البحث عن الحقيقة

البحث عن الحقيقة
في ظل التطورات الحديثة للعالم كله وكشف كثير من الأسرار التي كانت تختفي عن الكثير، وجدت أن ذلك زاد بعض الثابتين ثباتًا. وارتاب غالب الناس وشكوا في أمور كثيرة، وخاصة بعد وضوح شبه كامل لتزييف ما كنا نعتقد الوثوق به. بل ربما نستطيع أن نقول أننا أدركنا أن من يسطر السطور ويكتب التاريخ إنما هم الأقوى في عصورهم.

البحث عن الحقيقة
Colorado Health Institute

وهذه واحدة من الفوائد التي اكتشفناها مؤخرًا، بعدما اتسعت رقعة الإيضاح. وبالرغم من ذلك، فكأني أرى أن من السهل الوصول للحق، وذلك باستخدام التطورات والقراءة للمواقع الموثوق بها. ولقد رأينا أن غالب المحركات والمواقع حجر زاويتها هو كلمة بحث أو بما تفكر وإني مؤمن شديد الإيمان بعدم الوضوح التام لكل الأمور، لأننا ببساطة نعيش في دار الاختبار التي لا نملك فيها كثيرًا من الأدوات، وكذلك لأن من السنن الكونية دفع الحق والباطل حتى تنتهي الحياة.

لذا أرشدك أيها الباحث ألا تأمن لكل من تقرأ، ولا تكن كحاطب الليل الذي يجمع كل ما يقابله. واعلم رحمني الله وإياك أن العلم دين، فانظر عمن تأخذ دينك. وكن في هذه الدنيا واسع الأفق، متقبلًا لمن خالفك الرأي، متعلمًا من كل موقف يمر عليك، عقيدتك أن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. فلا تقطع في أمرك إلا إذا رأيت المعتبرين من القوم أجمعوا على أمر من الأمور. فساعتها قد يتم اختصار طريق طويل عليك من البحث والبذل للوصول إلى حقيقة ما. فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.

ولا تُقلع عن القراءة، فهي زادك للمعرفة والوصول للحقيقة التي هي ضالتك وأنت دائم البحث عنها.

إقرأ أيضاً:  إني آنست نارًا (فلسفية)

المرء عدو ما يجهل

دائمًا ترى أن جاهل أمر يعاديه، فلتكن أنت ولتبدأ إما بتغيير الفكرة بألا تعادي ما تجهله ولا تسعى لإماتة كل ما تجهل، أو أنك ترفع الجهل سريعًا من على عاتقك. وإن ذلك لهو حجر الزاوية في البحث عن الحقيقة.

وفي البحث إما أن تمر بمرحلة الشك وعدم اليقين حتى تتيقن، وإما تزداد يقينًا ببحثك هذا.

وليكن بحثك هو بمثابة الضوء الذي ينير لغيرك طريقهم ومعرفتهم، حتى تقصر وتختصر لهم طريقًا ودربًا ربما تزل أقدامهم بالخوض فيه.

ولكن عليك أيها الباحث أن تعلم أنك لست واصيًا على أحد في بحثه كما تحب ذلك لذاتك، وإنما أنت مصباح في طريق السالكين.
فكن ذلك المصباح ناصع البياض الذي لا فيه ظلمة ولا به شوائب.
فكن صادق النصح مهتم بالقوم تحمل هموم إنسانيتك وتُبَصِّر قومك بما لم يبصروا.
لا تكن أنانيًا محتكرًا لعلم أعطاك الله إياه، فلكل شيء زكاة، وزكاة العلم بذله. ولتعلم أنك كلما تصدقت بما آتاك الله من علوم وبحث، زادك الله أضعافها. وإن كنت صادقًا في نقلك وعطاءك، بارك الله لك في علمك، ولم ينقطع عملك بعد رحيلك.
وإن لم يكن لك من العطاء إلا الفوز بعلم ينتفع به بعد الممات فهذا يكفيك.

وما كثر الخلاف وما زاد إلا لتقليص ذلك العلم الذي هو بمثابة المصباح الذي ينير طريق السالكين.
والناس موتى وأهل العلم أحياء.

كن أحد الرجلين (البحث عن الحقيقة)

بل الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم. فكن أحد الرجلين تنجو؛ إما أن يفيض علمك فيضئ للناس دروبهم؛ وإما أن تكون متعلمًا عالمًا أن الطريق إلى الله طويل، ونحن نسير فيه كالسلحفاة. وليس المهم أن نصل إلى نهاية الطريق ولكن المهم أن نموت على الحق.

والنفس التي بين جنبينا إن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل. ولا أرى أفضل من العلم والبحث بعد ذكر الله نشغل أنفسنا به.
ولَكَم من باحثٍ سبقونا، أناروا لنا طرقًا كثيرة في مشوار البحث عن الحقيقة.

ولولاهم بعد الله لزُلت أقدامنا وأقدام كثيرين من الباحثين، فهم أسباب من الأسباب التي إذا أراد الله أمرًا هيأها له.

حفظنا الله وإياكم وأنتم في طريق البحث عن الحقيقة.

كتبه
محمد بدر
معلم بالتربية والتعليم بمصر

 

إقرأ أيضاً:  الأخلاق أولًا


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

معارك اللّجوء النّاعم

الخميس يونيو 3 , 2021
تمت قراءته: 1٬499 “الحياة معركة لا تنتهي إلا بتحرّر الرّوح من جسدٍ يهاب الفناء، أو بانعتاق كليهما من صراع الهيمنة المتبادلة، والّتي تتقابل غاياتها بين السموّ والانحطاط. المعاناة لعبة الوجود وعنوان فسطاطه الذي لا تغيب عنه شمس التساؤل حتى تحين لحظة الصمت الأزلي. لكنّ صمتًا آخر يحدث بتواتر بين ردهات […]
الوطن

اقرأ أيضاً

2 تعليقات على “البحث عن الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة