الكلمة الطيبة

الكلمة من الممكن أن يكون تأثيرها كبير جدًا، حتى لو كانت كلمة مكونة من حرفين. وأحيانًا، تتكاتف الكلمات وتنشئ جملًا قادرة على كسر أو بناء إنسان. الكلمة الطيبة هامة جدًا.

الكلمة الطيبة
Britannicus

الكلمة الطيبة

يقولون إن “الكلام ببلاش” [1]مجانًا، ولكن أحيانًا يجعلنا الكلام ندفع ثمنًا غاليًا من خسارة شخص ما.

كنت أتعجب من حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- “أن الكلمة الطيبة صدقة”، ثم اكتشفت من الواقع أنها تستحق أن تكون صدقة.

لو لم تكن الكلمة بتلك الأهمية، لما حث عليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) [2]“الكلمةُ الطيبةِ صدقةٌ” حديث شريف رواه أبو هريرة – الدرر السنية.

وتأثير الكلمة ليس فقط من المجتمع المحيط، بل بالأخص الأشخاص القريبة منا.

الكملة الطيبة التى تأتي من الزوج إلى زوجته بعد تعب منها وعناء طوال اليوم، تكون كفيلة أن تربّت عليها، وتزيل آثار تعبها، وكأنها مسكن يزيل أثر الألم.

تكون كافية بجعل الابتسامة تغزو وجهها رغمًا عنها ورضًا من داخلها.

كلمة الشكر التى تأتي من الأبناء للأم، تجعلها تُسَرّ من داخلها، وكأن كلمة شكرهم هي شهادة تقدير أنها أنجزت على أكمل وجه.

كلمة الشكر لا تقلل أبدًا من شخصك، بل على العكس تزيد قدرك عند الطرف الآخر.

وتكرار الاعتراف بالحب بين الأحباب لا يقلل من قيمتك، ولا يؤدي إلى الملل. على العكس تمامًا، فهو يشحن طاقة الطرف الآخر حتى لا تصل لمرحلة الفتور.

كلمة تقدير من الأهل للأبناء، قوة دافعة للأمام؛ وكأن الأبناء يبذلون قصارى جهدهم، ولا يريدون مقابلًا غير تقدير الأهل.

وبالتالي، التقدير والشكر والكلمة الطيبة التي تأتي في زمانها ووقتها، هي عبارة عن طاقة إيجابية وقوة دافعة، تأتي من الطرف الأول للطرف الآخر.

إقرأ أيضاً:  إعادة شحن البطارية البشرية

الكلمة السلبية

أحيانًا تكون الكلمة لها قوة دفع للخلف، عندما تأتي من شخص لا يكلف نفسه عناء التفكير: كيف يكون تأثير كلامه على الشخص الآخر؟

من الممكن أن يكون لكلمة تأثير سلبي علينا، وتكون قوة تضعف الهمة والطموح.

ودعوني أعلن أن السخرية والاستهزاء لم تكن أبدًا لتدخل تحت بند “الهزار” [3]المزاح، ولكنها تحت بند التنمر.

مقولة “لماذا أنتِ سمراء البشرة وكأنك مثل فلان؟” وتتبعها ضحك، أو” لماذا أنت لست جميلة؟” وغيرها من الأسئلة الساخرة التى تجد نفسك غير قادرًا على الإجابة عليها؛ فقط يزداد بداخلك شعور أنك لست جميلًا أو أنك سيء المظهر.

وهذا الشعور يقوم ببناء كره داخلي لنفسك، ولا تريد أن تنظر للمرآة، وتحاول أن تبتعد عن نفسك قدر المستطاع.

أهمية الكلمة الطيبة

يقول الناس الكلام دون أن يعوا أنهم يعملون على هز ثقتك بنفسك، أو دون أن يعوا أن الله خلقنا وصَوَّرَنا في أحسن صورة، أو دون أن يعوا أن هذا يدخل تحت بند التنمر، ولا علاقة له بالمرح.

كلام الناس الذي يكون بآلاف الفولتات، ويشحننا بالطاقة السلبية التي تجعلنا بعد سماعه نجلس مجهدين من القيل والقال.

ولكن يجب أن نعلن شعار: “تبًا للناس!”

تبًا لكل من كان سببًا في تقليل عزمنا ومحو طموحنا. تبًا لكل من جعلنا نسهر في ليلة نتوجع من آلام. كلمة قالها وهو يضحك، ولم يكلف نفسه عناء التفكير في تأثيرها على الآخرين، ولكننا نحن لم نجد لها مسكنًا يزيل آلامها.

لنا حق اعتزال كل من يؤذينا بالكلام، فأذى الكلام أقوى وأسهل بكثير من الأفعال.

‏ونعلن شعار: “صوَّرَنا الله، فأحسن صُوَرَنا”، وليذهب إلى الجحيم كل من حاول هز ثقتنا في أنفسنا. ونعلن رضاءنا عن شكلنا
‏ورضاءنا عن نجاحنا في مجال ما، حتى ولو أعتقد الناس أن هذا المجال في نظرهم لا أهمية له.

لا أهمية له بالنسبة لهم ولكن هذا المجال هو حياتنا نحن وأهم من المهم.

آية السيد

 

إقرأ أيضاً:  انتقال الطاقة البشرية!!!


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


الملاحظات أو المصادر

الملاحظات أو المصادر
1 مجانًا
2 “الكلمةُ الطيبةِ صدقةٌ” حديث شريف رواه أبو هريرة – الدرر السنية
3 المزاح
⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

إجابات من كتاب الإسلام بين الشرق والغرب

الثلاثاء يونيو 1 , 2021
تمت قراءته: 1٬833 بمجرد الانتهاء من قراءة كتاب الإسلام بين الشرق والغرب [1]الإسلام بين الشرق والغرب هو كتاب ألفه رئيس البوسنة “علي عزت بيغوفيتش” أول رئيس جمهورية للبوسنة والهرسك … Continue reading، ستختلف نظرتك إلى كثير من الأشياء، وسترى جوانبًا مختلفة لم تكن تراها من قبل في الحياة بشكل عام. كتاب […]
الإسلام بين الشرق والغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة