كيف تحقق التوازن! – التطور الروحي
من يسير في درب التطور الروحي يقع أمام معضلة شائكة. وهي هل أهتم بالارتقاء الروحى وأتخلى عن العالم المادي؟ أم أكمل فى عالمي المادي مما يعرقل تطوري الروحى؟
ظنا منه أن الارتقاء الروحي يتطلب الزهد فى الدنيا وعدم الاهتمام بالمال والعمل وما يتبعه من أمور دنيوية. إلا أن كلاهما لا يتعارضان أبدا معا.
وحتى نكون واضحين لنتحدث أولا عن فهمك للإرتقاء الروحي
عندما ولدت كنت أنت وروحك معا. دون أى حواجز تعيق ذلك الاتحاد وحين كبرت وخلال مشوار حياتك بدأت تكتسب مخاوف عدة كالخوف من الفشل والرفض والخيانة وهكذا. بدأت تكتسب معتقدات سلبية عن ذاتك وعن مجتمعك من شأنها أن تزرع فيك اليأس وتحبطك.
بدأ قلبك يحمل ضغينة وكراهية لهذا وذاك. كل تلك الأشياء تعد رواسب تعيق الاتحاد بينك وبين روحك وتمنع سطوع نورها داخلك. لذا فكل الحروب الداخلية تدور بينك وبين شياطينك (مخاوفك) وكيف تحاربها وتنتصر حتى تعود فى كنف روحك (نورك) من جديد وتعيد لذلك القلب طهارته. ونقاؤه. كلما أزلت مخاوفك كلما سمحت لنورك ان ينتشر. كلما ارتقت نفسك.
مساحة إعلانية
السؤال هنا: كيف تحارب مخاوفك؟
مثلا. خوف من الفشل. أنت تريد أن تتقدم لوظيفة أو تفتتح مشروعا جديدا ولديك ذلك الخوف يهيمن عليك وذلك الصوت الخبيث يحدثك (لن تنجح. ستضيع نقودك ووقتك. سيشمت بك الناس. أنت لا تستطيع النجاح. هذا المبلغ غير كاف لبدء مشروعك).
أنت ألقيت كل هذا خلف ظهرك. استعنت بالله. أنا أستطيع بالله. ويكفينى هزيمة خوفى. وبدء رحلتى نحو ذلك المشروع. سأخرج بخبرات منه حتى ولو لم ينجح. أنا فائز في جميع الحالات.
أنت هنا تحتاج للعالم المادى كى تتغلب على خوفك. ولكنك هنا لم تتخلى عن هدفك أو طموحك وإنما تخليت عن نتيجة عملك.
أى أنك اخترت السعي. وهزيمة الخوف. والاستمتاع بالرحلة. ولم يعد يهمك جني المال ذاته. وأصبح هذا الهدف زائدا لديك ومن باب الوفرة.
وهكذا فى كل خوف تحمله داخلك. العالم المادى هو الميدان الخاص بك الذي ستنطلق فيه لتتطور روحيا وتنطلق.
أنت خاصمت أحدهم لأنه أساء إليك. (صوت خبيث يحدثك. كرامتك أهم فلتقاطعه) ولكنك في تطورك الروحى فهمت أن كل انسان جاء لك برساله من الخالق. إذا فهمت الرسالة شكرت الراسل وسامحته. لأن من تعامل معك فى موقف الاساءة هو “الايجو” له (صورته) وشيطانه. وليست روحه الحقيقية. لذا أنت تتعامل معه بروحك أيضا وليست بصورتك او شيطانك. (الكبر والعناد والغطرسة والثأر للذات) هذه الصفات ليست أنت.
إذن العلاقات فى العالم المادى هى أيضا للإرتقاء.
فلا تعارض بين الارتقاء الروحى والسعى فى العالم المادى. كلا منهما يخدم الآخر ويتصل به.
المدونة والصحفية
آمال السعودي
(التطور الروحي)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
آمال السعودي، تونسية، خريجة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بجامعة منوبة، مدونة وكاتبة ضمن شبكة مدونات الجزيرة من 2018، وصحيفة ضمن راديو مارينا، ومراسلة صحفية ضمن شبكة مراسلون بلا حدود، كذلك عملت مصورة صحفية ضمن الصحافة الرقمية، تحب السفر، البحوث العلمية والدينية، والاهتمام بالجانب النفسي، وتحب الأعمال الخيرية.