– المقدمة –
لو مستغرب عنوان الكتاب، أنصحك بالرجوع لجميع المواقف التي تعرض ليها الشعب المصري على مر العصور و تشوف رد فعله اللي دائمًا و أبدًا بيكون عكس المألوف والمعروف. ولو انت من متابعين التليفزيون، حتلاقي نفسك بتسمع دايمًا الجملة الشهيرة “احنا شعب مالوش كتالوج” لتفسير أي موقف ورد فعل للشعب المصري غير متوقع حدوثه و يصعب على غير المصريين فهمه.
وعلشان كده أنا سألت نفسي، هو احنا فعلا ماعندناش كتالوج؟ واكتشفت اننا بنعاني فعلًا من نقص في سلعة الكتالوج، و كعادة أي مواطن مصري قررت أستغل الفرصة وأعمل الكتالوج واكسب قرشين حلوين، والفكر ده هو ما يسمى بالبحث عن “السبوبة” ودي ليها فصل كامل في الكتاب لأنها من أهم الخصائص المزود بيها الشعب المصري.
في الكتاب حنتكلم عن كل زراير والوظائف الخاصة بالريموت المصري علشان نفهمها و نقدر نتعامل معاها. حتلاقي مثلًا زرار السياسة والعمل والحياة الاجتماعية وغيرها كتير.
مش حطول عليك علشان ما تتخنقش مني ومن الكتاب و حنبدأ على الطول الكلام السليم من الصفحة الجاية.
الزرار الأول
كتالوج الشعب المصري: التاريخ و الجغرافيا
رغم عنوان الفصل الأول -الصادم- اللي بيفكرنا بأيام المدرسة والثانوية العامة، إلا اننا مش حنمتحن فيه، ما تقلقوش، بس كان مهم جدًا اننا نبدأ بنبذة تاريخية عن الشعب المصري وجغرافية مصر لأنها مدخل مهم جدًا لفهم طبيعة هذا الشعب العظيم.
غالبية المؤرخين أجمعوا على إن الشعب المصري يرجع أصله إلي “مصرايم بن بنصر بن حام بن نبي الله نوح” عليه السلام، والكلام ده للأسف ما فيش عليه اي أدلة نهائي سوى بعض الكلام المتواتر، مثلًا:
قال “أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم” في كتاب فتوح مصر وأخبارها عن “عبد الله بن عباس” قال:
والكلام ده معناه إن كان فيه بشر عايشين في أرض مصر في نفس زمن وحقبة سيدنا “نوح” واستجاب بعضهم لدعوة “نوح” عليه السلام وركبوا معاه السفينة وده منطقي بما إن نبي الله “إدريس” كان يسبق “نوح” في الوجود و كان الأغلب انه عايش في مصر. يعني “مصرايم” شخصيًا أمه كانت مصرية.
طيب تفهم إيه من الكلام الكبير السابق ده؟ وبالطبع زي أي شيء تاريخي بيحتمل الخطأ؟ تفهم إننا وبكل المعاني نعيش في أم الدنيا عن حق. فعلًا مصر يا جماعة أم الدنيا، أول دولة منظمة في التاريخ وأول من قسم الناس إلى شعب وحكومة. والتقسيمة دي خلقت نوع من التفرقة بين أبناء الشعب، وأصبح هناك دائمًا شعب اسمه “الحكومة” وشعب اسمه “المواطنين العاديين”، رغم إن التقسيم ده ليس له معنى لأن المفروض إن الحكومة من الشعب والشعب من الحكومة، إلا إن المصريين كان لهم رأي آخر و قرروا انهم يذهبوا إلى أبعد من كده وانهم يرسخوا فكرة الفصل العنصري بين الشعب والحكومة بأن جعلوا شعب الحكومة يتزاوج فيما بينه و يورث المناصب لذريته، بينما يتوارث شعب المواطنين العمل و الزراعة و الصناعة.
و طبقًا لكلام مندل رائد علم الوراثة، فإن الجينات تنتقل من جيل لجيل على مر العصور أو ما يعرف بـ “البلدي كده” العرق يمدّ لسابع جد، وعلشان كده حتلاقي إننا ورثنا هذه التقسيمة علي مدار آلاف السنين هي عمر الدولة المصرية وأعتقد إن مصطلح الدولة العميقة جه نتيجة لهذا الإرث العظيم.
مهندس/ هشام صبري
استشاري نظم إدارية وجودة
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
المهندس هشام صبري تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة من قسم القوى و الآلات الكهربائية في عام ٢٠٠٣. عمل المهندس هشام في عدد كبير من الشركات في مختلف دول العالم، وله عدد من الكتب المنشورة في علوم الإدارة والتاريخ والفيزياء الكمية.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | معنى اسم “كميت” – موقع محتوى (إضغط هنا) |
---|