رواد أدب الطفل العربي

أمير الشعراء “أحمد شوقي”: رائد سباق

لعل أدب الطفولة عند العرب قد بدأ على يدي أمير الشعراء «أحمد شوقي» (1868 – 1932) الذي جمع بين الثقافةً العربيةً والفرنسية. فبدأ ممارسة الكتابة للأطفال ودعا الأدباء إليها: «وجربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب لافونتين الشهير. وفي هذه المجموعة القصصية التي صدرت عام 1898 شيء من ذلك. فكنت إذا فرغت من وضع أرجوزتين أو ثلاث، أجتمع بأحداث المصريين وأقرأ عليهم شيئًا منها، فيفهمونها لأول وهلة ويأنسون إليها ويضحكون من أكثرها، وأنا أستبشر لذلك. وأتمنى لو وفقني الله لأجعل للأطفال المصريين مثلما جعل الشعراء للأطفال في البلاد المستحدثة منظومات قريبة المتناول يأخذون الحكمة والأدب من خلالها على قدر عقولهم». وخصّ “شوقي” الحيوان والطير وغيرهما، بثلاثة وخمسين “مثلًاً خرافيًا أو حكاية شعرية”. مطوعًا عمود الشعر في صورته الحديثة للشعر التعليمي والتأديبي. ومُستوحياُ نمط قصص “كليلة ودمنة”، وحكايات “لافونتين”. ومتخطيًا الترجمة إلى إبداع الديباجة العربية لحكايات الحيوان مستفيدًا من ترجمة “عثمان جلال”. ولقد نظمها “شوقي” بأسلوب تستشف منه جوانب “الحكمة، والخبرة، والنقد الأخلاقي والاجتماعي، والتوظيف الرمزي للتأديب والتهذيب”. كما تكتسي، أحيانًا، بمسحة “طريفة، سّاخرة، ضاحكة” مصبوبة في صورة شعرية. رواد أدب الطفل العربي

رواد أدب الطفل العربي
اندبندنت عربية

وحظي “الثعلب” (بنصيب الأسد)، فكان أكثر الحيوان ذكرًا في قصصه (9 قصائد). ذلك أن أمير الشعراء “شوقي” يراه (وأمثاله ممن ينتهجون نهجه من البشر) رمزًا للخبث والمكر والخديعة. تلي الثعلب “الحمار” (6 قصائد)، ثم “الأسد، والكلب، والشاة” (5 حكايات لكل). ومن الطير كان للديك/ الدجاج، في “حكايات “شوقي” (3 عناوين)، أما “الغراب، والحمام، والعصافير” (قصيدتان لكل)، بينما ذُكرت “النملة” في ثلاثة حكايات (أحمد شوقي: الشوقيات، الجزء الرابع، المكتبة التجارية الكبرى بمصر، 1983م). وما استخدامه الحيوانات والحديث باسمها إلا دلالة واضحة وذكية منه على فهم نفسية الطفل. وتبقي حكايات “شوقي” رائعة. شكلًا ومضمونًا. لغة شعرية راقية، وغنائية طافحة، وأسلوبًا وصورًا متميزة، و”توظيفًا رمزيًا” للحيوان والطير واضحًا باهرًا. توظيف يأتي من باب “الإسقاط” (الذاتي/ الجمعي)، والتعزيز بالموروث الشعبي/ الفكاهي/ الساخر، ولإثبات الكفاءة والمقدرة وسعة الاطلاع. لقد جاءت سهلة النظم، غنية المعني تحمل في طيّات أبياتها إيماءات ذات مغزی. إنها تقطر بالحكمة، والعظة والعبرة من خلاصة الحياة، وعمق المعاناة، وعصارة التجربة.

إقرأ أيضاً:  إنفجار السيارة بسبب الحر الشديد - هل هذا ممكن؟!

