كلما قررنا التغير أو إحداث فارق في حياتنا هرعنا إلى التنمية البشرية، وكأنها الحل السحري لكل مشاكلنا. وكأنها المنقذ القادر على انتشالنا من القعر ووضعنا على القمة. وما علاقة ذلك بالبطارية البشرية؟
البطارية البشرية وشحنها بالطاقة
في بدايه الامر كان يتملكنا الأمل والطموح وكلما انغمسنا في التنمية البشرية كلما زادت طاقتنا الإيجابية. ولكن سرعان ما كانت تختفي تلك الطاقة، الطاقة التى استمرت لعدة أيام أو عدة أسابيع لم تعد متاحة الآن. أو في الحقيقه كأنها لم تكن. ذاك الفتور الذي يتملكنا مع الوقت ليس فشل منا وإنما تقصير منا في إعادة شحن طاقتنا.
يمكن ان يفتح الكثير فاهه -!!- ويطرح السؤال الذي كان يدور في خلدي في الماضي، هل الطاقة تحتاج للشحن؟!! أو بالأحرى هل نحن البشر نحتاج لإعادة الشحن؟!!
ولكن قبل أن أعلن الإجابة بنعم أو أحظي بالرفض منكم، دعوني أفيض بما في خلدي، فإعادة شحن الطاقة البشرية يذكرني فعليًا بالبالون عندما نقوم بملؤه بالهواء ثم نتركه معلق في الغرفة.
مع الوقت تدريجيًا بسبب ضغط الجو يبدأ حجمها بالتدريج في النقصان، وبالفعل طاقتنا حينما نشحنها بالطاقة الإيجابية فإنها تكفي لفترة فقط، ولا تكفي لباقي العمر.
بسبب الضغوط والظروف مع مرور الأيام تبدأ الطاقه تقل وهذا مايجعلنا نقوم بشحنها مرة سواء كان شحن الطاقة عن طريق مقاطع الفيديو الخاصة بالتنمية البشرية أو غيرها من المقاطع الهادفة أو الكتب، فلكي تدوم الطاقة يجب كل فترة مشاهدة مقطع فيديو تنمية أو أكثر أو قراءة كتاب أو أي شيء أنت تعلم أنه قادر على إعادة شحنك او إكسابك طاقة.
هل الطاقة الدينية تحتاج إلى الشحن؟!! (البطارية البشرية)
أما الطاقة الدينية فينطبق عليها نفس التجربة وذلك كي لا تقل الطاقة والمجهود المبذول في التقرب إلى الله، يجب كل فترة شحن الطاقة الدينية عن طريق حضور دروس كل فترة أو مشاهده مقطع فيديو أو سماع مقطع صوتي للشيخ الذي تثق انت فيه وعنده القدرة في اقناعك.
تكرار الصلاة خمسة مرات كل يوم تعمل على إعادة شحن روحنا الإيمانية، تكرار ورد القرآن كل يوم يعمل على إكسابنا طاقة وأحيانا تكرار نفس الآية كل فترة، ومع كل مرة نشعر بها مختلفة وإحساس مختلف.
تكرار أذكار الصباح يوميًا يعمل أيضًا على شحننا؛ ما يجعلني أؤمن فعليًا لإعادة شحن طاقتنا أن جميع العبادات يجب تكرارها حتى الصيام شهر رمضان يتكرر كل عام.
ليس فقط من صام شهر رمضان مرة يكتفى بل العكس نصوم كل عام، وكأنه يمنحنا كل عام طاقة جديدة كي نستطيع التكملة حتى يأتي العام الآخر ويعمل على تجديد طاقتنا الدينية.
التكرار كل فترة يعمل على إعادة شحن طاقتنا وهذا ما تفعله العبادة بتكرارها كل فترة كي تستمر بطاريتنا الدينية.
هل الحب يموت مع مرور الوقت؟!!
كل شيء ياسادة يحتاج إلى إعاده شحن حتى الحب، وهذا ما يجعلني أعلن ان الحب لا يموت مع مرور الوقت كما يعتقد البعض. الحب يحتاج إعادة شحن من الطرفين كل فترة. كلمه “بحبك” التى قِيلت وقت الذروة ليست كفيلة بالحفاظ على تلك الشراره مدى العمر، بل تحتاج أن تكرر هذه الكلمه كل فترة لشريكك وكأنك تأكد كل فترة على حبك، وكأنك تأكد لنفسك الاهتمام الذي يكون في بداية العلاقة يختفي بعد فترة من معرفة وقوع الشخص في غرامك.
ولكن دعوني أعلن أن الاهتمام في بداية العلاقة غير كافي للحفاظ على مشاعر شريكك مدى العمر، بل تحتاج أن تبذل كل فترة مجهود وتهتم كي تحافظ على استمرار المشاعر.
البطارية البشرية تحتاج دومًا إلى إعادة الشحن
لكي تكون ناجح في عملك تحتاج لشحن طاقتك بالطريقة التى تعلم أنت كيف تأثر في شخصك وقدرتك.
“إعادة شحن الطاقة” جملة تحتاج إلى مجهود ولكنها جملة قادرة على استمرار طاقة إيجابية، استمرار طاقة روحانية، استمرار مشاعر.
نحتاج إلى إعادة الشحن في كل شيء كي نحافظ على الثبات والاستمرار والدوام ،فالطاقة تنقص أو تزداد مثل بطارية الهاتف، ولذلك يجب التكرار كل فترة وإعادة شحن طاقتنا.
آية السيد
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
آية السيد من مصر، طالبة في كلية طب بنات الأزهر بالقاهرة.
