هذه القلعة حامية من الموحدين على رأسها القائد أبى الحجاج يوسف بن قادس فهاجمتها الجيوش المسيحيه دفعة واحدة فاستولت على المدينة من دون القلعة، فخشى ابن قادس مغبة الحصار إذ افتتحت القلعة عنوة وهى لا محالة ساقطة فى أيدى العدو فمن العبث مقاومة الكثرة، لذلك قرر أن ينقذ حاميتها من الهلاك بالإستسلام، فبعث إلى ملك قشتالة رسولا يفاوضه من قبله بشرط أن تخرج الحامية بسلاحها مأمونة، فرفض النصارى فاضطر ابن قادس أن يرضى بتحرير الحاميه، فغادرت القلعه بعد أن أخذت الأمان على نفسها وسارابن قادس إلى الخليفة الناصر.
وعند وصوله تلقاه قواد الأندلس وهم يسلمون عليه، فعظم ذلك على ابن جامع الوزير، فخرج مسرعا حتى لا يفتضح أمره، فخرج إليهم واستعمل معهم العنف، وقبض على ابن قادس، ثم دخل على الأمير محمد الناصر فأغرى به فأمر الأمير بقتله، فغضب قواد الأندلس، وحقدوا على الخليفه، لأنه حتى لم يستمع إلى ابن قادس، ليعرف ماذا حدث معه! ولكن ابن جامع أغرى الناصر به متهم۫ا إياه بالتقصير والخيانه فقُتل المسكين وطابط نفس الوزير الماكر، فاستاء الناس لهذا الحادث ولاسيما الأندلسيين، وكانوا يكرهون ابن جامع من تكرار مكايده فأبدوا نفورهم من عمل الناصر، فدخلوا الحرب ساخطين على الموحدين.
وكان الجيش قد إشتبك عام (609ﻫ / 1212 م) فى معركة العقاب “ولاس نافاس دى تولوسا ” وكان فى جيش الناصر أعداد كبيرة من الكتائب القوطية المرتزقه التى دسها عمدًا ملوك النصارى وأمراؤهم فى جيش المسلمين فكانوا أول من هزم عند بدء المعركة فانضمت وحداتهم المنهزمة إلى جيش العدو ثم انهزم الأندلسيون، ولحقت بهم كتائب السود، وهكذا هُزم جيش الخليفه الناصر فى المعركة، وعاد الخليفة ولم ينج من جيشه سوى ألف محارب.
وعاد الخليفه محمد الناصر إلى إشبيلية مهزوما˝ وسحق من غضبه جميع أشياخ الموحدين المحليين والأندلسين فقتل منهم عددًا وعزل منهم من كان يلى مناصب النفوذ والثقه، ثم عبر ببقية جيشه إلى المغرب، وأخذ البيعة لابنه يوسف الملقب بالمستنصر، ثم دخل الناصر قصره، واحتجب عن الناس إلى أن مات حزين۫ا˝ على ضياع ملكه، وقيل: “مات مسموم۫ا بأمر من وزرائه لأنه قد عزم على قتلهم جزاء على فعلهم القبيح”، وقيل: “بأمر من ابن جامع”، فقد اختلفت الروايات حول وفاته في عام(610ﻫ /213 1م)، وتولى من بعده ابنه أبى يعقوب يوسف الملقب بالمستنصربالله.
مساحة إعلانية
3- دور الوزير أبو سعيد بن جامع فى تنصيب يوسف الثانى المستنصر
استمر أبو سعيد عثمان فى تولى الوزارة للموحدين بعد وفاة خليفتهم الناصر لدين الله (610ﻫ /213 1م) الذى كان يتراوح عمره بين عشر سنوات إلى ستة عشر سنة بحسب اختلاف الرويات فى ذلك ومن ثم كان من الطبيعى أن يؤدى صغر سنه إلى غلبة الوزير أبى سعيد عثمان ومشيخة الموحدين عليه وقيامهم بأمره وخصوصا فى السنوات الأولى من خلافته، لصغر سنه وافتقاره إلى الخبرة اللازمة فى شؤن الحكم، لذلك لعب الوزير أبو سعيد دور˝ا مهما فى تنصيب يوسف الثانى المستنصر الموحدى (610 -620ﻫ /1213- 1223 م) وبذل جهدًا كبيرًا فى سبيل اقناع حاكم إفريقية انذاك أبو محمد بن أبى حفص بالبيعة، وقد نجح فى مسعاه إالى حد كبير.
ولم يستمر أبو سعيد عثمان فى الوزارة حتى نهاية عهد المستنصر، إذ عزله فى أواخر عام 615ﻫ/1218 م بسعاية أبى زيد عبد الرحمن بن موسى بن يوجان الذي كان على عداء مع ابن جامع وحاول مع غيره من أعداء أبي سعيد تشويه سمعته وسمعة أسرته كسلاح من أقبح أسلحة التنافس بين الخصوم السياسيين، ولكن العزل انتهى وعاد الوزير إلى عمله مرة أخرى وقرر الانتقام لنفسه ولأسرته.
4- دور ابن جامع في تولية عبد الواحد حكم الدولة الموحدية
عاد ابن جامع إلى الوزارة عام (620 ﻫ / 1223م)، وفى نفس العام توفى الخليفة المستنصر واختلفت الأرء حول وفاته، ومره أخرى يتهم أبو سعيد عثمان بتدبير قتل الخليفة المستنصر (620ﻫ / 1223م) فقد أشار الزركشى أن ابن جامع دس السم للخليفة، وأشارأيضا أنه قتل نتيجة تعرضه لطعنة مميتة من قبل إحدى البقرات المتوحشات التى كان مهتم بتربيتهن فى حين اكتفى بقية المؤرخين بالإشارة إلى وفاته من دون ذكر السبب.
اتجه ابن جامع هذه المرة الى التعاون مع أشياخ الموحدين من أجل التحكم بمصير الدولة بالرغم من شدة التنافس بين الطرفين إلا أنهم اتفقوا على البيعة لعبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن الموحدى (620 -621ﻫ /1223 -1224 م) وكان يتصف بصفات مؤهلة ككبر السن والورع والعزم ولكن عهده قد شهد بداية الفتنة التى أصابت الأسرة الحاكمة وشقت صفوفها فقد تصدى له ابن أخيه أبو محمد عبدالله بن يعقوب المنصور الملقب بالعادل، وقد بذل الوزير أبو سعيد ابن جامع الكثير من الجهد لتثبيت عبد الواحد ولكن هذه المرة فشل فى مسعاه، وتولى أمر الموحدين العادل (621 -624 ﻫ/ 1224 -1226 م).
مساحة إعلانية
اغتيال الوزير أبو سعيد بن جامع
عندما تولى العادل حكم الدولة الموحديه لم ينس ما فعله ابن جامع لذلك صمم على الانتقام منه فأمر بعزله من الوزارة ونفيه إلى ناحية من جبال الأطلس تسمى هسكورة سنة (621 ﻫ/1224م)، وهناك تم تدبير مؤامرة لأغتيال الوزير أبو سعيد، وبنهاية عهد الخليفة عبد الواحد ينتهى دور أسرة بنى جامع التى خدمت دولة الموحدين منذ بداية الدعوة التى أدت إلى قيامها على يد ابن تومرت.
الخاتمة
نجد أن الوزير أبو سعيد وتصرفاته السيئة فى عهد الناصر ومن جاء بعده من الأسباب التى أدت الى تدهور الخلافة وسقوطها فيما بعد، ولكن لا يجب أن نحمله المسؤلية الكاملة لهزيمة المسلمين في معركة العقاب بل هناك أسباب أخرى للهزيمة، مثل الصراع بين القادة الأندلسيين والموحدين، والصراع بين أشياخ الموحدين وبين الأسر الحاكمة على السلطة والنفوذ، والصراع الأسُرى بين أبناء عبد المؤمن، إلى جانب اضطراب الشؤون المالية لتأخر عطاء الجند مماأدى إلى خروجهم للقتال مكرهين.
وكذلك اغترار الناصر بكثرة جيشه التى وصلت فيما يقال إلى ستمائة ألف مقاتل إلا أن تلك الجموع الكثيرة لم تكن متجانسة فيما بينها، فضلا عن عدم امتلاكها رغبة جدية فى القتال ولعل ذلك راجعًا إلى حقد الأندلسيين على الناصر ووزيره لقتل ابن قادس أحد القادة الأندلسيين على خلفية اتهامه بتسليم قلعة رباح إلى النصارى.
لم يكن الخليفة الناصرو ابنه المستنصربحالة من الضعف كي ضعفاء ويُستبد عليهم بشكل كامل من قبل الوزير أبى سعيد عثمان لكون هذا الوزير لم يكن يمثل مركز القوة الوحيد فى دولة الموحدين فكان هناك إلى جانبه أشياخ الموحدبن وأبناء عبد المؤمن، ولقد أتهم الوزير أبا سعيد عثمان بتدبر قتل الخليفة االناصر وابنه المستنصر عن طريق السم ولا يستبعد أن هذا الإتهام بتدبير من خصوم أبى سعيد وأسرته.
د. رانيا الجوهري
(أبو سعيد عثمان بن جامع)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
الهوامش
(1)العقاب بكسر العين، بالأندلس بين جيان وقلعة رباح كانت في هذا الموضع وقيعه عظيمه وهزيمه على المسلمين 609 ﻫ/1212 م، وقتل عدد كبير منهم واستولى النصارى على جميع أملاكهم استولو بعد ذلك على مدينة بسطة وباغو وما جاورهما من القرى والحصون، وقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال وكانت هذه المعركة أول ضعف للموحدين فى الأندلس (انظر الحميرى: الروض المعطار، ص416).
(2)شلبطرة: وهو حصن من حصون الأندلس من عمل قلعة رباح، كان الملك الناصر نزل عليها وحاصرها بالمجانيق والآلات الحربية حتى استسلم أهلها وملكها، وذلك في أول سنة608ﻫ /1211م، انظر (الحميرى، الروضالمعطار، ص344).
المصادر
1. ابن خلدون: عبد الرحمن بن محمد (ت808 ﻫ/1405 م) كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر، دار الفكر، بيروت، طبعة عام 2001م.
2. ابن صاحب الصلاة: عبد الملك بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الباجى. (ت عام 594ﻫ /1197 م)، تاريخ المن بالإمامة على المستضعفين بان جعلهم الله ائمة، وجعلهم الوارثين، السفر الثانى. تحقيق عبد الهادى التازى دار الغرب الإسلامى، بيروت، الطبعة الثالثة، عام 1987م.
3. ابن أبى زرع: أبى الحسن على بن عبدالله الفاسى (ت عام 741ﻫ /1340 م) الأنيس المطرب بروض القرطاس فى أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور، الرباط، عام 1972 م
4. ابن عذارى: أبى عبيد الله محمد المراكشى. (كان حيا 712 ﻫ/1312 م) البيان المغرب فى أخبار الأندلس والمغرب (أربعة اجزاء) تحقيق تحقيق ج. س. كولان ا. ليفى. برو فنسال، دار الثقافة بيروت لبنان، الطبعة الثالثة عام 1983 م.
5. ابن الاثير: عز الدين أبى الحسن على بن محمد الشيبانى0 (ت عام 630 ﻫ/1232 م)، الكامل فى. التاريخ، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، عام 1987م.
6. البيذق: أبى بكر بن على الصنهاجى، أخبار المهدى بن تومرت وبدية دولة الموحدين، دار المنصور، الرباط، عام 1971 م
7. الزركشى، أبى عبد الله محمد بن إبراهيم المعروف بالزركشى، تاريخ الدولتين الموحديه والحفصية، تحقيق وتعليق محمد ماضور، المكتبة العتيقة، تونس، الطبعة الثانية، عام 1966
8. المقرى. أحمد بن محمد التلمسانى. (ت عام 1041ﻫ /1631م) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، (8 اجزاء) تحقيق احسان عباس دار صادر بيروت، عام 1968 م.
المراجع
1. راغب السرجاني، قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط، ج1 مؤسسة اقراء للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى عام 2011 م
2. شاكر مصطفى، الأندلس فى التاريخ، منشورات وزارة الثقافة دمشق سوريا، طبعة، عام 1990
3. على صدام نصر الله، بنو جامع ودورهم فى تاريخ الموحدين، جامعة البصرة كلية الدراسات التاريخية مجلة آداب ذى القادر، العدد 12
4. محمد عبدالله، عنان دولة الاسلام فى الأندلس عصر المرابطين والموحدين فى المغرب والأندلس، الطبعة الرابعة، عام 1997م، مكتبة الخانجى بالقاهرة
5. محمد كمال شبانة، الأندلس دراسة تاريخية حضارية، دار العالم العربى، القاهرة، الطبعة الأولى، 2008
د. رانيا الجوهري من مصر. تخرجت د. رانيا من كلية التربية جامعة الأسكندرية قسم التاريخ 2013، ثم حصلت على دكتوراه الفلسفة فى الآداب. كلية الآداب جامعة الأسكندرية 2020 تهوى القراءة وكتابة المقالات التاريخية.