بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر 53]
هذا خطاب لأصحاب المعاصي الذين ندموا وأرادوا التوبة من ذنوبهم لكي لا ييأسوا من دخولهم الجنة.
التوبة في المعجم العربي هي الاعتراف والندم والإقلاع والعزم على ألا يعاود الإنسان ما اقترفه من إثم. والتوبة هي قرار ثم إسراع لها وبعدها إصرار أن لا يرجع لما كان فيه. (الطريق إلى التوبة)
تعريف التوبة – الطريق إلى التوبة
يقول العلماء (التوبة هي الرجوع عن معصية الله إلى طاعته). فالشاب التائب أفضل من الشيخ التائب لأن الشاب تاب في عز شبابه وقوته فالجنة درجات.
قال صلى الله عليه وسلم (التائب من ذنب كمن لا ذنب له) [1]الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم : 4/122 | خلاصة حكم المحدث … Continue reading.
هذا للمسلم العاصي أما الكافر الذي يعتنق الإسلام يقول عليه أفضل الصلاة والسلام فيه (. الإسلام يهدم ما كان قبله) رواه عمرو بن العاص. أي من كفر وشرك فلا يبقى كافرا بل يكون مسلما ككل المسلمين.
أنواع التوبة – الطريق إلى التوبة
- الأولى تكون بين العبد وربه عز وجل ولها شروط.
- الثانية بين العباد فيما بينهم وهذه تحتاج الإصلاح وإعادة حقوق الناس واعتذار الظالم من المظلوم في الدنيا.
شروط التوبة – الطريق إلى التوبة
قال العلماء (شروط التوبة النصوح هي ثلاث الإقلاع عن الذنب مباشرة والعزم أن لا يعود لها والندم على ما فات) وزاد بعضهم
(الإخلاص فيها لله عز وجل).
فالإقلاع عن الذنب يحتاج عزيمة وإصرار والعزم أن لا يعود لها يحتاج خوف من الله وعذابه أما الندم على ما فات منها يحتاج البكاء في السر والدعاء بالمغفرة أما التائب إن أراد أن تستمر توبته عليه ترك صحبة السوء ومن كان يحرضه على المعصية وأن لا يحدث أحدا بما كان يفعله لقوله صلى الله عليه وسلم كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين ، و إنَّ من الجِهارِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ و قد ستره اللهُ تعالى فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا ، و قد بات يسترُه ربُّه ، و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه) رواه أبو هريرة.
وكذلك تبديل السيئة بالحسنة إما بالنوافل والأذكار أو قراءة القرآن والإستغفار وكذلك بالصدقة وأن يحمد الله تعالى على نعمة التوفيق للتوبة والهداية والنجاة من الضلال والغواية وأن يكثر من قول أستغفر الله العظيم أتوب إليك وإن كان مكان إقامته لن يسلم منه التائب فعليه بالرحيل فهو علاج النفس إن كان الجو غير ملائم.
وهناك من يود التوبة لكن لا إرادة له كلامه كله سوف أتوب فالتوبة تحتاج التطبيق في الميدان بالفعل لا بالقول فقط فحالة الإنسان هي ثلاث إما يتغير إلى الأحسن أو يبقى على حاله أو يسوء خلقه فلا تزكي أحدا مهما كان شأنه وقدره عند الناس فهو غير معصوم من الخطأ ولا تقلل من شأن العاصي فكل شئ بالخواتيم.
فالذي يتوب عليه أن يشعر بالندم لأن الندم توبة وبعدها سيشعر بالراحة والطمأنينة التي لم تكن عنده من قبل فالتوبة هي رأس السعادة كلها، فالطريق إلى الله يبدأ بالتوبة النصوح ثم بحب عبادته والخوف من عصيانه مجددا والرجاء في رحمته والطمع في جنته وطلب مغفرته سبحانه وتعالى فالتوبة تتجدد في الإنسان كما يتجدد الشعر بعد حلقه خلقنا الله للعبادة والعبادة تحتاج هواء.
مساحة إعلانية
التوبة النقية الصافية – الطريق إلى التوبة
قال تعالى (.وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.) [الطلاق 2 ، 3]
هذا جزاء التوبة إلى الله والرجوع السليم فالنفس اللوامة على مرحلتان نفس تلومك على فعل المعصية والتقصير في الطاعة ونفس تلومك على تضييع فرصة في المعصية ولماذا تصدقت وأنت أي نفس منهما تجتمع معها.
قال العلماء (النفس ثلاث: أمارة بالسوء ولوامة ومطمئنة)
إذا هي لا تكون مطمئنة حتى تكون أمارة بالسوء ثم لوامة على ذاك السوء وبعدها مطمئنة بالتوبة النصوح والصادقة من القلب بالإخلاص.
الفرق بين التوبة والتوقف – الطريق إلى التوبة
التوبة لها شروط كما أشرنا عليها في بداية المقال أما التوقف فلا تتوفر فيه شروط مثل شخص توقف عن المعصية بسبب كرهه لها وهذه ليست توبة أو قال له طبيب مثلا شربك للخمر قد يؤدي بصحتك إلى الهلاك فيخشى على نفسه فيتوقف ولم تتوفر فيه الشروط أو شخص أراد الزواج بفتاة وقالت له لن أقبل بك حتى تصلي أو تترك تلك المعصية الفلانية فيفعل فهذه توبة لكن الإخلاص لم يكن لله فلا يؤجر على توبته ويحاسب على المعاصي السابقة بسبب النية وعدم توفر الشروط للتوبة فيه قال صلى الله عليه وسلم (إنك لن تدَعَ شيئًا اتَّقاءَ اللهِ إلا آتاك اللهُ خيرًا منه) [2]الراوي : رجل من أهل البادية | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند. الصفحة أو الرقم : 1523 | أحاديث مشابهة | … Continue reading. فالإخلاص لله أهم شرط في التوبة.
ما هي الخطيئة؟ – الطريق إلى التوبة
الخطيئة هي مجموع بين الذنوب والسيئات من أصل أخطأ والخطأ عكسه الصواب أما الفرق بين الذنب والسيئة يقول العلماء (الذنب هو المعصية التي بين العبد وربه أما السيئة فبين العباد فيما بينهم من جنس أساء) أما الفرق بين المعصية والبدعة فالمعصية فاعلها يعلم أنه على خطأ ولهذا يقال (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية) فالتائب من المعاصي يثاب أما المبتدع فلا ثواب له وكذلك الشرك لا أجر فيه لقوله صلى الله عليه وسلم (. الإسلام يهدم ما كان قبله) أي بالرحمة عليه والتائب من ظلالة قالها ثم رجع عنها تحتاج أن يتبرأ منها أولا ثم الإصلاح.
قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت 2] هذه الآية هي في قياس درجة الإيمان بالله عز وجل بين الصبر والشكر والله سبحانه وتعالى يعلم ما يكون لكن هو إمتحان لكل مؤمن هل توبته صادقة أم كاذبة هل إيمانه قوي أم ضعيف ويكون الإبتلاء إما خير أو شر في الحياة وهي فتنة المال والولد والصحة والأهل. إلخ وهذه المرحلة تسمى الإمتحان من ينجح ومن يخسر نعمة الابتلاء.
الابتلاء قد يكون لك خيرا فظاهره مشقة وباطنه رحمة عليك فيما لا تعلمه أنت في دينك ودنياك لأن الله أعلم بما هو قادم لك فلا تيأس من روحه ولو بلغت ذنوبك السماء فلولا هذا الابتلاء ما رفعت درجتك ولا غفر ذنبك ولا زيد في حسناتك هناك من كانت توبته بسبب الابتلاء فلا تدري أين الأفضل (ربما من شر يأتي منه الخير) كما قيل فقل الحمد لله دائما وأبدا وأن هذا الابتلاء جاء ليخفف عنك في الدنيا خير من عذاب الآخرة واستغفر كل يوم من ذنبك.
فوائد الإبتلاء – الطريق إلى التوبة
- إظهار حقيقة الإيمان عند كل مسلم.
- درجة الإخلاص للمسلم بعد توبته.
- مرتبة الصبر على المحنة للمسلم.
الهداية
قال الشيخ الفوزان حفظه الله (الهداية نوعان هداية توفيق للدخول في الإسلام وهداية الدعوة والبيان) [3]شرح كتاب التوحيد لإبن عبد الوهاب رحمه الله صفحة 161.
وعكس الهداية هي الغواية وعكس الثبات هو الضلال.
وهناك فرق بين الهداية والثبات مثلا أن ترى شخصا يفعل معصية تقول له هداك الله أما من تاب من المعصية نقول له ثبتك الله على الطاعة والإستقامة الصحيحة فمن أراد الهداية لا يقول لأحد أدعوا لي بل وجب استغلال الفرصة في الحياة فالهداية لا تنزل على العبد بل العبد هو من يسعى لها وكما قال أحد الأئمة المعاصرين (إستثمر ذنبك إن لم تستطع تركه بإتباع الحسنة للسيئة مباشرة)
قال تعالى (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الفرقان 70] على المجتمع أن يتقبل التائب مهما كانت ذنوبه التي شوهد عليها وأن يرحبوا به بينهم بالرحب والسرور وأن يفرحوا بتوبته وأن يقدموا له الهدايا كما قال صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) وأن يشجعوه على هذه الخطوة وأن يقدموا له يد المساعدة من مال وكتب وأقمصة. إلخ ولا يحرجوه بما فعله من قبل وينصحونه ويوجهونه ويكونوا سندا له وليحذر من يشمت بالتائب ويقول له أنت فعلت كذا وكذا إحتقارا له أو تشمت بمن لم يتب بعد قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ) رواه عبدالله بن عمرو.
فاحذر أن تصبح أنت مكانه وهو يعافيه الله مما فيه فإن إحتقار العاصي في نظر المستقيم يعتبر إعجاب وغرور بالعبادة فلا تزكي نفسك لأنك مفتون في حياتك قبل موتك فالفتنة لا تأمن الأحياء أبدا وأكبر خطأ هو شخص مستقيم عندما يرى أصحاب المعاصي من المسلمين أنهم من أهل النار أو يقول لهم يا أهل النار هذا أكبر خطأ اعتقادي وهو باطل والأحسن الدعاء لهم بالهداية قال صلى الله عليه وسلم لشهداء أحد “(هؤلاء أشهد عليهم) فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألسنا يا رسول الله بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) فبكى أبو بكر ثم بكى ثم قال أئنا لكائنون بعدك؟” [4]كتاب الموطأ – الإمام مالك – ج ٢ – الصفحة ٤٦٢.
فهذا صحابي من المبشرين بالجنة وخاف على نفسه فما بالك نحن؟
قال تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص 56]
وللأسف هناك من لا يحسن النصح فتجده يهين المبتلى أمام الناس إلى غير ذلك فهذه تسمى فضيحة وليست نصيحة لأن النصيحة تقدم بالرفق واللين وحلاوة الكلام وحسن المعاملة والتوجيه الجيد مع السرية في الإرشاد والهدف هو الدعوة إلى الله وليس تنفيره من الإسلام والسنة أما الخشونة ورفع الصوت والعنف و القسوة ووو..إلخ كلها لا تجلب منفعة.
مساحة إعلانية
طرق التوبة
التوبة لها طريقتان:
الأولى قطعية والثانية جزئية، فالقطعية أحسن أي بمقاطعة المعصية مباشرة أما الجزئية فهذه تكون بالمجاهدة مع النفس “على الطول”. مثلا شاب يتعاطى السجائر كل يوم علبة بعشرين سيجارة نقول له قلص السجائر إلى عشرة في الشهر الأول وفي الشهر الثاني قلص الفارق إلى خمسة والشهر الثالث لن تتعدى السجارتين وفي الشهر الرابع سيجارة واحدة وآخيرا الشهر الخامس بدون أي سجارة بإذن الله وهكذا في كل المعاصي والمحرمات.
قال تعالى (. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور 31] الله عز وجل طلب منا جميعا التوبة ولم يخصص التوبة للعصاة فقط اللهم إنا نسألك الهداية والتوفيق في التوبة والسداد لما تحب وترضى.
تارك الصلاة تكاسلا يسأل ويقول أنا لا أستطيع أن أصلي، أو أصلي أحيانا وأتركها أحيانا أخرى نقول له حاول أن تداوم عليها أولا لأشهر ثم حافظ على وقتها مع الجماعة وأخيرًا اخشع فيها وستتعود على الصلاة كما تتعود على أكل الطعام بشكل يومي إن شاء الله.
الغفلة والتفريط
الإنسان غافل عن الآخرة بتفريطه في العبادة رغم قلة بقائه في الدنيا وهو يهتم بجمع المال والولد وينسى جمع الحسنات التي لا تفنى غافلا عن الموت مع الإفراط في المعاصي والمحرمات مدمنا على الشهوات ساهيا لاهيا بالملذات لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر.
قال صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة) حديث صحيح.
ما أعظم الإسلام تؤجر على توبتك وتدخل الجنة بصدق النية بقول واحد قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى 25]
الخاتمة
قال صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ) رواه الأغر المزني أبو مالك.
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام (مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه) رواه أبو هريرة.
وقال أيضا (إنَّ اللهَ يَقبَلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ [5]يغرغر أي خروج الروح منه) رواه عبدالله بن عمر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
شعيب ناصري
(الطريق إلى التوبة)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم : 4/122 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه ، ولم يسمع منه | التخريج : أخرجه ابن ماجة (4250 )، والطبراني في ((المعجم الكبير )) (10/ 150) (10281 )،والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (108 ). الدرر السنية |
---|---|
↑2 | الراوي : رجل من أهل البادية | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند. الصفحة أو الرقم : 1523 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
↑3 | شرح كتاب التوحيد لإبن عبد الوهاب رحمه الله صفحة 161 |
↑4 | كتاب الموطأ – الإمام مالك – ج ٢ – الصفحة ٤٦٢ |
↑5 | يغرغر أي خروج الروح منه |