مساحة إعلانية


محمد الهراوي “شاعر الأطفال” – رواد أدب الطفل العربي

كتب أمير الشعراء “شوقي” لصديقه الشاعر والأديب “خليل مطران” يناشده السير معًا في هذا النوع من أدب الأطفال. لكن “مطران” ترك ذاك لـ”شوقي” إلا أن ظهور “محمد حسين محمد الهَرّاوي (1885 – 1939) جعل هذا الأدب يرتفع للأعلى. فكان هذا الأديب المصري من الأوائل الذي أبدعوا في أدب الأطفال بحكايات شعرية. وتنوعت موضوعاته وأهدافه بين التسلية والمتعة والتعليم وتنمية الوعي لدى الأطفال. وذلك عبر الشعر التعليمي والأغاني والتمثيليات والأناشيد.ولقد حرص على نظم الشعر بالفصحى لكنه اعتمد اللغة السهلة السليمة بتركيبة طريفة تسهل على الطفل حفظه. ومن أعماله: سمير الطفل للبنين، الأجزاء 1، 2، 3، (1923)، سمير الطفل للبنات، الأجزاء 1، 2، 3 (1923)، وكتاب في الشعر التعليمي بعنوان: «سمير الأطفال» (1923)، وكتاب في أغاني الأطفال مزود بالعلامات الموسيقية والصور الملونة بعنوان: «شمس الضحى» (1938). وعدد من التمثيليات الشعرية للأطفال منها: الذئب والغنم (1926)، و”بائع الفطير” (1928)، و”حلم الطفل ليلة العيد” (1929). ومن المحفوظات الشعرية للأطفال: «تن تن – بلابل الشجر – تحية للجنود – القطار». وله شعر تعليمي منه: أنباء الرسل (1929)، و”ألف ياء” (1937). ومجموعة أناشيد للأطفال منها: نشيد مصر القومي (1920)، و”الطفل الجديد” (1926). وكرّمه أدباء لبنان عام 1933. وفي العيد المئوي لميلاده أقيم مهرجان في مصر اضطلع به المركز القومي لثقافة الطفل.

“كامل الكيلاني”. أبو أدب الطفل العربي

امتدت قامة أدب الأطفال بعض الامتداد على يدي الأديب المصري “كامل الكيلاني” (1897-1959). وتوزع إنتاجه المتميز الغزير (له أكثر من مئتي قصة) بين ما هو مؤلف، ومُترجم، ومُعرب. كما تنوع في موضوعات قصصه: شعبية وأسطورية وعلمية وعالمية (نشر عدداَ من الأساطير الهندية وبعض قصص شكسبير، وعددًا من القصص العلمية)، وما يتلاءم مع ذوق الناشئة. كانت أولي قصصه “السندباد البحري” (1927)، اتبعها بمكتبة كاملة للطفولة وأخرها “نعجة الجبل”. ومنها أيضًا: “مصباح علاء الدين” و”روبنسون كروزو” و”حى بن يقظان” و”نوادر جحا” و”شهرزاد” و”ألف ليلة وليلة”، و”الحمار القارئ”، و”السعيد حسن”، و”العرندس”، و”تاجر بغداد”، و”ابن جبير في مصر والحجاز”. وحفلت كتاباته ـ النثرية والشعرية ـ بمهارات رفيعة في القص والصياغة فضلًا عن جودة الموضوعات. ولقد أجاد ” الكيلاني” اللغة الإنكليزية والفرنسية، وترجمت كثير من أعماله إلى اللغات الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية. وكان هدف ” الكيلاني” الأساس هو إنشاء مكتبة للأطفال، لذا حياه أمير الشعراء “شوقي” بقوله:
يا “كامل” الفضل قد أنشأت مكتبةً

يسير في هديــــــها شيبٌ وأطفالُ
جمال طبـــــــــــعك حلاّها وزيَّنها
فأصبحتْ بجميـــــــل الطبع تختالُ

