قراءة في كتاب “يسمعون حسيسها”
رواية “يسمعون حسيسها” للدكتور أيمن العتوم الشاعر والروائي الأردني الذي ولد سنة 1972 بالأردن، تلقى تعليمه الثانوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ليحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية عام 1997، وفي سنة 1999 تخرج من جامعة اليرموك بشهادة بكالوريوس لغة عربية، وفي عامي 2004 – 2007 حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية تخصص نحو ولغة، ولقد اشتهر بروايته “صاحبي السجن” التي صدرت عام 2012، وتعبر عن تجربة شخصية للكاتب في السجون الأردنية، وله مجموعة من المؤلفات أبرزها يسمعون حسيسها التي أقدم بين يديكم تلخيصها، ورواية “ذائقة الموت”، “كلمة الله”، نفر من الجن”. وغيرها [1]مقتبس من ويكيبيديا وبتصرف..
فيما يخص روايتنا فقد استهل دكتورنا الفاضل في مطلعها
يتضح من خلال هذا أن الرواية مشبّعة في أحداثها بمشاهد جُلّها حقيقية لا محالة، يحكي من خلالها العتوم قصة الطبيب (أياد أسعد)، بصيغة المتكلم، ساردا حياته انطلاقا من طفولته ومكان نشأته مرورا بتعليمه إلى غاية توظيفه في مجال التطبيب، موضحا لنا طريقه رفقة أسرته الصغيرة، مبرزا أسلوب تعامل أبيه معه إذ كان قاسيا في معاملته وتربيته ليجعله طامحا في بناء مستقبله، ليحصل على دبلوم في الطب، إلى أن صار طبيبا في إحدى مستشفيات مدينته.
في حين أنه لم يقتصر على هذا فقط، بل تفرغ كذلك لحضور مجالس الذكر والوعظ والإرشاد والمشورة التي كان يعقدها أحد أعضاء الموالين لجماعة إخوان المسلمين، وبانتمائه هذا ستنقلب حياته رأسا على عقب. وكان هذا (الانتماء) من الأسباب المباشرة في اعتقاله وحبسه مدة 17 عاما، رفقة عصابة من الشباب الذين لهم نفس المواقف السياسية ضد النظام الحاكم والانتماء الحزبي المعادي له، ومن هنا بدأت قساوة ومرارة عيشهم داخل أسوار سجون الشام، إذ عاشوا الذل والنهب والاحتقار والترهيب وانتهاك لأبسط حقوقهم مرفوقا بمختلف مصطلحات السب والشتم والقذف. بالإضافة إلى تلقيهم جميع أنواع وطرق التعذيب والإهانة، وناهيك عن الاعدامات اللامتناهية التي تلاحقهم واحدا تلو الآخر، واستمروا على هذا المنوال سنوات عدة حتى منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وكان أياد من المنتظرين لصعود خشبات المشنقة يوما بعد يوم. إلى أن نجاه الله من الموت المحقق مرارا وتكرارا وخرج منها كشعرة من العجين.
رغم الأحداث القاسية والمشاهد المرعبة والحزينة المكتوبة على صفحات هذه الرواية، أبكتني بعض فصولها وجعلت عيني تسقط دمعا على خدي، مما جعلتني متعلقا بها ومتشوّقا لاستكمال جميع فصولها حتى نهايتها. ومما أثار حفيظتي وزادني رغبة وحبا في قراءة هذه الرواية، هو أسلوب السرد والحكي في ترتيب الأحداث والفصول، واعتماده لبعض آيات قرآنية كعناوين فرعية لبعض فصول الرواية، ومستشهدا كذلك ببعضها في سياق حديثه مخالفا طريقة وضع الاستشهادات المتعارف عليها.
بقلم
عبد اللطيف بومزوغ
(مت وأنا على قيد الحياة)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
عبد اللطيف بومزوغ من المغرب. موظف بالقطاع العام، فاعل جمعوي ومؤطر رياضي، وحكم في كرة القدم ومهتم بالتنمية الذاتية، له مجموعة من المقالات في مختلف المجالات، وسبق له أن كتب كتيب بعنوان رحلتي من إيليغ إلى البيضاء.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | مقتبس من ويكيبيديا وبتصرف. |
---|