المسكنات

لكل داء دواء ولكن بعض الادوية والعقاقير تحمل اثار جانبية تؤدي الي عواقب وخيمه، ومن المعروف والمتداول عن العادات المصرية، أن جُلّ البيوت المصرية تمتلئ بالمسكنات الطبية، والتي يتم استخدامها دون وصف طبي.

المسكنات
CDC

حيث يلجأ البعض سريعا إلى مسكنات الألم فور شعوره بالمرض، والغرض من ذلك تجنب يوم مرهق، أو تجنب عدم تأجيل أية أعمال طارئة يتصادف وجودها مع الشعور بأعراض المرض، ومن اشهرها:
«Panadol extra، keta fan، Cata flam، Bi_Alcofan، Ceta fast».

والتي يستخدمها الجميع استخدام خاطئ لذا ينصح الخبراء بتجنب تناول تلك المسكنات، طالما كان تحمل الألم ممكنا، فهي ليست علاجا نهائيا، وإنما هي وسيلة لوقف الشعور بالألم لفترة معينة، ومن هنا يمكننا استنتاج أن المسكنات الطبية يمكن تعريفها او وصفها على انها نوع من الأدوية التي تستخدم لتخفيف حدة الشعور بالألم ومدى استجابة المريض للأدوية الاخرى، كما ينصح الخبراء بالتدرج في استخدام المسكنات الطبية بحيث يتم اللجوء الي الخفيفة منها كخطوة اولى، والصعود فيما أسموه «سلم مسكنان الألم» في حال عدم الاستجابة للمسكنات للضعيفة.

إقرأ أيضاً:  مرض الفيبروميالجيا اللص الخفي

مساحة إعلانية


وفقًا للمجلة الالمانية: فإن تناول أدوية مسكنة دون استشارة طبية قد يكون خطيرا جدًا، وقد يؤذي الكلى او الكبد، كما يمنع استخدام المسكنات الطبية لأكثر من اربع ايام متصلة، وذلك لأن لكثرة الإفراط في تناول المسكنات الطبية اضرار لا تحمد عُقباها

ومن ما تم تداوله:

  • أولا: إن الإكثار من تناول المسكنات الطبية يؤدي الي تأكل جدار المعدة، وذلك من خلال تفاعل تلك المسكنات مع جدار المعدة، والذي بدوره يسبب الالتهابات والتآكلات لجدار المعدة وهو ما يطلق عليه ايضا «القرحة المعدية»، والذي بدوره قد يؤدي الي نزيف داخلي في المعدة والامعاء.
  • ثانيًا: المغص الشديد، والناتج عن ضعف جدار المعدة بسبب التآكلات مما يؤدي الي صعوبة في إتمام عملية الهضم.
  • ثالثًا: الفشل الكبدي، والذي قد ينتج عنه تلف الكبد بشكل كامل مما يحتاج المريض الي عمليات زراعة الكبد والتي بدورها تكلفه الملايين من الأموال.
  • رابعًا: الجلطات في القب والمخ: والتي تنتج من تفاعل المركبات الكيمائية في المسكنات الطبية مع جدار الشعيرات الدموية في القلب والمخ مسببه انسداد في الشعيرات الدموية والتي بانسدادها تعيق وصل الدم الي القلب والمخ مسببه جلطات قلبية او دماغية.
  • خامسًا: الفشل الكلوي: والذي ينتج من السموم الناتجة من تفاعل المسكنات الطبية مع مكونات الجسم والذي بدوره ينتج عنه فشل كلوي وحينها يحتاج المريض الي غسيل كلوي كل فترة لتخلص من تلك السموم بس اجهاد الكليتان الناتج عن سموم تلك المسكنات.

ومع كل هذا فإن استخدام المسكنات الطبية في حال المرض الشديد وصعوبة تحمل الألم لن يكون مشكله بالقدر الذي يسبب كل تلك المشكلات، ولكن من الجدير ذكره أن هناك بعض المسكنات التي يمنع استخدامها منعًا بتًا:
فبالرغم من الإعلانات التجارية التي تروج لأدوية معينة دون غيرها، قالت المجلة الألمانية أن العديد من المسكنات الطبية الموجودة في الأسواق لا تعتبر فعالة، وأوضحت أن المسكنات الطبية التي تحتوي على«كافيين أو تومابرين أو نويرلاغين»، هي أدوية أثبتت قدرة قليلة على تسكين الألم، بالرغم من الدعايات التجارية التي تروج لها، وقالت أنها قد تسبب أعراضا جانبية وذلك وفقا للاختبارات الطبية التي أجرتها مؤسسات فحص معتمدة.

ووفقا لدراسة إيطالية فإن تناول المسكنات قد يؤذي القلب، حيث توصل باحثون في جامعة«ميلانو- بيكوكا الإيطالية» إلى أن تناول المسكنات يزيد خطر دخول المستشفى بسبب قصور في القلب بنسبة 19 في المئة.

إقرأ أيضاً:  المشاعر يسيرها القلب أم العقل؟

مساحة إعلانية


كما أنه وفقا لإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، فإن تناول جرعات عالية من “إيبوبروفين” من الممكن أن يكون مقلقًا أيضًا، حتى لو تم ذلك بشكل معتدل، إذ يمكن للجرعات العالية أن تؤدي للإصابة بتشنجات وتباطئ في ضربات القلب وفشل كلوي وغيبوبة ومن الممكن أن يكون تأثيرها مميتًا بالنسبة لبعض المرضى.

لذا من جهته ينصح الموقع المتخصص “تسينتروم دير غيزوندهايت” بالبحث عن بدائل طبيعية لهذه المسكنات يساعد على الوقاية من خطورتها، ونشر المركز الصحي على موقعه الإلكتروني أن التأثير السلبي لهذه المسكنات دفع الكثيرين للبحث عن بدائل طبيعية، وساق الموقع الألماني بعضا من الأمثلة للبدائل الطبيعية للمسكنات مثل:

  • الزنجبيل: يستخدم الزنجبيل كعلاج طبيعي منذ زمن بعيد، فهوي يحتوي على مضادات أكسدة والعديد من المواد التي تقي من الأمراض مثل الكالسيوم والألياف الغذائية والبوتاسيوم وفيتامينات مختلفة مثل فيتامين “سي”وفيتامين”بي 6″، ما يجعله بديلًا طبيعًا لمسكنات الألم ومضادات الالتهاب، وفي الطب الصيني، استخدم الزنجبيل لتخفيف النزلات المعوية والغثيان والقيء، كما يستخدم في علاج نزلات البرد وتخفيف الصداع وآلام الطمث، وله القدرة على خفض هرمون البروستاجلاندين المسبب للآلام والتقلصات، ما يساعد على تخفيف تشنجات الرحم.
    قال تعالى: ﴿ وَيُسقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزاجها زَنجبيلا). وذكر أبو نعيم في كتاب الطلب النبوى من حديث أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: أهدى ملك الروم إلى رسول الله الله حرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمنى قطعة.
    الزنجبيل حار في الثانية، رطب فى الأولى، مسخن معين على هضم الطعام، ملين للبطن تلينا معتدلًا نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد والرطوبة ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة أكلًا واكتحالًا، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة.
    وبالجملة فهو صالح للكبد والمعدة الباردتى المزاج، وإذا أخذ منه مع السكر وزن درهمين بالماء الحار، أسهل فضولا لزجة لعابية، ويقع فى المعجونات التي تحلل البلغم وتذيبه. والمزى منه حار يابس يسخن المعدة والكبد، ويعين على الاستمراء، وينشف البلغم الغالب على البدن ويزيد فى الحفظ، ويوافق برد الكبد والمعدة، ويزيل بلتها الحادثة عن أكل الفاكهة، ويُطيب النكهة، ويدفع به ضرر الأطعمة الغليظة الباردة.
  • الكركم: يتسم الكركم بخصائص مضادة للالتهاب. كما يعد بديلًا طبيعيًا فعالًا لعلاج الألم، وبحسب موقع “أبوتيكه أومشاو” الألماني، فإن دراسات أكدت أن تناول 600 ميلليغرام من مسحوق الكركم ثلاث مرات يوميًا يساعد على تخفيف الألم بشكل فعال، ومن الجدير التنويه اليه أنه ربما قد يكون لاستخدام الكركم تأثير سلبي لدى البعض، لأن الإكثار منه قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في المعدة.
  • الأحماض الدهنية “أوميغا 3”: الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون خصائص مضادة لالتهابات قوية، ووفقًا لموقع “غيزوندهايت هويته” فإن دراسات حديثة أجريت مؤخرًا على هذه الأحماض وأثبتت بأنها علاج فعال وآمن للآلام المزمنة بدلًا من مضادات الالتهاب
إقرأ أيضاً:  "أزمة" منتصف العمر لدى الرجل، والمرأة

مساحة إعلانية


وفي النهاية يسرني أن اذكر بعض البدائل الطبيعية ذات التأثير العالي والتي يتم استخدامها في الطب الصيني التقليدي وفي الريف المصري وكذلك البدو:
وقد اطلقت عليها “مضادات حيوية طبيعية في متناول يدك وبدون آثار جانبية”

  • أولًا: عسل مانوكا:
    والذي إلى جانب مذاقه اللذيذ، يعد عسل مانوكا من المضادات الطبيعية المفيدة، فهو قادر على قتل البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسيلين وبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تتميز بقدرتها على آكل اللحوم، إذ أثبتت الدراسات أن هذه البكتيريا لا يمكنها مقاومة التأثير الفعال للعسل.
    وقد تقدم ذكر منافع العسل عامه، حيث قال ابن جريج: قال الزهرى: «عليك بالعسل، فإنه جيد للحفظ، وأجوده أصفاه وأبيضه، وألينه حدة، وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال والشجر له فضل علي ما يؤخذ من الخلايا، وهو بحسب مرعى نحله».
  • ثانيًا: الثوم:
    يعود استخدام الثوم في علاج الالتهابات إلى آلاف السنين، واستخدمه القدماء في علاج مرض الطاعون، فالثوم فيه مركبات قادر على حماية الجسم ضد البكتيريا الضارة وإزالتها فضلا عن أنه غني بمضادات الأكسدة الطبيعية القادرة على طرد الجذور الحرة وتقوي الجهاز المناعي، وتعد مادة الأليسين هي الأكثر أهمية في الثوم لمكافحة البكتيريا الضارة.
    وفي الحديث: «مَنْ أَكَلَهُمَا فَلَيتُمُهُما طَبَخَا».
    وقد اهدى النبي الي ابي ايوب الأنصاري طعام فيه ثوم، فقال: يا رسول الله، تكرهه وترسل به إلى!
    فقال: «إِنِّي أُنَاجِي مَنْ لا تُنَاجِي». وبعد فهو حار يابس في الرابعة: يُسخن تسخينا قويا، ويُجفف تجفيفا بالفا، نافع للمبرودين، ولمن مزاجه بلغمى ولمن أشرف على الوقوع فى الفالج، وهو مجفف للمنى مفتح للسدد، ومحلل للرياح الغليظة، هاضم للطعام، قاطع للعطش، مطلق للبطن، مدر للبول، يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق، وإذا دُقّ وعمل منه ضماد على نهش الحيات، أو على لسع العقارب، نفعها وجذب السموم منها، ويُسخن البدن، ويزيد في حرارته، ويقطع البلغم، ويُحلل النفخ، ويُصفّى الحلق، ويحفظ صحة أكثر الأبدان، وينفع من تغير المياه، والسعال المزمن، ويؤكل نيئا ومطبوخًا ومشويا، وينفع من وجع الصدر من البرد، ويُخرج العلق من الحلق وإذا دق مع الخل والملح والعسل، ثم وضع على الضرس المتأكل، فتنته وأسقطه، وعلى الضرس الوجع، سكن وجعه، وإن دق منه مقدار درهمين وأخذ مع ماء العسل، أخرج البلغم والدود،
    وإذا طلى بالعسل على البهق نفع.
    ومن مضاره: أنه يُصدع، ويضر الدماغ والعينين، ويُضعف البصر والباه، ويعطش، ويهيج الصفراء، ويجيف رائحة الفم ويذهب رائحته أن يمضغ عليه ورق السذاب.
  • ثالثًا: الفضة الغروية:
    تستخدم الفضة الغروية كمادة مطهرة فعالة منذ زمن بعيد، وفي بدايات القرن التاسع عشر، تمكن الباحث ألفريد سيرل من تأكيد دور الفضة الغروية في القضاء على بعض البكتيريا الخطيرة دون آثار سامة، علما بأن هنالك دراسات حديثة أكدت أن الفضة الغروية قادرة على قتل البكتيريا المسببة لمرض أنفلونزا الطيور وبكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسيلين.
  • رابعًا: زيت الأوريغانو:
    يساعد زيت الأوريغانو على قتل البكتيريا المسببة للأمراض دون التأثير على البكتيريا المفيدة، فضلا عن خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات والتي تجعل منه منافسا قويا للمضادات الحيوية غير الطبيعية، وتعود أهمية زيت الأوريغانو في مكافحة البكتيريا إلى مادة “كرفاكرول”، علما أن زيت الأوريغانو يحتوي على 70 بالمئة من مادة “كرفاكرول”، ما يجعل تأثيره أكثر فعالية.
  • خامسًا: عشبة اشنسا:
    تستخدم عشبة اشنسا منذ مئات السنين في علاج الكثير من الأمراض البكتيرية مثل الدفتيريا وتسمم الدم وغيرها، علما أن هناك دراسات حديثة أكدت أن لهذه العشبة القدرة على قتل بعض أنواع البكتيريا الخطيرة مثل المكورات العنقودية، كما تستخدم في علاج الأنفلونزا ونزلات البرد.
  • سادسًا: القرنفل:
    يعد القرنفل من بين المضادات الحيوية الطبيعية المفيدة، فضلا عن أنه يملك خصائص تساعد على تسكين الألم، وترجع أهمية القرنفل إلى مركب الأوجينول.
  • سابعًا: الكركم:
    للكركم فوائد طبية استخدمها الصينيون والهنود في العلاج منذ مئات السنين، فهو يحتوي على مجموعة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة والمواد المضادة للفيروسات والجراثيم والفطريات فضلا عن أنه يحتوي على مواد مضادة للالتهابات، وبفضل خصائصه المضادة للالتهابات يمكن أن يكون الكركم مفيدا في علاج الكثير من الأمراض مثل الربو ونزلات البرد والأنفلونزا.
  • ثامنًا: البصل:
    روى أبو داود في سننه عن عائشة رضى الله عنها أنها سئلت عن البصل، فقالت: إن آخر طعام اكله رسول الله ﷺ كَانَ فيه بصل.
    وثبت عنه ﷺ في الصحيحين، أنه منع اكله مِنْ دُخُولِ المَسْجِدِ.
    والبصل: حار في الثالثة، وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه، ويدفع ربح السموم، ويفتق الشهوة، ويقوى المعدة، ويُهيج الباه، ويزيد فى المنى، ويحسن اللون، ويقطع البلغم، ويجلو المعدة، وبزره يذهب البهق، ويدلك به حول داء الثعلب، فينفع جدا، وهو بالملح يقلع الثآليل، وإذا شمه من شرب دواء مسهلًا منعه من القى والغثيان وأذهب رائحة ذلك الدواء، وإذا استعط بمائه، نقى الرأس، ويُقطر فى الأذن لثقل السمع والطنين والقيح، والماء الحادث في الأذنين، وينفع من الماء النازل في العينين والتحالًا يكتحل ببزره مع العسل لبياض العين، والمطبوخ منه كثير الغذاء ينفع من اليرقان والسعال، وخشونة الصدر، ويدر البول، ويلين الطبع، وينفع من عضة الكلب غير الكلب إذا نُطِلَ عليها ماؤه بملح وسَذاب، وإذا احتمل، فتح أفواه البواسير.
    وأما ضرره؛ فإنه يُورث الشقيقة ويُصدع الرأس، ويُولد أرباحًا، ويظلم البصر، وكثرة أكله في الرئة، ويغسل الكبد.تورث النسيان، ويُفسد العقل، ويُغير رائحة الفم والنكهة، ويؤذى الجليس، والملائكة، وإماتته طبخًا تذهب بهذه المضرات منه.
    وفي السنن: أنه أمَرَ آكِلَه وأكل الثوم أن يُمِينَهُما طبخا ويذهب رائحته مضغ ورق السَّذَابِ عليه.
  • تاسعًا: التمر والبلح:
    روى النسائي وابن ماجه في سننهما من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله «ﷺ»: «كُلُوا البَلَحَ بالتَّمْرِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُ البَلَحَ بالسَّمَرِ يَقُولُ: بَقَى ابْنُ آدَمَ حَتَّى أكل الحديث بالعتيق».
    وفي رواية: «كُلُوا البَلَحَ بالتَّمْرِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْزَنُ إذا رَأَى ابْنَ آدَمَ يَأْكُلُهُ يَقُولُ: عَاشَ ابْنُ آدمَ حَتَّى أَكَلَ الجَدِيدَ بالخلق». رواه البزار في «مسنده» وهذا لفظه.
    قلت: الباء في الحديث بمعنى مع أى كلوا هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام: إنما أمر النبى الله بأكل البلح بالتمر، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر، لأن البلح بارد يابس، والتمر حار رطب، ففى كُلُّ منهما إصلاح للآخر، وليس كذلك البسر مع التمر، فإنَّ كل واحد منها حار، وإن كانت حرارة التمر أكثر، ولا ينبغى من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين، كما تقدم. وفى هذا الحديث: التنبيه على صحة أصل صناعة الطب، ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها ببعض، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة.
    وفي البلح برودة ويبوسة، وهو ينفع الفم واللثة والمعدة، وهو ردىء للصدر والرئة بالخشونة التي فيه، بطىء فى المعدة يسير التغذية، وهو للنخلة كالحصرم لشجرة العنب، وهما جميعًا بولدان رياحًا، وقراقر، ونفحا، ولاسيما إذا شرب عليهما الماء، ودفع مضرتهما بالتمر، أو بالعسل والزبد.
    وقد ثبت في الصحيح عنه «ﷺ»(مَنْ تصبحَ بِسَبْع تَمَرَات». وفي لفظ: «من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر». وثبت عنه أنه قال: «بيت لا تَمْرَ فِيهِ جِبَاعٌ أَهْلُهُ». وثبت عنه أكل التّمر بالزبد، وأكل التمر بالخبز، وأكله مفردًا.
    وهو حار في الثانية؛ وهل هو رطب فى الأولى، أو يابس فيها؟ على قولين. هو مقو للكبد، ملين للطبع يزيد فى الباه، ولا سيما مع حب الصنوبر، ويُبرئ من خشونة الحلق، ومن لم يعتده كاهل البلاد الباردة فإنه يورث لهم السدد، ويُؤذى الأسنان، ويهيج الصداع، ودفع ضرره باللوز والخشخاش، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق يقتل الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية، فإذا أديم استعماله على الريق، خفف مادة الدود، وأضعفه، وقلله أو قتله وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى.
  • عاشرًا: البيض:
    ذكر البيهقي في شعب الإيمان أثرًا مرفوعًا أن نبيًّا من الأنبياء شكى إلى الله سبحانه الضعف، فأمره بأكل البيض. وفى ثبوته نظر ويُختار من البيض الحديث على العتيق، وبيض الدجاج على سائر بيض الطير، وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلًا.
    قال صاحب «القانون»: ومُحه حار رطب، يُولّد دمًا صحيحًا محمودًا، ويغذى غذاء يسيرًا، ويُسرع الانحدار من المعدة إذا كان رخوًا.
    وقال غيره مُحُّ البيض مسكن للألم، مملس للحلق وقصبة الرئة، نافع للحلق والسعال وقُروح الرئة والكلى والمثانة، مذهب للخشونة، لا سيما إذا أخذ بدهن اللوز الحلو، ومنضج لما في الصدر، ملين له، مسهل لخشونة الحلق وبياضه إذا قطر فى العين الوارمة ورما حارًا، برده، وسكن الوجع، وإذا لطخ به حرق النار أو ما يعرض له، لم يدعه يتنفط، وإذا لطخ به الوجع منع الاحتراق العارض من الشمس، وإذا خلط بالكندر، ولطخ على الجبهة، نفع من النزلة.
    وذكره صاحب «القانون» فى الأدوية القلبية، ثم قال وهو وإن لم يكن من الأدوية المطلقة فإنه مما له مدخل في تقوية القلب جدًا أعنى الصفرة وهى تجمع ثلاثة معان: سرعة الاستحالة إلى الدم، وقلة الفضلة، وكون الدم المتولد منه مجانسًا للدم الذي يغذو القلب خفيفا مندفعا إليه بسرعة، ولذلك هو أوفق ما يُتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح.

وهناك الكثير والكثير من الطب البديل لا نستطيع احصاؤه في مقالٍ او اثنين لذا اكتفي بذكر ذلك القدر منعنا للإطالة أكثر من ذلك وأرجوا من الله أن أكون قد وفقت في إيصال ما كنت أرجوه.

بقلم: سارة عبدالله’أناندا’
كاتبة، روائية، شاعرة

(المسكنات)

إقرأ أيضاً:  الطب فى مصر القديمة


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


المصادر: (المسكنات)

1- المجلة الألمانية
2- كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية
3- ويكبيديا
4- بعض المعلومات من دورة مسكنات الألم لجروب أساسيات طبطوب. وهي دورة اقيمت منذ عدة اشهر حضرتها وقد انتهت منذ وقت ليس بكثير.
5- كتاب سوء تناول أدوية مسكنات الالم ل د.ألفت الشافعى

⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

لهجة الإشارة طريقٌ للإنارة

الخميس ديسمبر 29 , 2022
تمت قراءته: 739 أن تسير في عالم كبير بغير معرفة أو علم بما يجري حوله قد يطول بك السير ولو كنت تعلم أسراره لكان طريقك مختصرا بما يكفي من البداية فلا المشقة تنال منك ولا التعب يرهقك. فأن يتعلم الإنسان فنون الإشارة في حياته أفضل له من السير في طرق […]
فنون الإشارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة