أنتِ الأمة

إنك إذا فكرت في هدم حصن منيع أو قلعة عظيمة ما عليك سوى نخر أساساتها وعندها سيكون من السهل هدمها ومن ثم التوغل داخلها والإفساد فيها ومن هنا يمكن أن نقول أن المرأة هي الأساس الذي قامت عليه أمة الإسلام وبهدم المرأة حتمًا سيسهل التسلل والفساد داخل الحصن. (دور المرأة في الإسلام)

دور المرأة في الإسلام
تبيان

ولعلنا نرى اليوم هذه الحملات الممنهجة والتي تصوب سهامها نحو المرأة لأنها علمت منذ زمن أنها هي التي تبني أساس أي أمة، فبصلاحها تنصلح وبفسادها تفسد.

دور المرأة في الإسلام

قد يقول أحدهم كيف للمرأة أن تكون كذلك فأجيب بأن المرأة هي المسؤلة عن تنشئة الأجيال وبالأم التي لا تعرف دينها وبالأم التي تشعر بالدونية الدائمة وعدم المساواة، وبالأم التي تشعر بأنها مقيدة وبأن حريتها مصادرة، وبالأم المنهزمة نفسيًا، وبالأم المعذبة، حتمًا سينتج جيل منهزم نفسيًا جيل جاهل لدينه فقير الإيمان وشاعر بأن هذا الدين ليس دين حق، وبأن هذه الأمة أمة ظالمة، وبالمقابل تُصور له الديانات الأخرى على أنها هي أديان الحرية والمساواة والعلم والحضارة، فبمقابل أن نرى دعوة للإسلام نرى نفورًا منه وكرهًا للتدين.

عندما سئل نابليون بونابارت: أي حُصون الشّرق الإسلاميّ أمنع على فرنسا؟ قال: “الأمّهات الصّالحات”، فالأم الصالحة والتي تعرف حقيقة ما تملك في قلبها وفي كيانها الاجتماعي من تعاليم وقيم وأخلاق حتمًا ستكون أعتى جنود الإسلام، فالأم الصالحة ستنجب لنا جيل صالح. جيلًا يحمل هموم أمته وساعيًا لكي يحررها من براثن الجهل والفساد المتفشى، جيل يحمل القرآن بيده اليمنى ويحمل كنانته بيده اليسرى.

يأخذ التعاليم من هذا ويصوب بالأخرى كي ينشر العدل والعلم الذي أمر الله به، وإن الفساد الذي نخر قلب أمتنا تتحمل النساء عبئه الأكبر، لأنهن كن فريسة سهلة للدعاوي الحرية والتغريب الكاذبة، التي تجعل المرأة إما أداة للجنس أو آلة للرأسمالية تمتطيها لتحقق لها أرباحًا ومكاسب، لا تشبع نهم القائمين عليها. لم تخرج النساء أعقاب الحرب العالميتين لأنهن حقيقات بأن يعملن في المصانع وفي خطوط النقل بل لأن الحاجة اقتضت ذلك.

إن إفتتان نسائنا بالغرب الذي يعطي لهن صورة براقة عن حقوفهن لهو أكبر وهم، فالكل يعلم والنساء أكثر من يعلم أنها دعوة فاسدة، فالمرأة تعامل كأنها حيوان بل وكأنها سلعة تباع في الأسواق، قد تقولون إنه أمر مبالغ فيه ولكن الكل يعلم أن الأمر كذلك، فالتحرش الجنسي والاغتصاب والاغتيالات وحالات العنف. والمعدل المتزايد للخيانة لهو دليل صارخ على أنها مجرد دمية في يد حيتان الرأس مالية يستخدمونها كيفما شائوا.

إن الإسلام أعطى للمرأة حقوقًا لم ولن تصل لها أي حضارة على وجه الأرض كيف لا تكون كذلك وهي التي أقرها رب السموات العالم بدهاليز المرأة وكيانها التكويني، فما فرض الذي فرض إلا لعلمه أنه يتماشى مع تكوينها البيولوجي. والجسدي والنفسي والعلمي والمهني، فقد فرض الحجاب ليصونها مما قد تتعرض له بسبب جسدها وفرض عدم إظهار الزينة إلا للمحارم لأنه يعلم أنها سبب للفتنة وفرض أن تقر في بيتها لأنه يعلم أنه أنسب مكان للمرأة حيث تربي وتعد اجيال المستقبل.

ولم ينسى الإسلام نصيب المرأة من العلم فقد تعرفنا على عالمات عابدات كأمثال الشفاء بنت الحارث وأم سلمة وعائشة الصديقة وغيرهن الكثيرات، ولم ينسى نصيبها من العمل فقد تعرفنا على الممرضة رفيدة الأسلمية والجهاد في أم عمارة وخولة بنت الأزور.

إنه يجب على كل مرأة وكل فتاة أن تعلم أنها مسؤلة عن ثغرها فهي قبل أن تكون عالمة او عاملة هي مربية أجيال هي التي بنيت الامة على سواعدها، فلا أحد ينسى فاطمة بنت أسد ولا أم رومان ولا خديجة هؤلاء اللواتي كن الدعامة الأولى للإسلام، وليس هناك رجل عظيم إلا وخلفه إمرأة تدعم وتساند.

‏ومما يجب عليك أنت تعرفيه أن كل دعاوي الجاهلية المعاصرة هي محض ترهات أرادوا بها صرفك عن واجبك الحقيقي الذي كلفت به، فالمسلمون قد لا يمثلون الإسلام فلا تدعي نفسك فريسة سهلة، إقرأي وتعلمي وتثقفي، وكوني قلعة حصينة تتهاوى أمامها كل جحافل العدو، وكوني كأم صلاح الدين، والبخاري والشافعي وأحمد ابن حنبل. وغيرهن ممن لا نعرفهن لكن الله يعرفهن وما ضرك أن الناس لا تعرفك عندما يعرفك الله، الزمن يسير فاحرصي أن يكتب اسمك في إحدى سطوره خلف رجل أو أمامه.

الضيف بلول

دور المرأة في الإسلام

إقرأ أيضاً:  لن تجد لسنة الله تبديلًا


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

فن الكاريكاتور

الجمعة أغسطس 13 , 2021
تمت قراءته: 1٬546 “الكاريكاتور” فن عريق ضارب في القِدم. سعى -ويسعى- لتوظيف الضحك، و”التنكيت” “أداة تعبيرية” عن مواقف ساخرة، ناقدة. لذا نراه يتصدر واجهة الصحف والمجلات، منازعًا “المانشيتات”. حيث له القدرة على النقد، و”التبكيت”، والتأثير بما يفوق مقالات صحفية، ويبـُز تقارير إخبارية. “الأوستراكا” (قديمًا)، و”الكاريكاتور” (حديثًا) عرفه المصريون القدماء، والآشوريون، […]
فن الكاريكاتور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة