القاتل الصامت

الروتين إنه ذاك المتخفي الذي يستغل الفرصه في صمت ويقتل كل ما كان ينبض في داخلنا. تلك العادة اليوميه الرتيبه التى من كثرة تكرارها، أصحبت تؤديها دون وعي منك تلقائي ومع الوقت تجد نفسك داخل دائرة مُمله مغلقه تصل الى نهايه الدائره فتجد نفسك في البدايه مرة أخرى. ولكن هل الروتين إدمان، أم نحن من ضعاف العزم ونرفض التغير والتجديد، وإن كنا نحن ضحايا الروتين ذاك القاتل.

القاتل الصامت الروتين
Filling the Jars

هل نظل هكذا للأبد؟

دعني أطرح هذا السؤال هل أنت راضي عن نفسك، هل أنت راضي عن حياتك؟

أكاد أجزم أن جميعنا سوف يقول لا، وأتوقع أننا سوف نكمل الجمله الحياة أصحبت ممله رتيبه.

الملل والرتابه نحن من نصنعها وإن كانت الإجابه صادمه للبعض، نحن من نتوقف عن التغير والمحاوله في خلق كل يوم هدف جديد وإضافه عادة جديد واستبدال القديمه.

من يريد وظيفه معينه فإنه يحاول بكل طاقته وجهده حتى يحصل عليها ثم ماذا بعد ذالك، يتوقف السعي، ولا يضع هدف جديد بديل لما حققه ويقتصر فقط على روتين الوظيفه، في البدايه يكون هناك شغف فهي شىء جديد ثم بعد مرور وقت أصبح يؤديها برتابه وممل وهذا ما يجعل أيضا الحب يتحول من الشعله إلى الإنطفاء مع مرور الوقت ويتحول الزواج إلى العادة والرتابه.

وكأن كل واحد قد وقع في غرام الآخر فهذه النهايه، ولذالك نقولها تلقائي دون وعي منا نهايه الحب الزواج أو نقول بسخريه لا يوجد حب بعد الزواج
فماهي إلا نفس الحال الضمان يجعلك مستمر في تلك الدائرة دون تجديد أو تغير أو عمل أي شيء جديد يثير الجنون والتوقف عند بذل المجهود
وهكذا في كل شيء في حياتنا، نصل إليه لا نضع بديل له فتوقف عن السعي وندخل تلك الحلقه التى تكاد تصل نهايتها فتجد نفسك في البدايه من جديد
مثل الذي يأكل نفس الطعام كل يوم، دون أن يجهد نفسه من أجل وصفه جديده مع بعض حماس في تعلمها ثم إثارة في تنفذها ثم سرور عند تناولها
هذه هي الطاقه تنتج من التغير والتجديد وقلب صفحه وبدايه صفحه جديده وتعلم كل يوم شيء جديده أو إضافه هوايه جديدة تكسر تلك الرتابه التى تسيطر علينا ونعلن الحرب والمقاومه وثورة ضد الروتين ونعدم ذاك القاتل.

ليس الأمر صعب كما نتخيل فقد جرب إضافه عادة جديده كل فترة لكسر الروتين، تعلم شيء جديد، وأن يكون كل يوم ليس كسابقه ثم انبهر بتلك الطاقه والحيويه التى تسيطر على حياتك.

التغير هو الثابت الوحيد في الحياه ونحن نعلم جيدا إن لم نتغير برضى منا سوف تجبرنا الظروف على التغير الإجباري والذي نتائجه لن تكون جيدة بالنسبه لنا
فدعونا نختار طريقه وشكل التغير برضى حتى تكون نتائجه افضل من سابقه.

ندخل بعض الحماس للحياه ونضيف بهجه وابتسامه لليوم.

وكل يوم أسأل نفسك متى آخر مرة قمت بفعل شيء لأول مرة؟ واذا وجد في كل مرة إجابه جديدة لهذا السؤال فاعلم أنك لم تعد ضحيه للروتين فقد انتصرت عليه للأبد.

فدعوني أخبركم بشيء الطاقه تفنى ويجب أن تستحدث كل فترة مثل شاحن الهاتف، فنحن أيضا نحتاج إلى إعادة شحن ولا مانع في بعض الأوقات من ضبط مصنع ثم نبدأ فصل جديد في روايه الحياه.

آية السيد

(الروتين)

إقرأ أيضاً:  بناء عادة جديدة


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

التعصبُ في الدين

السبت يوليو 22 , 2023
تمت قراءته: 944 قال العلماء (الإسلام هو الإستسلام لله بالتوحيد) وهذا الدين يكون بالنقل الصحيح الصريح ودعوتنا إلى الله هي إبلاغ وليست إقناع ومن جهل الجاهلين اليوم هو أكثر الناس تتعصب في نشر الدعوة للعامة فيكون منفرا للسُنة ولا يحبب لها أحدا للتمسك بها فيرى نفسه على حق وكل من […]
التعصبُ في الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة