حكاية ماشا والدب

بسم الله، والصلاة والسلام علي خير الأنام “ﷺ”، أمَّا بعد:
إن من القصص الكرتونية المنتشرة بشدة بين الأطفال والكبار هي قصة ‘ماشا والدب’ هذا المسلسل الكرتوني ذو الحلقات القصيرة الذي يعرض علي قناة شباب المستقبل” سبيس تون”. (حكاية ماشا والدب)

ماشا والدب
البيان

تدور قصته حول: الطفلة ماشا التي تتسم بالفضول وحب الاستطلاع والتلقائية، فهي تعيش في إحدى الغابات مع بعض الحيوانات من بينهم الكلب والخنزير والماعز، على الرغم من أنها تعيش مع الحيوانات إلا أنهم يخشون الاقتراب منها، وفي أحد الأيام كانت تلك الطفلة تلعب مع إحدى الفراشات، فأرادت أن تتبعها وتلاحقها، فدخلت معها في إحدى منازل الدببة، في الوقت الذي تلعب فيه ماشا مع الفراشة، كان الدب قد ذهب إلى الخارج من أجل اصطياد الأسماك، وعندما عاد تفاجأ بفوضى كبيرة في بيته؛ بسبب لعب ماشا مع الفراشة، وهنا انزعج الدب كثيرًا ورغب في الخلاص من تلك الطفلة، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل ثم يتغير مجرى الأحداث بعد ذلك، وتتكون صداقة وعلاقة وطيدة بين الدب وماشا، وتدور باقي الأحداث بعد ذلك بأن تلك الطفلة تحدث الكثير من المشاكل ثم يساعدها الدب في حلها والعكس أيضًا.

وهذا الكرتون بدأ عرضه في روسيا سنة 2009 وكان باللغة الروسية فقط ولكن مع مرور وقت تمت ترجمته إلى 42 لغة، وهي قصة مستوحاة من قصة حقيقة حدثت بالفعل لفتاة تدعى ماشا التي كان لها نهاية مأساوية، وبعد ما حدث لها أصبحت قصتها حكاية شعبية اشتهرت في روسيا، لذلك سنتطرق أولًا للحكاية الشعبية التي اشتهرت في روسيا ثم قصتها الحقيقية.

إقرأ أيضاً:  رأس السنة الأمازيغية بشرى البعث والفلاح

مساحة إعلانية


أولا: الحكاية الشعبية – حكاية ماشا والدب

تبدأ الحكاية الشعبية بفتاة تدعى ماشا، في يوم من الأيام ذهبت ماشا مع أصدقائها إلى الغابة؛ من أجل قطف بعضًا من الفطر والتوت البري، وهذا الأمر كان عاديًا بالنسبة لهم، وهو أيضًا من عادتهم التي يستمرون عليها دائما، وكالعادة استأذنت ماشا من جدها من اجل ان تخرج للغابة فوافق جدها؛ ولكن اشترط عليها أن تظل مرافقة لأصدقائها، ولا تتركهم أبدًا، وأهم شيء حذرها من الدب البني المتواجد بتلك الغابة.

وخرجت ماشا بالفعل للغابة مع اصدقائها، في البداية كان كل شيء طبيعي، ولكن بعد مرور وقت قصير ضاعت ماشا في الغابة، وأدركت حينها أنها وحيدة وأن أصدقائها متواجدين في مكان آخر غير هذا، في البداية حاولت ماشا أن تنادي عليهم بصوت مرتفع ولكن باءت محاولتها بالفشل، وعندما حل الظلام دخلت ماشا إلى كوخ صغير كان متواجد في وسط الغابة، وكانت تظن انه منزل لأشخاص عاديين، ولكنها لاحقا تفاجأت أن المنزل كان لدب كبير، وهو نفس الدب الذي حذرها جدها منه، وعندما دخلت منزل الدب رفض الدب أن يدعها تذهب واخذها رهينة عنده.

وحاولت ماشا بكل الطرق مع الدب من أجل أن يدعها تعود لمنزلها، ولكن الدب أصر علي موقفه من الرفض التام، ولاحقًا أخبرها الدب انها رهينة لديه، وطلب منها أن تقوم بطهي العشاء والفطور له، وقام بتهديدها بالقتل إن لم تطع أوامره، وبدأت ماشا بالبكاء بصوت مرتفع، ولكن مع مرور الوقت أدركت أن هذا الأمر لا بد منه وأنها لن تستطع الفرار ابدا، لذلك يجب عليها التفكير بخطة ذكية كي تستطيع الهرب، وفي كل يوم كان الدب يخرج من الكوخ مع طلوع الفجر للغابة، من أجل أن يجمع الفواكه والخضروات، كي تطهيها ماشا، وظل الوضع علي هذا الحال لأيام طويلة، ولكن في يوم من الأيام جاءت لماشا فكرة تستطيع بها الهرب من الدب.

وفي هذا اليوم قامت بخبز الكثير من الفطائر وطلبت من الدب أن يدعها توصل الفطائر لمنزل جدها وجدتها، وأعطته وعد انها سوف تعود له بأسرع وقت بعد توصيل الفطائر، لكن الدب رفض ذلك أيضًا، وأخبرها انه سيوصل الفطائر لمنزل جدها وجدتها بنفسه، وبالفعل جهزت ماشا الفطائر ووضعتهم بالسله وأعطتها للدب، ولكنها قامت بتحذيره من أن يفتح السلة ويرى ما بداخلها، وأخبرته أنها سوف تكون فوق شجرة سنديان من أجل ان تراقبه، وتتأكد أنه كان أمين ولم يفتح السلة، وافق الدب علي طلب ماشا، وبعدها خرج للباحه الخلفية؛ من أجل أن يتأكد من صفاء الجو ومناسبته للخروج، وفي هذه الفترة القصيرة قامت ماشا بإستغلال الفرصة ودخلت داخل السله، وغطت السلة من أجل أن لا يراها الدب.

وبالفعل عندما عاد الدب للمنزل رفع السلة علي ظهره من اجل ان يوصلها دون علمه أن ماشا بداخل السلة، ولكن الدب وهو في طريقه لمنزل الجد والجدة شعر بالتعب والجوع، وجلس تحت شجرة وفتح السلة من أجل ان يأكل بعضا من الفطائر التي بداخلها، و لكنه فجأة سمع صوت ماشا وهي تذكرة بأنها تراقبه من فوق شجرة السنديان، وهنا رفض الدب أن يفتح السلة، وقام بحملها واكمل طريقه لمنزل الجد والجدة، وفي النهاية أخيرا وصل الدب لقرية صغيرة، ولكن عندما دخل الدب القرية حدث شيء مفاجئ كلاب القرية قد شمت رائحة الدب الذي كان يتصبب عرقًا بسبب الرحلة فطاردته، وبالفعل هرب الدب وعاد إلى الغابة، وخرج الجد والجدة من المنزل من اجل ان يروا ما يحدث بالخارج، وعندما خرجوا رأوا تلك السلة أمام المنزل، وعندما فتح الجد والجدة السلة رأوا ماشا، وعندها فرحوا فرحا شديدا بعودة ماشا، وقامت ماشا بسرد الحكاية عليهم، وكيف أنقذها ذكائها من ذلك الدب وهذه كانت نهاية الحكاية الشعبية الروسية لماشا والدب.

إقرأ أيضاً:  الأزياء الفلسطينية: هوية باقية

مساحة إعلانية


ثانيًا: القصة الحقيقية

بما أننا عرفنا الحكاية الشعبية لماشا والدب، دعونا نتعرف ما هي القصة الحقيقية لماشا والدب، وهي القصة التي حدثت في البداية قبل أن تشتهر الحكاية الشعبية، وفي القصة الحقيقة الحكاية لم تكن مسلية أبدًا بل كانت ذات نهاية مأساوية، وهذة القصة حدثت عام 1820 في روسيا، وقد صرح مخرج العمل أنه قد قابل فتاة صغيرة على الشاطئ تدعى ماشا وأن الجميع أحبها في البداية، ثم بدأوا في الاستياء منها لاحقًا بسبب فرط نشاطها، حيث تسببت لهم بفوضى عارمة.

لكن في الواقع فإن قصة ماشا تقول: كان هناك فتاة صغيرة تدعى ماشا، وهي فتاة تعيش مع أمها وأبيها في قرية بسيطة في روسيا، والقصة بدأت عندما جاء سيرك لتلك القرية، طلبت ماشا من أبوها وأمها أن تذهب معهم لذلك العرض في السيرك، من أجل أن ترى أشهر فقرة في السيرك، ألا وهي فقرة لدب أسود اللون يطلق عليه “أناتولي”، بالفعل ذهبت ماشا مع أمها وأبيها لحضور العرض في السيرك، ولكن في هذا اليوم تحديدا، تم الغاء فقرة الدب أناتولي من العرض، وحزنت ماشا حزنا شديدا؛ لأن أمنيتها الوحيدة كانت أنها ترى ذلك الدب الأسود.

لذلك خرجت من خيمة السيرك وحيدة، وذهبت ناحية الدب المحبوس في قفص حديدي، وماشا كانت تظن أن الدب أناتولي حيوان أليف طيب القلب، ولا يؤذي الناس، لذلك قررت أن تفتح القفص الحديدي وتلعب مع الدب أناتولي، وبالفعل بدأت ماشا بالبحث عن مفاتيح القفص الحديدي، وعندما وجدت المفاتيح فتحت الباب، وفور فتحها لباب القفص هجم عليها الدب أناتولي، وللأسف ماتت ماشا بعد هجوم الدب عليها، وعندها سمع المسؤولين في السيرك صوت الدب من بعيد والناس كلها خرجت من الخيمة ورأت منظر مخيف للدب وهو يهجم على ماشا المسكينة، وبعدها وقف الحراس أمام الدب، واستخدموا آلة حادة من أجل إبعاده عن ماشا، وبسبب هذه الحادثة انتشرت قصة الفتاة بين الناس من أجل أن يحذروا الأطفال من الدب الأسود ويتم تعليمهم أن الدب حيوان مفترس وليس حيوان أليف، وخصوصا أن الدببة منتشرة بشدة في روسيا، وقد يعتبر الطفل أن هذا الدب حيوان أليف يستطيع أن يلعب معه، وبعد مرور سنوات تغيرت القصة، وتحولت للحكاية الشعبية.

وهذه كانت قصة المسلسل الكرتوني ماشا والدب الذي يدخل السعادة علي قلوب الأطفال.

ما شعورك الآن بعد معرفتك القصة الحقيقية لذلك المسلسل الكرتوني؟

بالنسبة لي: أنا أشعر بالحزن الشديد، وتحديدا عندما أرى صورة ماشا علي شاشات التلفاز، فهذه الفتاة التي ترسم البسمة علي الوجوه، وتدخل السرور علي قلوب الكبار والصغار من محبي افلام الكرتون، قد نالت تلك النهاية المأساوية! حقًا إن الفضول قد يقتل الإنسان منا دون أن يشعر.

بقلم: سارة عبدالله – أناندا
كاتبة وشاعرة ومنشدة

 

إقرأ أيضاً:  الجزائر تعيد بعث سوق عكاظ من جديد


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

أشهر الأطعمة الشعبية في الدول العربية

الثلاثاء يونيو 28 , 2022
تمت قراءته: 12٬437 أطعمة شعبية تقليدية تزين المائدة العربية، وتترجم مفردات “قاموس” المطبخ العربي. مع تنوع وتفرد “اللمسات” الخاصة بكل بلد، وذائقه مجتمعه المتطورة. والبارعة في إبراز ونشر أطعمته علي كافة المستويات الشخصية والاجتماعية والإعلامية والسياحية. (أشهر الأطعمة الشعبية في الدول العربية) الفول، والفلافل (الطعمية)  – أشهر الأطعمة الشعبية في […]
أشهر الأطعمة الشعبية في الدول العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة