يعتبر مصطلح الشهرة من المصطلحات الأكثر تداولًا في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ما يعبر عنها بالمصطلح العصري (البوز)، إذ يتنافس عليها ثلة من الأشخاص للوصول إليها والاستحواذ عليها بمختلف الطرق والوسائل المتاحة لديهم، ولو على حساب نشر أعراضهم، وهدم ثقافتهم وتقاليدهم، وطمس هوياتهم، وإخفاء مبادئهم، وتجاهل دينهم ومعتقداتهم الشرعية. بهدف كسب المحبة والمال.
ومن خلال تصفحنا وتجولنا بين بعض الصفحات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي نجد أن التفاهة ونشر الرذيلة، وكل ما يؤدي إلى الانحلال الأخلاقي من الأساليب الرئيسية التي يسلكها الشخص لاعتلاء منصة الشهرة (والبوز)، إذ يحصل بذلك على عدد هائل من نسبة المشاهدات والإعجاب. وغيرها من الأمور التي تساعده على نشر تفاهته على نطاق واسع والربح السريع والغنى الفاحش، وهذا ما نشاهده اليوم عن بعض المشهورين من الرجال والنساء في رسائلهم الصوتية والمرئية التي تحتوي على تَكسُّر وتَميُّع وإيماءات جسدية مخلة بالحياء.
والشهرة سلاح ذو حدين إذ يمكن استخدامها في العديد من المجالات، ولها ايجابياتها وسلبياتها، وهذه الأخيرة تتجلى في: سلب الوقت من الأشخاص فيجعل وقته ملكًا للأشخاص المعجبين، ويصبح مكتوف الأيدي في كثير من الأمور فهو مراقب من الإعلام والمعجبين. أما إيجابياتها: تكوين شبكة علاقات اجتماعية، سهولة الوصول للناس وبأسرع وقت ممكن، وكذلك تكسب الفرد مكانة مرموقة ومقامً مرموقًا ما بين الناس. [1]أحمد العباسي أخصائي نفسي ومرشد تربوي 26 نوفمبر 2019. أجيب
وفيما يتعلق بالشهرة من الناحية الشرعية، فقد ورد النهي عنها وحب الظهور والتماس ذلك بطلبه حتى لو كان بلباس يلبسه الإنسان، فقد ورد من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد لبس ثوب شهرة إلا أعرض الله عنه حتى ينزعه” رواه ابن ماجة بإسناد جيد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة” رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني.
والمقصود بثوب الشهرة: الثوب الذي يشتهر به الإنسان بين الناس بذاته وشخصه، فيدفعه ذلك للكبر والعجب بالنفس، وقد يؤدي لاحتقار الآخرين، ولما كان هذا الفعل محرمًا كان جزاء مرتكبه أن يلبسه الله (ثوب مذلة)، معاملة له بنقيض قصده، ويقاس عليه كل فعل من الأفعال الذاتية التي يسعى الإنسان لفعلها لكي يراه الناس ويذكرونه ويلهجوا باسمه، وهذا يختلف عن طلب الشهرة لبضاعة أو تجارة بذاتها. [2]عبد الرحمن بن دخيل العصيمي، موقع صيد الفوائد – بتصرف -.
وفي الأخير: حديثنا عن مصطلح الشهرة وآثارها يطول ولا يسعنا التطرق إليها من جميع جوانبها لأنها موضوع فضفاض تحمل في طياتها مجموعة من الضوابط بحسب مجالاتها، والآراء المتضاربة حولها.
بقلم
عبد اللطيف بومزوغ
المغرب
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
عبد اللطيف بومزوغ من المغرب. موظف بالقطاع العام، فاعل جمعوي ومؤطر رياضي، وحكم في كرة القدم ومهتم بالتنمية الذاتية، له مجموعة من المقالات في مختلف المجالات، وسبق له أن كتب كتيب بعنوان رحلتي من إيليغ إلى البيضاء.
الملاحظات أو المصادر