حلم وطفولة
من من يتذكر أحلام الطفولة، ببراءتها وعنفوانها، كل منا كان له حلمه الجميل الذي كان يأمل تحقيقه في هذه الحياة، فكلنا كان يحلم أن تكون له مهنته التي يحبها، فبعضنا حلمه كان أن يكون دكتورا. وشرطي. أو أستاذ. وووو. وكم لعبنا بالمهن التي كنا نحلم بها، وكنا نود أن تتحقق أحلامنا الجميلة في هذه الحياة القصيرة.
لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فتبقى أحلام الصبا مجرد أحلام من صنع مخيلتنا التي صنعها عقلنا الصغير الذي يحلم بالأفضل، ولا يعلم أن للقدر كلمته الأولى والأخيرة المسيطرة في كتاب إسمه الحياة، كتاب تبدأ صفحاته بورقة بيضاء مكتوب عليها إسم فقط، ومع الأيام يخط القدر كل يوم سطرا من أوراق هذا الكتاب، حتى تمتلئ سطرا تلو الآخر. وصفحة تلو الأخرى. (أحلام الطفولة بين الواقع والخيال)
كتاب الحياة
لنصبح تائهين وسط الكتاب بين أحلام الماضي، ومرارة الحاضر، وآمال المستقبل، التي قد يتحقق البعض منها وقد لا يتحقق، ليبقى السؤال كم نسبة الذين يسعفهم الحظ والقدر في تحقيق كل أحلام الصبا أو جزء منها، وكم نسبة الذين خاصمهم القدر ووجدوا أنفسهم في واقع ومهن لم يحلموا بها قط، بل ولم تجل في خاطرهم يوما، ولكن الظروف وضعتها في طريقهم، وشكلها القدر بطريقته، وبمنهجية جعلتنا نتقبل ما خططه لنا، لأننا لم نجد السبيل إلى تحقيق أحلام الصبا، الذي كنا نظن أنها سهلة المنال، والبيت الذي كان بالأمس براح نلهو ونلعب في أركانه أصبح اليوم ضيقا علينا، ولم يعد بوسعنا اللعب في أرجاءه، ربما لأننا كبرنا، ولم يعد يسعنا، أو ربما لأننا نسينا كيفية اللعب ولم يعد بمقدورنا صنع اللعبة التي كنا نبدع فيها ونحن صغار، فمن منا من لم يلعب لعبة الشرطي والحرامي أو اللص، ومن منا كذلك من يتبع عجلة وهي تدور ويحلم أنه من يسوقها، ومن منا من لم يلعب لعبة العريس والعروس مع بنات الحي الصغار. لا بد أن الإبتسامة تعلو شفاهنا ونحن نتذكر لعبنا ونحن أطفال.
مساحة إعلانية
تمنيات للأعزاء
خصوصا تلك الامنيات التي كنا نتمنى أن نحققها للأبوين، كأن تقول للأم أو الأب عندما أكبر سأرسلكما إلى الحج. أو سأشتري لكما سيارة فخمة. أو سأبني لكما قصرا، فكم شخصا أمهلت الحياة والديه حتى حقق لهما كل ما وعدهم إياه وهو طفل صغير، أو بمعنى ٱخر كم طفلا إستطاع تحقيق أمنياته لوالديه بعدما نضج وكبر. بطبيعة الحال لا نستطيع أن نوفي الوالدين حقهم، ولكننا لطالما تمنينا أن نحقق لهما ولو جزء بسيط من وعود الطفولة وأحلامها.
قساوة الحلم والحقيقة – أحلام الطفولة
فعلا كم هي قاسية هذه الحياة، التي تجعلنا نتخبط بين الأحلام والواقع، وتجعل الأمواج تتقاذفنا كأننا في مركب لا نملك به مجدافين لتحديد المسار، رغم كوننا نعرف الطريق ونحلم أن نسلكه يوما، ولكن للبحر كلمته كما للقدر، وتبقى منارة الشاطئ بعيدة، وقد نصل إليها أو لا نصل.
فكم هي جميلة أحلام الطفولة، وكم هو جميل أن نحقق ولو جزء منها، وحتى لو لم تحققها لأنفسنا أو لمن نحب.
حلم جيل بعد جيل – أحلام الطفولة
فإننا لا زلنا نحلم بتحقيقها لأطفالنا، والذين لا نعرف إن كانت أحلامنا تلائم أحلامهم، أم أن لديهم أحلامهم الخاصة التي سيسعون لتحقيقها كما حلمنا نحن يوما، أم أن لكل جيل حلمه الذي يختلف بإختلاف الزمان والمكان، لتبقى أحلام الصبا والطفولة بين سراب الخيال وحقيقة الواقع.
مع تحيات،
سعيد لقراشي
(أحلام الطفولة)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
تخرج سعيد لقراشي من الثالثة ثانوي بالمغرب. حاصل على دبلوم المحاسبة. كاتب سيناريو لمجموعة من الأفلام القصيرة عرضت على قنوات اليوتيوب. شارك في بعضها كممثل كما يعمل كمراسل لمجموعة من المواقع الإلكترونية.