أولا علينا أن نفصل بين الضحك بالصوت والضحك بالحركة فقط بدون إخراج الصوت لأن الموضوع كله متعلق عن الضحك والإضحاك بالصوت والحركة معا وهناك الإبتسامة التي أوصانا بها صلى الله عليه وسلم وهي صدقة لك لكن هذا ليس موضوعنا أما الضحك حقيقته لا تكون إلا في أربع حالات ومنها: الرؤية والسمع والتفكير والتخيل فإن رأيت شيئا يضحك قد تضحك وإن سمعت عن شيئا يضحك قد تضحك وإن تفكرت شيئا مضحكا قد تضحك وإن تخيلت شيئا يضحك قد تضحك وهكذا هي الحياة. (أنواع الضحك)
أنواع الضحك المرفوض
منها القهقهة وهي التي تكون بالصوت العالي كالصراخ ومنها الضحك بالإطالة في الصوت من غير صراخ ومنها الضحك مع الحركات كالتصفيق وضرب الرجل بالأرض ومنها الضحك المتعمد لإزعاح الغير ليس إلا ومنها الضحك من دون سبب وكما يقال “الضحك من دون سبب هو من قلة الأدب” ومنها الإدمان على الضحك فتجده يضحك في أول فرصة له سواء الأمر مضحك أم مبكي فهذا النوع من الناس تجده يضحك حتى في الجنائز!
وكذلك الضحك في الصلاة بإخراج أحرفها فهذه تبطل الصلاة سواء كانت جماعة أم فردا ومنها الضحك بالإستهزاء والسخرية كالإعوجاج في الحركة وتلوين الضحك بإعادة الكلام أو الحادثة من أجل إنزال الحزن في قلوب الآخرين الذين كان يقصدهم بضحكته هذه وهناك ضحكة خاصة بالأشرار وهي تعبيرا عن الفرحة عندهم لوقوع مصائب لآخرون أي أنت عدوي وحزنك هو فرحتي وهذا محرم بين المسلمين حتى وإن كانت شحناء بينهم فلا يجوز إظهارها لهم أو الشماتة فيهم.
وهناك ضحكة الإنتقام التي تأتي غدرا بعد الثقة فيقول لك وماذا كنت تنتظر مني ويذكرك بالماضي ويضحك والله المستعان ومنها الضحك على الناس وهذا من أقبح أنواع الضحك خصوصا من يضحك على نوع شكله فهذه إعابة للخالق في صنعته والمخلوق خلق ولم يخلق نفسه بنفسه كقول أنظروا إلى أنفه كذا وكذا أو شكله ويضحك وهكذا ونقول لمن يضحك كثيرا سيأتي اليوم الذي تبكي فيه الدم بدل الدموع ولا تنسى أن كل الناس لهم عيوب فبدل الضحك حاسب نفسك هل أنت مقصر في شئ ما؟
مساحة إعلانية
الضحك المفتعل
دغدغة الأطفال مرة على مرة لا بأس بها لكن الإطالة فيها فمنهي عنها لأن الطفل الصغير قلبه لا يتحمل ذلك فاحذر هذا الفعل الخطير وكذلك إضحاك الناس بالتمثيل والتهريج عليهم أو الرقص أو ذكر يلعب دور المرأة أو العكس من أجل الضحك فنقول لهم إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة إقرأ وليست أمة ممثل ومهرج فإن أردتم إستغلال الوقت فقوموا بإستغلاله في منافع الناس وليس تضييع الوقت على الناس وأخيرًا إضحاك الناس من سرد قصص مكذوبة ولا أصل لها وهو يقول بأنها حقيقية أو يقص عليهم عيوب الناس وأخطائهم فيحفظها جيدا وتجده يعيدها لسنوات فنقول له الكذب من الكبائر فإن أنت أضحكت الناس بهذه المتاهات فغدا تكون بينهم أضحوكة فلا تغرنك الأيام فهي متداولة أحيانا لك وأحيانا عليك.
الضحك وسلبياته
فإن كثرة الضحك قد تسبب له بفقدان شخصيته وموت لقلبه ويتحول من إنسان بشري إلى إنسان لا إحساس له ولا مروءة قد لا يغار مستقبلا لأن قلبه لا يدفعه للغيرة بعد ذلك فلا ينافس الناجحين ولا يدافع عن حق المظلومين وإن الضحك فلا تنتظر منه شئ لأنه سم ماحق فإن لم يقتل أصاب صوابه وهو فناء الشجاعة وإمتلاء الصدر بالجبن والضعف فبدل الضحك بلا فائدة عَوّد نفسك التسبيح والإستغفار فإنهما قوة وشهامة.
مساحة إعلانية
أنواع الضحك المقبول
الضحك ليس حراما فخير خلق الله هم الأنبياء والرسل عليهم السلام ضحكوا لكن للضحك شروط وهي أن لا يتجاوز فيها بالإعتداء ويقهر قلوب الضعفاء من الناس ومنها الضحك من القلب وهذا لا مبالغ فيه لأن الضحك أحيانا يخفف من الألم والآلام خصوصا المشاكل الإجتماعية وهناك الضحك العادي أي بدون إصدار صوت قد يكون بالحركة فقط من دون إزعاج ومنها الضحك من دون شعور فيجد الإنسان نفسه يضحك وحده لوحده فهذا لم يتعمد فيه وليس مجنونا ولا يقال له “الضحك من دون سبب هو من قلة الأدب” لأنه شعوريا جاءته هذه الضحكة وتكون مرة على مرة وليست دائما فهذه لا بأس بها.
ومنها الضحك من دون التحكم فيها وقد يستعمل الحركات أيضا معها لأن الشيء المضحك كان مفاجئ فيها فلا إثم عليه لأن المسلم قد تجاوز الله عنه الإكراه ومنها أن يضحك الشخص بعد تفكر أشياء أو أحداث مضى عليها زمن من الدهر وهذه تعود إلى غريزة الإنسان وليس عيبا فيه ومنها الضحك مع الدموع وهذه الصفة تكون في بعض الناس التي قلوبهم بها رقة وهناك نوع من الضحك يسمى الضحك من شدة الخوف فيتصبر به لإرسال رسالة مباشرة ويقول فيها إني لست خائفا منك كتعبير عن نفسه.
وهناك الضحك من شدة الألم أو الوجع وهذه حقيقة موجودة عند الكثير منا وهناك ضحك خاص بالمجانين فهؤلاء قد رفع القلم عليهم فتجده يضحك دائما وحالته واضحة من نفسه ومن الأحسن دمج هذه الفئة في المجتمع ولا تسخروا منهم فهم بشر أمثالكم فالذي إبتلاهم قادر على إبتلائك من نفس البلاء والوجع ويعافيه الله بما فيه من هم وغم فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء أما أن ترى شخص يضحك فمن السنة أن تقول له أضحك الله سنك سواء هو من ضحك أو أضحكك في أمر خير ومعناها قال العلماء أي (أدام الله أفراحك) ونسأل الله أن يملأ بيوت المسلمين بهجة وسرورا ويسعد قلوبهم بالأفراح والأخبار السارة إن شاء الله.
بقلم شعيب ناصري
(أنواع الضحك)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.
