إن القلب إما لين أو قاسي وتظهر بعض علاماته في وجوه الناس وألسنتها وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب القلوب الحية بقوله “لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ ، لعدوِّهم قاهرينَ ، لا يضرُّهم مَن خالفَهُم”. أخرجه الطبراني. [1]لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ ، لعدوِّهم قاهرينَ ، لا يضرُّهم مَن خالفَهُم ؛ إلَّا ما … Continue reading (أنواع القلوب)
أي قلوبهم طيبة لا ترضى الفساد الأخلاقي والإجتماعي الذي نحن فيه اليوم وهم يحاولون الإصلاح في الأرض بعد أن عم الفساد فيها ويبلغون عن نبيهم الأمانة ليحيي المجتمع مجددًا بين الكتاب والسنة.
أنواع القلوب
وقال النبي صلى الله عليه وسلم “جعل اللهُ الرحمةَ مائةَ جُزءٍ ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءًا ، وأنزل في الأرضِ جزءًا واحدًا ، فمن ذلك الجزءِ تتراحمُ الخلقُ حتى ترفعَ الفرُس حافرَها عن ولدِها خشيةَ أن تُصيبَه”. [2]الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع. الصفحة أو الرقم: 3095 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. … Continue reading
وهذا الجزء الذي بيننا هي الرحمة التي تكون في قلوب العباد بينهم في المعاملة والتعاون فيما بينهم وللقلب صفتان هما صفة طيبة وصفة خبيثة فالطيب هو الذي يتمنى الخير للناس كما يتمناه لنفسه أما الخبيث فهو الذي يتمنى صاحبه الشر للناس.
وعن حذيفة رضي الله عنه قال القلوب أربعة قلب مصفح فذاك قلب المنافق وقلب أغلف فذاك قلب الكافر وقلب أجرد كأن فيه سراجًا يزهر فذاك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق وإيمان فمثله مثل قرحة يصدها قيح ودم ومثله مثل شجرة يسقيها ماء خبيث وماء طيب فأي غلب عليها غلب. رواه ابن أبي شيبة.
وهذه القلوب الأربعة قلبان سبق الحديث عنهما وهما القلب الطيب للمؤمن والقلب الخبيث المتغير الحال بين الطيبة والخبيث ومنه أنواع: المصفح والأغلف فهذان يخصان المنافق والكافر فهما من أجل الدنيا راغبون وللحق كارهون.
مساحة إعلانية
وكذلك للقلب نوعان أبيض وأسود – أنواع القلوب
قال النبي صلى الله عليه وسلم “تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ.” [3]كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فقالَ: أيُّكُمْ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ الفِتَنَ؟ … Continue reading
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “مثَلُ أُمَّتي مثَلُ المطَرِ؛ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أمْ آخِرُه.” [4]الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي. الصفحة أو الرقم: 2869 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب من … Continue reading
والخير بابه هو القلب ونحن قد نكون في آخر هذا الزمان لأن أوله كان في عهد الصحابة رضي الله عنهم جميعًا. وقال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران 159].
هو خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه واليوم هو لنا جميعًا كمسلمين وهذه طبيعة البشر إذا رأيت شخصًا حسن لطيف طيب القلب أحببته من قلبك وأحبه الناس وإذا رأيت شخصًا خبيثًا أسود القلب تركته وتركه الناس وهم له كارهون فهذا أمر واضح جدًا.
ومن أسباب طيبة القلب – أنواع القلوب
- زيادة الإيمان وحب الدين.
- اتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- وحسن المعاملة مع الآخرين والإحسان إليهم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل اشتكى له من قسوة قلبه “إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح برأس اليتيم”. عن أبي هريرة رضي الله عنه.
مساحة إعلانية
ومن أسباب قسوة القلب وخبثه
ضعف الدين ونقص الإيمان في قلبه وإتباع الشيطان والشهوات.
قال تعالى (إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران 103].
أي بنعمة الإسلام تآلفت هذه القلوب وأصبحت إخوانً في الإسلام والتآلف هنا مثل تآلف كتاب، الصفحات تتبع بعضها بعضًا كذلك القلوب أصبحت كالقلب الواحد بفضل نعمة الإسلام والسنة وهي أن يحس المؤمن بأخيه وأن يفرح مع الناس في فرحهم ويتقاسم معهم الأحزان قدر الإستطاعة وهذه هي حياة الدنيا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا رواه مسلم.
وهي طبعًا القلوب الطيبة وليست القاسية الخبيثة فتلك تسبب التفرقة والكراهية بين الناس.
وقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من قلب لا يخشع. والقلب الذي لا يخشع إما خبيث مع الناس أو مريض بالحقد والكراهية والغيرة الزائدة أو ميت لا يحس بالآخرين وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) [يونس 57].
والقلب مكانه الصدر والقرآن موعظة له وشفاء
قال تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء 82].
وهذا تأكيد أن علاج القلوب يكون بالقرآن الكريم إما بسماعه أو تلاوته وحفظه.
وقال إبن القيم رحمه الله “القلب ينقسم إلى صحيح وسقيم وميت”. [5]راجع كتاب إغاثة اللهفان صفحة 12.
أما ما يخص لين القلب وطيبته في جسم الإنسان قد يكون صاحبه كافرًا ومن وصف حذيفة رضي الله عنه أن قلب الكافر أغلف أي مغلف لا يرى الحق بعين البصيرة لكنه قد يكون رحيمًا مع الآخرين في نفس الوقت لا ينوي شرا لأحد. ومثال ملك مصر لما استدعى يوسف عليه السلام قال (إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف 54].
وهذا الملك لم يكن مؤمنًا قبل لقائه بيوسف النبي.
الخلاصة
القلب منبع الإيمان والكفر، وهو منبع الطيبة والخبث، ومنبع الحب والكراهية، ومنبع الإخلاص والنفاق، ومنبع الحقد والغيرة، ومنبع الرأفة والغلظة، ومنبع الرحمة والقساوة، ومنبع الخير والشر. فالقلب منبع النية والنية محلها القلب، والقلب مفتاح العقل ولا عمل بلا نية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهي القلب”. [6]متفق عليه
وفي الختام تكون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. [7]رواه الترمذي
شعيب ناصري
الجزائر
(أنواع القلوب)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ ، لعدوِّهم قاهرينَ ، لا يضرُّهم مَن خالفَهُم ؛ إلَّا ما أصابَهُم مِن لأواءَ حتَّى يأتيَهُم أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ . قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، وأينَ هُم ؟ قالَ : ببيتِ المقدسِ وأَكْنافِ بيتِ المقدسِ الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة الصفحة أو الرقم: 5849 | خلاصة حكم المحدث : منكر بهذا التمام. الدرر السنية. |
---|---|
↑2 | الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع. الصفحة أو الرقم: 3095 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. التخريج : أخرجه البخاري (6000) واللفظ له، ومسلم (2752). الدرر السنية |
↑3 | كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فقالَ: أيُّكُمْ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ الفِتَنَ؟ فقالَ قوْمٌ: نَحْنُ سَمِعْناهُ، فقالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ في أهْلِهِ وجارِهِ؟ قالوا: أجَلْ، قالَ: تِلكَ تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصِّيامُ والصَّدَقَةُ، ولَكِنْ أيُّكُمْ سَمِعَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ الَّتي تَمُوجُ مَوْجَ البَحْرِ؟ قالَ حُذَيْفَةُ: فأسْكَتَ القَوْمُ، فَقُلتُ: أنا، قالَ: أنْتَ لِلَّهِ أبُوكَ. قالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ. قالَ حُذَيْفَةُ: وحَدَّثْتُهُ، أنَّ بيْنَكَ وبيْنَها بابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أنْ يُكْسَرَ، قالَ عُمَرُ: أكَسْرًا لا أبا لَكَ؟ فلوْ أنَّه فُتِحَ لَعَلَّهُ كانَ يُعادُ، قُلتُ: لا بَلْ يُكْسَرُ، وحَدَّثْتُهُ أنَّ ذلكَ البابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ، أوْ يَمُوتُ حَدِيثًا ليسَ بالأغالِيطِ. قالَ أبو خالِدٍ: فَقُلتُ لِسَعْدٍ: يا أبا مالِكٍ، ما أسْوَدُ مُرْبادٌّ؟ قالَ: شِدَّةُ البَياضِ في سَوادٍ، قالَ: قُلتُ: فَما الكُوزُ مُجَخِّيًا؟ قالَ: مَنْكُوسًا. وفي رواية: لَمَّا قَدِمَ حُذَيْفَةُ مِن عِندِ عُمَرَ جَلَسَ، فَحَدَّثَنا، فقالَ: إنَّ أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أمْسِ لَمَّا جَلَسْتُ إلَيْهِ سَأَلَ أصْحابَهُ، أيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الفِتَنِ؟ وساقَ الحَدِيثَ بمِثْلِ حَديثِ أبِي خالِدٍ، ولَمْ يَذْكُرْ تَفْسِيرَ أبِي مالِكٍ لِقَوْلِهِ: مُرْبادًّا مُجَخِّيًا. وفي رواية: أنَّ عُمَرَ قالَ: مَن يُحَدِّثُنا، أوْ قالَ: أيُّكُمْ يُحَدِّثُنا -وَفيهم حُذَيْفَةُ- ما قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الفِتْنَةِ؟ قالَ حُذَيْفَةُ: أنا، وساقَ الحَدِيثَ كَنَحْوِ حَديثِ أبِي مالِكٍ، عن رِبْعِيٍّ، وقالَ في الحَديثِ: قالَ حُذَيْفَةُ: حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا ليسَ بالأغالِيطِ، وقالَ: يَعْنِي أنَّه عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 144 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]. الدرر السنية. |
↑4 | الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي. الصفحة أو الرقم: 2869 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب من هذا الوجه. الدرر السنية |
↑5 | راجع كتاب إغاثة اللهفان صفحة 12. |
↑6 | متفق عليه |
↑7 | رواه الترمذي |