على شفا حفرة
هل هي بداية النهاية لمسار البشرية والطبيعة، سؤال يطرح نفسه بشدة لما أصبحنا نراه ونعيش من حروب بأسلحة دمار. وبداية حروب بيولوجية وظهور أحداث متطرفة للطبيعة.
وهذه كلها أزمات وكوارث بدأت ملامحها تلوح في الأفق معلنة بداية نهاية وشيكة لمجموعة من الكائنات الحية ومن ضمن قائمتها الإنسان. فهل هذا مخطط بمحض الصدفة؟ أم أنه من صنع صانع أراد أن يجرب كل شئ على كل شئ، ليغير منظومة الكون بما يخدم مصالحه؟ أو هو عقاب من الخالق للخلائق بعدما ابتعدوا عن طريقه وعثوا في الأرض فسادًا وقتلًا وتجبًرا، وطغوا في البلاد ونشروا الفتنة بين العباد؟ أم هي نتيجة استهانة الإنسان بالطبيعة فكان رد فعل هذه الأخيرة عنيفًا؟
غضب الطبيعة – بداية النهاية
أعاصير. زلازل. إرتفاع في نسبة المحيطات. انهيارات جليدية. فياضانات. وأوبئة كلها كوارث أصبحت تتكرر كل عام تقريبًا وبصفة متسارعة وتودي بحياة الآلاف من الأرواح إن لم نقل الملايين كما هو الحال مع وباء كوفيد-19 هذا الوباء الذي لم يتضح مصدره بعد، فهناك من يقول أنه ناتج عن مصدر طبيعي وهناك من يرجعه لتجارب معملية متسربة، والذي لا زال مستمرًا في الفتك بالأرواح والانتشار بين البشر، ويطور نفسه بصفة مستمرة، وفي فترة وجيزة.
أوبئة قاتلة – بداية النهاية
فالعالم لم يسلم من الأوبئة على مر العصور وأخطرها الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 والتي أودت بحياة الملايين عبر العالم وكذلك ما شهده العالم في العشرية الأخيرة من أوبئة كسارس. وإنفلونزا الخنازير. وغيرها، والتي ظلت محدودة الانتشار، والتي كان أغلب مصادرها من الحيوانات كما يشاع. إذ أصبح انتشار هذه الأوبئة سريعًا والسبب هو الكثافة السكانية المتقاربة في المدن والحواضر وكذلك تطور وسائل التنقل بين الدول والمدن وارتفاع الكثافة السكانية للكوكب فأصبح العالم كعلبة كبريت متكدسة وإشعال عود ثقاب واحد يؤدي لاشتعال الباقي.
مساحة إعلانية
تطرفات مناخية
حتى المناخ أعلن حربه على الأرض فأصبحت بعض مناطق المعمورة تشهد درجات حرارة متطرفة وغير اعتيادية وتقلبات مفاجئة في الأحوال الجوية هذا إضافة إلى الفيضانات والأعاصير والزلازل والتي أصبحت بصفة دورية بمجموعة من البلدان تختلف باختلاف خطوط الطول والعرض.
بداية النهاية
إذن هل هي بداية نهاية حتمية للطبيعة والإنسان؟ أم أنها قفزة نوعية نحو عالم جديد تحكمه التكنولوجيا بتقنيات وعلوم جديدة؟
هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، والإجابة عنه ستكون في غضون العقود المقبلة وسيعيشها ويعرف حقيقتها الأجيال المقبلة بكل تفاصيلها بإيجابياتها وسلبياتها.
كما ستعرف حقيقة هذه الأوبئة المتتالية والتي أرهقت البشرية وأودت بحياة العديد منها وما مصدرها الحقيقي، لأن حقيقة الظهور المتسارع للأوبئة وتحورها السريع، هذا التحور الذي يتطلب سنوات عديدة، أصبح الفيروس يطور نفسه بوتيرة أسرع وهذه أمور ربما تثير الريبة والشك في المصدر الحقيقي لهذه الأوبئة.
تساؤلات مستقبلية
فبعد كل حرب لابد من ظهور ثورة صناعية وتكنولوجية جديدة وكلنا سمع عن الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر. ترى ماذا بعد الحروب البيولوجية المستقبلية؟ وما هو نوع الثورة التي ستكون بعدها؟ وهل ستقدم البشرية على مجاراة هذا النوع من الثورات الذي غالبًا سيكون في مجال التكنولوجيا الرقمية؟ أم أنها ستكون نهاية الإنسان والطبيعة؟ لأن الطبيعة والجسم البشري لا يقبلان التلاعب بهما وإلا سيقع اختلال كامل وشامل وسنتجه مباشرة من البداية إلى بداية النهاية.
إذن متى يجب علينا رفع الراية الحمراء ونعرف مدى الأخطار المحدقة بالإنسانية والطبيعة على السواء. وإلى أي حد سيظل الكائن البشري يتحدى نواميس الطبيعة بعجرفته التي سينقلب فيها السحر على الساحر وتبدأ بداية النهاية.
مع تحيات
سعيد لقراشي
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
تخرج سعيد لقراشي من الثالثة ثانوي بالمغرب. حاصل على دبلوم المحاسبة. كاتب سيناريو لمجموعة من الأفلام القصيرة عرضت على قنوات اليوتيوب. شارك في بعضها كممثل كما يعمل كمراسل لمجموعة من المواقع الإلكترونية.