يناير هو مناسبة سنوية يحتفل بها الأمازيغ في كل مكان بطقوس وعادات خاصة نظرا لأهمية ورمزية هذا الحدث التاريخي، الإنساني والثقافي. (رأس السنة الأمازيغية)
تجدر الإشارة إلى أن الأمازيغ هم شعوب أهلية تقطن في المنطقة الممتدة: من واحة سيوة غربي مصر شرقا، إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
وتعود بداية التاريخ الأمازيغي إلى 950 عام قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، أي أن عام 2022 الميلادي يصادف عام 2972 في التقويم الأمازيغي حسب الأكاديمية البربرية (جمعية ثقافية أمازيغية مقرها بباريس). يتم الإحتفال برأس السنة الأمازيغية بالجزائر في 12 يناير (كانون الثاني) أي ليلة رأس السنة أو ما يسمى ب “ثابُّورث أسڨاس” بمعنى باب السنة، بينما في المغرب يكون يوم الخميس الموافق ل 13 يناير (كانون الثاني) هو يوم بداية السنة الأمازيغية “عيد الصقاس”.
لو بحثنا في مرجعية هذه الاحتفالية لوجدنا أنها ذات بعدين:
أولهما البعد التاريخي – رأس السنة الأمازيغية
إذ أن التقويم الأمازيغي مشتق من التقويم اليولياني الذي كان يستخدم في أوروبا قبل التقويم الغريغوري وقد تم استخدامه في شمال إفريقيا لتنظيم المواسم الزراعية، كما يروي البعض أن “يناير” تزامن واليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي “شاشناق” على الفرعون المصري “رمسيس الثاني”في مصر.
مساحة إعلانية
أما البعد الثقافي
فيجسد هذا اليوم رابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها أي أنه عيد للطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة. من هنا نستنتج تفسير مفردة “يناير” بأنها مزيج بين كلمتين أمازيغيتين هما: “ين” التي يقصد بها واحد و”أيُّور” والتي تعني الشهر أي بداية الشهر. تتمحور احتفالات رأس السنة الأمازيغية بالإجتماعات العائلية لثلاثة أيام على ولائم الأطعمة التقليدية تترأسها “عصيدة السميد” في اليوم الأول، و”الكسكس بسبع خضروات “في اليوم الثاني ليكون ختامها بوجبة يترأسها الدجاج في اليوم الثالث، مع ارتداء ألبسة تقليدية أمازيغية من كلا الجنسين تُزينها مجوهرات وحلي من نوع خاص وسط أجواء بهيجة على أنغام الفنانين الأمازيغ.
كما يعتبر هذا اليوم مناسبة لإقامة الأفراح كحفلات الزفاف والختان وتسريحة الطفل الأولى تفاؤلا بحياة سعيدة وحظ أوفر. أما على الصعيد الوطني فقد انطلقت يوم الأحد 09/01/2022 الإحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972 في ولاية تمنراست جنوب الجزائر تحت شعار”هوية ولقاء” بإشراف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية “الهاشمي عصاد” بحضور السلطات المحلية وأساتذة مختصين وإعلاميين وأعضاء لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، يُذكر أن برنامج الاحتفال يتضمن تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الثانية بالإضافة إلى تنظيم ملتقى أكاديمي حول السكن التقليدي الجزائري من العصر القديم إلى القرن الحالي، واستعراضات فولكلورية بمشاركة اوركسترا الحرس الجمهوري التابع لوزارة الدفاع.
كما تخلل البرنامج معارض للصناعة التقليدية وورش تكوينية حول ترقية استعمال اللغة الأمازيغية في مجال البحوث والتكنولوجيا، وعرض أفلام ناطقة بالأمازيغية وجلسات بيع الكتب ومعارض الطبخ والألبسة وغيرها وذلك في إطار تغذية المرجعية التاريخية وتنمية الشعور بانتماءاتنا إلى الأمة الجزائرية الواحدة والموحدة وإبراز موروثنا الثقافي حسب ما صرّح به الهاشمي عصاد أمين عام المحافظة السامية للأمازيغية.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسات ثقافية تابعة لوزارة الثقافة نظمت نشاطات متنوعة بمختلف الولايات إحتفالا بالمناسبة كأوبرا العاصمة التي احتضنت حفلا بعنوان “سمفونية أمازيغية” في حين يُنظم مركز الفنون والثقافة تلمسان (غرب الجزائر) ورشات حول العادات والتقاليد الشعبية كما تحتفي: تيزي وزو، بجاية، سطيف، برج بوعريريج. بالمناسبة بإعداد الكسكسي والشخشوخة والبغرير وغيرها.
إذن رأس السنة الأمازيغية مناسبة يحتفل بها الأمازيغ كبُشرى لعام خير وعطاء وفلاح بينما يحتفل بها العرب كموروث ثقافي يُوحد الأمم ويوثق الروابط. اسڨاس أمڨاس.
فرح جلول
(رأس السنة الأمازيغية)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
فرح جلول من الجزائر. من مواليد 1997، كاتبة خواطر ومقالات، طالبة جامعية بكلية الطب، ناشطة، معلقة صوتية ومشروع إعلامية ناجحة تسعى للتألق والاحترافية في المجال الإعلامي أينما كان.