الكاتب “طاهر بن عبد الرحمن زمخشري” – رواد أدب الطفل العربي

برز “طاهر عبد الرحمن زمخشري” (1906-1987) من شعراء الاتجاه التجديدي في الأدب السعودي، وأحد الرواد المبدعين. شعرًا، وأدبًا، وإعلامًا. عمِل في عدة وظائف حكومية حتى استقر في دار الإذاعة التي ساهم في تأسيسها، وعمل بها (عام 1369هـ) مذيعًا، ومعدًا، ومراقبًا. وشاع لقبه “بابا طاهر” لاهتمامه بأدب الطفل، فاعد وقدم برنامجًا إذاعيًا يحمل الاسم ذاته. وأنشأ (1959) أول مجلة أطفال سعودية ملونة: “مجلة الروضة”. واستمرت حتي العدد 27 عددًا بتاريخ 12 مايو 1960م. ومن دواوينه: “أحلام الربيع” (1946)، و”همسات” (1952)، و”أنفاس الربيع” (1955)، وأصداء الرابية (1957)، و”أغاريد الصحراء” (1958)، و”على الضفاف” (1961)، و”ألحان مغترب” (1961)، و”حبيبتي علي القمر” (1962)، و”عودة الغريب” (1963)، و”معازيف الأشجان” (1976)، و”نافذة على القمر” (1978)، و”الشراع الرفاف” (1974)، و”إليها” – شعر، و”أغاريد المذياع” – شعر، و”أقوال مبعثرة” – شعر، و”العين بحر” – بحث حول ما نظمه الشعراء في العين (1970).

إقرأ أيضاً:  غياب العدالة في رواية صياد الملائكة

مساحة إعلانية


الشاعر المغربي “علال الفاسي”

يعتبر الشاعر والأديب “علال الفاسي” (1910-1974) من رواد أدب الطفل في المغرب العربي. قدم قصائد لرياض الأطفال في ديوان: ” رياض الأطفال”، وأناشيد منها: أنشودة الصباح، ووطننا المغربي وحوت قصائده جملة من القيم. وكتب قصصًا شعرية علي ألسنة الحيوان والطير كما فعل “شوقي”. كما أولي الأساطير المغربية اهتماماَ كبيرًا وصغها في حكايات شعرية حوارية كقصيدة “الناموسة والثور”، وقصيدة “الطبل والثعلب”، وقصيدة “المختار”.

الشاعر “سليمان العيسي” – رواد أدب الطفل العربي

بدأ الشاعر السوري “سليمان العيسي” (1921-2013) الكتابة للأطفال بعد عام 1967 وكان قبل ذلك يكتب للكبار فقط. ومن أشهر دواوينه “ديوان الأطفال” (1999) الذي يحفظ كثير من الأطفال العرب بعض قصائده. وفيه يخاطب الطفولة بقيثارة الطهر والبراءة، وهمسات الوفاء والحب، كما حرص فيه على استخدام اللفظة الرشيقة والسهلة، والموحية الخفيفة، ذات الإيقاع السريع الذي جعل من تلك القصائد أناشيد.بالإضافة إلى ذلك، أعطى “العيسى” في قصائده اهتمامًا بالصورة الشعرية الجميلة التي يسهل ترسيخها في ذهن الطفل، والتي يستقيها الشاعر عادة من واقع الأطفال، أو من أحلامهم وآمالهم. وكما قام “العيسي” بكتابة كافة النصوص الشعرية في كتب التعليم الابتدائي في سوريا. ومن أهم أعماله الشعرية الأخرى للأطفال: “فرح للأطفال”(2006)، و”مسرحيات غنائية للأطفال” (1980)، ، و”قصائد للأطفال”(1981)،”ما زالوا الواحة” (1985)، و”أغاني النهار”(1986)، و”أغاني المساء”(1986)، و”الشيخ والقمر” (مسرحية) (1987)، وكتاب الأناشيد (جزءان)، يضم الجزء الأول 200 نشيد ملحن، مع نوتاتها الموسيقية، بالاشتراك مع “كامل القدسي” (قُرابة نصف أناشيده لسليمان العيسى). ويضم الجزء الثاني اللوحات الغنائية والموشحات مع نوتاتها الموسيقية، و”أحكي لكم طفولتي يا صغار” (1993) (بالعربية والإنجليزية)، و”أغاني الحكايات” (2001)، و”كلمات خضر للأطفال”(2005) (بالعربية والفرنسية).

ومن أعماله النثرية للأطفال: “شعراؤنا يقدمون أنفسهم للأطفال” (1978)، و”وائل يبحث عن وطنه الكبير”، قصة نثرية نشرت في «أوراق من حياتي»، بالعربية والفرنسية (2003)، و”قصص نثرية من التراث”: “لبيكِ أيتها المرأة”، و”الحَدَث الحمراء”، و”ابن الصحراء”. وله قصص تمزج الشعر بالنثر: “الفرسان الثلاثة”، و”وضاح وليلى في وطن الجدود”، و”سِرْب البجع الأبيض”، و”قصتان من ألف وليلة وليلة”، و”علي بابا والأربعون لصًا”، و”علاء الدين والفانوس السحري”. ومن القصص المعرّبة: قصص بهيجة (27 جزءًا) (بالاشتراك مع بهيج البدين)، و”كل يوم حكاية” (28 جزءًا)، بالاشتراك مع “صلاح مقداد”، و”لكل حكاية لعبة” (100 قصة قصيرة)، 1994 م، بالاشتراك مع “صلاح مقداد”، و”شجرة ندى” (مجموعة قصص قصيرة) (1994)، بالاشتراك مع “صلاح مقداد”، و”أحلى الحكايات” (10 قصص)، بالاشتراك مع زوجته د.”ملكة أبيض”. كما له سلاسل عديدة هي: “الحديقة المعلقة”، و”قصص يحبها الجميع”، و”يُحكى أنَّ”، و”حكايات الجني المرح”، و”حكايات السلحفاة”، و”حكايات ملوّنة”، و”روائع من القارات الخمس”، و”مسرحيات عالمية للأطفال”، بالاشتراك مع زوجته. ويعتبر “العيسى” من مؤسسي “اتحاد الكتاب العرب” في سورية عام 1969 م. ونال العديد من الجوائز، وترجم كثير من أعماله إلي اللغات الفرنسية والانجليزية والروسية.

“عبد التواب يوسف” الأغزر إنتاجاَ لأدب الطفل

“عبد التواب يوسف” (1928-2015) كاتب ومؤلف متخصص في أدب الأطفال والناشئين. ويعتبر من أشهر الكتاب المعاصرين في هذا المجال. فقد تفرغ للكتابة للأطفال منذ عام 1975، وهو صاحب أرقام قياسية في إنتاجه الأدبي: ألف 595 كتابا في مصر و125 كتابًا في البلاد العربية، كما قدم بحوثا لدراسة ـدب الأطفال، وأعمالا إذاعية لهم. ومن بين مؤلفاته: “حكايات شهرزاد”، و”حكايات غير شعبية جدًا”، و”الساعة الضائعة”، و”حوار أم شجار أم نقار”، و”سحر النغم”، و”القط المثقف”، و”سلام الشجعان”، و”الكمبيوتر يحلل شخصية جدو”. وفي سلسلة “هيا بنا” صدرت له ثمانية كتب تشمل رحلات تعريفية للأطفال في كل من باريس وروما ولندن وبرلين ومدريد وجنيف وصوفيا وستوكهولم. وله سلاسل “معجزات الأنبياء”، و”السيرة النبوية”، و”تراجم أسلامية”، و”قصص دينية”، و”قصص وطنية”، و”قصص علمية”، “الفنون الجميلة”. واتسمت كتاباته بعذوبة الأسلوب ورصانته، ودقة المعلومات وجاذبيتها. وقد تميز بثقافته الواسعة والحرص على تقديم كل ما هو مفيد.

ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها جائزة الدولة في أدب الأطفال (1975)؛ جائزة اليونسكو العالمية في محو الأمية (1975)، وجائزة الدولة التقديرية في ثقافة الطفل (1981)؛ وجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي (1991)؛ وجائزة القوات المسلحة عن أدب أكتوبر (1992)؛ والجائزة الأولى في مسابقة أحسن كاتب للأطفال (1998)؛ وجائزة “سوزان مبارك” عامي (1999) و(2000)؛ مع وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ وجائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال (2000) عن كتاب “حياة محمد” في عشرين قصة، وجائزة الدولة التقديرية في أدب الأطفال (1981).

إقرأ أيضاً:  المجلات والصحافة العلمية العربية: العلم في متناول يديك

مساحة إعلانية


الكاتب “أحمد محمود نجيب” – رواد أدب الطفل العربي

أضاف الكاتب “أحمد محمود نجيب” (1928-2003) نحو 40 كتابًا معظمها قصص ومسرحيات للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية. وبعض الكتب العلمية والمترجمة منها: سلسلة قصص ” مغامرات عقلة الإصبع”، كتاب “مسرح العرائس”، وسلسلة” تمثيليات المسرح المدرسي”، وسلاسل قصص” مغامرات الشاطر حسن”. واختيرت قصته “مغامرات في أعماق البحار” لتدرس لطلاب الصف الخامس الابتدائي في مصر. واتسمت أعماله بسهُولة اللغة وصدُق الصور والمعلومات، والخبرَّة والأصالة. وكان فطنًا إلى ميول الطفل وحاجاته النفسيَّة والعاطفيَّة وقدرَاته اللغويَّة والعقليَّة. وله مجموعة من البحوث والدراسات عن أدب الأطفال نوقشت في عدد من المؤتمرات المحلية والدولية. وهو أول من ألف كتاب عن الأطفال موجه للكبار. وحصل على العديد من الجوائز والتقديرات منها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (1972)، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة (1989)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي (1991) مشاركة مع “عبد التواب يوسف” و”علي الصقلي”.

“محمد سعيد العريان”ومجلة”سندباد”

كاتب مصري (1930)، اشتهر بإصداره مجلة “سندباد” في عام 1952 وكان رئيس تحريرها لعدة سنوات. وألف الكثير من القصص المدرسية خلال مسيرته منها “الصياد التائه”، و”عروس الببغاء” و”أصحاب الكهف”. وله عدة مجموعات قصصية مثل “مدينة العجائب”، و”الصياد الساحر”، و”الصندوق الصغير”.

القاص “زكريا تامر” – رواد أدب الطفل العربي

ولعب الأديب السوري “زكريا تامر“(ولد عام 1931) دورًا كبيرًا في إكمال مسيرة أدب الأطفال وفي نهضتها. وتتشابه دوافعه للكتابة للأطفال مع دوافع “سليمان العيسي”. فقد اتجه للكتابة لهم بعد عام 1967، وكان قبل ذلك مهتم بالكتابة للكبار فقط. وكتب للأطفال حوالي 100 قصة مٌهتمًا بإبراز القيم الاجتماعية والأخلاقية والوطنية والثقافية في قصصه، وجاءت قصصه غنية من حيث المعنى والأسلوب واللغة. كما تميزت ببساطة اللغة والخيال الخصب بحيث يتمكن الطفل من عيش مغامرة من نوع ما وفي الوقت عينه استيعاب ما يطالعه والاستفادة من العبر. ومن قصصه المعروفة على نطاق واسع ومتعمدة في كتب مدرسية خاصة باللغة العربية: “لماذا سكت النهر؟ ” (53 قصة للأطفال) (1973)، بالإضافة إلى “قالت الوردة للسنونو” (18 قصة للأطفال) (1978)، وله 37 قصة للأطفال نُشِرَت في كتيبات مصوّرَة، (2000).

الأديب المصري “يعقوب الشاروني”

يعتبر “يعقوب الشاروني” (1931-) من رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي. ونسج صفحة رائعة ومتطورة في تاريخ أدب الأطفال من خلال الباب الذي كان يقدمه في جريدة الأهرام تحت عنوان “ألف حكاية وحكاية” منذ عام 1981م. وتميز أسلوبه بالبساطة والتشويق، وقد حقــّق آفاقــًا بعيدة المدى، سهولة وبساطة وتعليمًا. ولم يحصد “الشاروني” ثمرة نجاحه في سن متأخرة، بل ظهر نبوغه في وقت مبكر جدا، ومن أبرز ملامحها ترشيح توفيق الحكيم، ليعقوب الشارونى، في عام 1963م، ليحصل على منحة التفرغ للكتابة الأدبية. وحصل “الشاروني” على جوائز عديدة عن أعماله، وأهمها جائزة «أحسن كاتب أطفال». حصل عام 1960 على الجائزة الأولى لتأليف الرواية المسرحية من المجلس الأعلى للفنون والآداب – وزارة الثقافة – مصر، عن مسرحية “أبطال بلدنا”. وفي عام 1962 حصل على الجائزة الأولى للتأليف المسرحى من الهيئة العامة لفنون المسرح والموسيقى، وزارة الثقافة – مصر، عن مسرحية “جنينة المحطة”. وحصل عام 1981 على جائزة أحسن كاتب أطفال، من الجمعية المصرية لنشر الثقافة العالمية عن روايته ” سر الاختفاء العجيب “.

وفي عام 1998 حصل على جائزة أفضل كاتب أطفال” عن مجموعة مؤلفاته للأطفال “، من المجلس الأعلى للثقافة، وزارة الثقافة – مصر. كما حصل في نفس العام على جائزة الشئون المعنوية للقوات المسلحة في مسابقة الإبداع الأدبي للأطفال، عن كتابه ” أبطال أرض الفيروز”، الذي كتبت مقدمته رئيس المجلس المصري لكتب الأطفال. كما حصل أيضًا في العام نفسه على جائزة “السندباد”، من مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل، تقديرًا لدوره الرائد في ثقافة الأطفال. وفي عام 2002 حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مؤلف، في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال عن كتابه “أجمل الحكايات الشعبية “. كما حصل في نفس العام على جائزة “الآفاق الجديدة” من معرض بولونيا الدولي بإيطاليا لكتب الأطفال لكتابه “أجمل الحكايات الشعبية “. في عام 2005 حصل على جائزة التميز في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال – مصر، عن رواياته الثلاث: حكاية رادوبيس – أحلام حسن – الفرس المسحور. وفي عام 2007 حصل جائزة أفضل مؤلف في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال – مصر، عن روايته ” سر ملكة الملوك “، التي تستمد موضوعها من حياة الملكة حتشبسوت.

إقرأ أيضاً:  الطريق إلى التوبة والإخلاص فيها

مساحة إعلانية


الشاعر المغربي “علي الصقلي” – رواد أدب الطفل العربي

تتنوع إبداعات الشاعر والأكاديمي المغربي “علي الصقلي الحسيني” (1932- 2018) في شعر الطفولة فمنه القصص الشعري (ديوانان)، والأناشيد (ثلاثة دواوين)، والمسرحية الشعرية (المعركة الكبرى). ويذكر أن الشاعر “الصقلي” هو واضع النشيد الوطني المغربي. وحصل الراحل على جائزة المغرب الكبرى عام 1982عن مؤلفه “المعركة الكبرى”، وعلى الدكتوراه الفخرية من المهرجان العالمي للشعر الذي نظم عام 1984 بمراكش، وعلى جائزة الملك فيصل العالمية (1991) مشاركة مع الأدباء “عبد التواب يوسف”، و”أحمد محمود نجيب”.

الأديب السعودي “يعقوب محمد إسحاق”

يتقاسم “يعقوب محمد إسحاق” (ولد عام 1942) مع الأديب “طاهر زمخشري” ريادة أدب الطفل السعودي الحديث، ويعتبر من أهم كتاب الأطفال في السعودية، وشغل منصب رئيس تحرير مجلة (حسن) للأطفال التي تصدر عن مؤسسة “عكاظ” للطباعة والنشر. تخصص في مجال كتابة أدب الأطفال وبلغ مجموع ما كتبه (156) عنواناَ، وهو معروف بلقب “بابا يعقوب”.

الكاتبة “روضة فهيم الفرخ” – رواد أدب الطفل العربي

كاتبة أدب أطفال فلسطينية، ولد في عام 1946، كانت رئيسة مديري مؤسسة المنهل التربوية، وعضو في الهيئة الدولية لكتب الأطفال والشباب، لديها العديد من الكتب والقصص الخاصة بالأطفال مثل سلسلة حكايات علمية، حكايات بطولية للأطفال، سلسلة المسرح، سلسلة حكايات الغول، وسلسلة من قصص الصحابة، حازت على العديد من الجوائز والتقديرات، أهمها جائزة الدولة التقديرية لأطب الأطفال في الأردن سنة 1999.

الكاتب “طارق البكري”

كاتب قصص أطفال لبناني شهير، ولد في عام 1966. وكان مشرفاَ علي مجلة (كونا الصغير) التي تصدر عن وكالة الأنباء الكويتية (كونا. (ورئيسًا لتحرير مجلة براعم الإيمان التي تصدر عن وزارة ألأوقاف الكويتية. وكتب أكثر من 500 قصة وكتاب للطفل، وعدداَ كبيراَ من الأبحاث والدراسات الإعلامية والقصص الخاصة بالأطفال والكبار، وترجمت بعض الأعمال إلى الفرنسية والإنكليزية والروسية والكردية والبلغارية. ومن أشهر أعماله مجموعة الغابة الغناء، مجلات الأطفال العربية، 50 قصة قصيرة للأطفال، والأميرة كهرمان. وحصل على جائزة الملك عبد الله الثاني في مجال أدب الطفل عن إنجاز العمر. وحائز على الدرع الذهبي من جمعية الصحافيين الكويتية.

الأديب “العربي بنجلون” – رواد أدب الطفل العربي

كاتب أدب أطفال مغربي، ولد في عام 1974، حصل على العديد من الجوائز والتكريم من بينها الجائزة الأولى للعرض الثقافي في المهرجان المغاربي الأول لمسرح الطفل، له عدة مؤلفات خاصة بالطفل من أشهرها قصص من عالم الحيوان، وقصص تربوية للأطفال، وقصص طريفة للأطفال، وابن بطوطة معنا، وشعر أنغام الطفولة.

أ. د.ناصر أحمد سنه

(رواد أدب الطفل العربي)

إقرأ أيضاً:  قراءة في كتاب - رواية "يسمعون حسيسها" للدكتور أيمن العتوم


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

الاصطياد الاجتماعي

السبت أغسطس 26 , 2023
تمت قراءته: 3٬973 نعيش في عصر الإنفتاح الإجتماعي [1]الهدف من هذا المقال زيادة وعي الأنثى حول مفهوم الإصطياد الإجتماعي وكيفية حماية نفسها منهُ. سواء عبر وسائل التواصل الإجتماعي أم حضوريًا، فنضطر للمُخالطة والتفاعل والتواصُل مع الكثير من الأشخاص، وبعض هؤلاء الأشخاص يملكون عقلية الإصطياد، فما هي هذه العقلية؟ – (الاصطياد […]
الاصطياد الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة