اللغة حياة، وحياتنا لغة، ولغتنا العربية مجدُنـا وشرفنا، ورمز الأمة المعبر عن ثقافتها وحضارتها. ديوان آدابها، ووعاء علومها، وترجمان أفكارنا ومشاعرنا، ووسيلة تحصيل معرفتنا وخبرتنا، وسبيل تواصلنا واجتماعنا. فلا تستقيم حياتنا وثقافتنا إلا بها، شَرُفنا بالنطق بها، والانتساب إليها، والحدب عليها. ومن جوانب الحدب عليها. إلقاء الضوء علي موضوع تأثر اللسان العربي باللسان التركي كجانب من جوانب التواصل والتثاقف بين لغتين وثقافتين تفاعلتا عبر عدة قرون من الزمن. (تأثر اللسان العربي بالتركي)
اللغة كائن حي يتحرك، وإذا لم تـُرفد بأسباب الحياة فإن عوامل الفناء قد تتغلب عليها. لذا فالعربية تستجيب لحاجات المتكلمين بها. تلاقحًا، وتوليدًا، واقتراضًا من اللغات الأخرى كلما دعت ضرورة لذلك. فتوليد الألفاظ سواء أحصل بطريق الوضع، أم الاشتقاق، أم نقل الدلالة، أم الإقتراض هو مما لا تأباه طبيعة اللغات، بل يلبي حاجات الإنسان المتجددة، ومدي التواصل مع لغات الشعوب الأخري. وتوجد مئات الكلمات، والمفردات الحاضرة في اللسان العربي، وتلّون مختلف مناحي الحياة، وتعود لأصول تركية. أخذت، وعُرّبت، وحوّلت إلى ألفاظنا فصارت عربية.
ففي مجال “الألقاب” التي شاع استعمالها في كثير من الدول العربية: (أفندي Efendiّ) مشتقة من “أفندم” Efendim، وتجمع علي: (أفنديَّة)، ومعناها: “سَيِّد ذي ثقافة ولباس أوروبي. و”الحكيم” (بك، بيك، بيه). ويوجد لقب (آغا/ آقا) الدال علي “الأب/ العم الكبير/ الأخ الكبير/ السيد ذي الأمر والنهي/ رئيس الخدم”، و”لقب ذوي الفضل والسؤدد” (جلبي/ شلبي). أما “الحاكم” فهو (الخديوي)، و”الرئيس الأول”: (“باشا” أصله من “باش”)، ومن ثم تسمية (الباشكاتب) لـ “رئيس الكتّاب/ رئيس الوزراء”.
ومازل لقب (الباشا/ البشوات) متداولًا في بعض البلاد بصفة غير رسميّة، و” أمين المستودع/ وزير التموين” (الخازندار)، ويعني لقب (الختيار): “الشيخ/ العجوز/ المسنّ”، وتم اطلاقها علي شخصيات عربية (كالزعيم الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات”). أما “المعلم/ الخبير/ سائق سيارة” فهو (أسطى/ استا). أما مَـن صار “لا حَول له ولا قوة” فهو: (باش بازوق). كما توجد ألقاب نسوية من أصل تركي، حيث أُطلق علي “السيدة” لقب: (هانم)، والخالة: (تيزه)، و”الجدة”: (تيته)، والأخت الكبرى/ المدرّسة: (آبلا).
وشاعت في العربية ألفاظ أقوام، وأفراد، وأصحاب مهن تعود لجذور تركية، منها: “تتر” (تاتار)، و”تركمان” (تركمان)، و”شركس” (شركس)، و”أهل جمهورية البوسنة والهرسك” (بشناق أو بوشناق)، و”جماعة” (أوبك/أوبه) ومنها “منظمة أوبك”، و”الزمرة أو الطاقم” (طاقيم)، و”خليط بشري وقطاع طرق” (الأوباش)، و”العاطل عن العمل” (سرسري)، و”مهرج السيرك/ عابث/ سيء المسلك” (عكروت) وتكثر في مصر، و”السُمسار” (سيمسار)، و”محصل تذاكر” (كمساري)، و”الصاحب/ المُهمل في ملبسه وعاداته” (همشري)، و”الأستاذ أو المُعلم” (خواجه/ خوجه)، و”غلام/ جارية” (دادا)، و”مربية الأولاد” (دايه)، و”الطبّاخ” (عشّى)، و”حبر يهود” (حاخام)، و”مماليك خصيان يخدمون السلطان وحريمه” (طواشيه).
مساحة إعلانية
اللاحقة (جي) – تأثر اللسان العربي بالتركي
شاعت اللاحقة (جي) بالنسبة لألفاظ أصحاب المهن الشعبية والخاصة، وصارت معروفة في العربية مثل: “بائع الخضراوات” (خضرجي)، و”الكواء” (مكوجي)، و”صاحب الدكان” (دكانجي)، و”سائق العربة” (آرابه جي)، و”البستاني” (بوستانجي)، و”البوسطجي” (بوسته جي)، و”صانع الصابون” (صابونجي)، و”الصبّاغ” (بوياجي)، و”حارس مسلح ببلطة، أو الشرّير عمومًا” (بلطجي)، و”الخيّاط” (ترزي)، و”الوسيط التجاري” (قومسيونجي)، و”شوّاء اللحم” (كبابجي)، و”الطباخ” (سفرجي)، و”الحلواني” (حلوانجي)، و”حذّاء مختص بالأحذية الإفرنجية” (قوندره جي أو كندرجي) وأمست تدل على كلّ الحذّائين، “عامل المقهي”(قهوة جي)، و”صبي القهوة المكلف بالأراكيل” (أركلجي) وتدل اليوم على مُحضّر الأركيلة ومُدخنها، و”الصائغ” (جواهرجي)، و”كاتب” (يازجي، وهي من ياز أي يكتب)، ومنه اسم الشاعر اللبناني “ناصيف اليازجي”، وابنه الأديب “إبراهيم اليازجي”.
وتنتمي اللغة التركية إلى اللغات الهندو-أوروبية. وهي من الفصيلة الألطية الإلصاقية (agglutination) أي إضافة لواحق على الكلمة لتبيان المكان والحركة. وتتغير تهجئة اللفظة وفق قواعد عاملة وانسجام حركي، وقد يحدث أحيانًا تبديل صوتي. مثل هذه اللواحق قد تضاف إلى نهاية الفعل فتضفي عليه معنى الإيجاب أو السلب. وهناك لواحق خاصة بالأزمنة والضمائر ومثل هذه اللواحق تقوم مقام حروف الجر. ومن سمات التركية أنها لغة “فونيطيقية”، أي تكتب كما تلفظ. ولقد راجت صيغة اشتقاق الاسم المنسوب من التركية في كلمات عربية الأصل، ولا مرادف لها في التركية. فزاد متحدثو العربية لاحقة “جي” التي تفيد المهنة إلى كلمات جديدة: “طمعنجي”، و”فلسنجي”، و”طَبَلجي”، و”دمبكجي”، و”زمّرجي”، و”فرارجي”، و”فطايرجي”، و”تمرجي” الخ.
واستوعبت اللغة العربية مصطلحات في الصفات، والأحوال: “المستقيم الذي يتحدث بصراحة وصدق (دوغري)، و”يُراعي الخاطر” (خاطرشن)، و”ترف”(نزاكه/ نزاجه)، و”مُسرف” (فنجري) وتشتهر في مصر، و”عديم الأخلاق” (أدب سز)، و”كلمة للتشجيع” (عفارم)، و”الشجاع، البطل” (بهلوان، بهلوي، فهلوي، والأصل فارسي)، و”المنحرف، قاطع الطريق” (زعر، زعار، والمفرد أزعر)، و”مُقدم الفم واشتق منه الفعل بوّز واسم الفاعل مبوّز” (بوز)، و”غير مجرّب” (خام)، و”الطازج” (تازه/ طازه)، و”النحيف” (نازك)، ومنه اسم الأديبة العراقية الشهيرة “نازك صادق الملائكة”، و”الضعيف” (ضعيف)، و”الصبي الهزيل” (جربوع أو جربوعه)، و”الصحيح السليم” (صاغ)، و”المستقيم” (طوغري/ دوغري)، و”الغني” (زنكين أو زنكيل)، و”البليد الكسلان” (تنبل)، و”مرَتب ومزيّن” (آرسته أو ألسطه)، و”واضح بين” (آشكاره أو أشكرا)، و”إجبار أو عنف” (زور)، و”خالص صافٍ” (ساده)، و”متكبّر” (كُبرلي)، و”غير متناسب” (لوقه)، و”بلا فائدة” (نافله)، و”فارغ غير مثمر” (جلق)، و”التباهي” (فانطازيه)، و”التهيؤ للسفر” (سفر برلك).
عمق التواصل الحضاري
وتؤكد الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية والتركية على عمق التواصل الحضاري بين الشعبين. ففي مجال المعاملات اليومية. هناك كلمات، وألفاظ تستخدم في شتى نواحي التواصل اليومي: فلا يوجد” (يوك/ يوق)، و”أجر مُقدم سلفًا” (أياغ)، و”البقشيش” (بخشيش) ما يعطي – تكرمًا – لمن يقوم بآداء خدمة، فارسية الأصل دخلت التركية ومنها للعربية، bahsis). أما “الرشوة” (برطيل، براطيل) و”بالكاد” (آنجق)، و”أفّ” (أوف)، و”سباب قبيح” (بُشْت)، و”ربما/ لعل” (بلكه أو بركي)، “أيضا” (برضُه، birde)، و”يِهْ يِهْ” (يِهْ يِه)، و”ثابت أو مستقر” (تمللي)، و”فقط”(بس)،”حسن/ جيّد، وحلقة ذهبية للخلخال أو للزينة عامة” (برنجي)، و”نموذج للتعبئة” (استمارة) وتكثر في مصر، و”وثيقة رسمية لميلاد الشخص” (كوشان).
“مرسوم سلطاني” (فرمان)، و”سند تسجيل رسمي للعقار/ وثيقة شراء” (طابو)، و”تأمين” (سيغورطه)، و”الكسب غير المشروع” (أونْطه، عونطه من avanta، وتعني مجانًا)، ومنها (الأونطجي) أي “النصّاب”، و”وطأة القدم/ طبعة الابهام” (بصمة، وأصلها باصماق)، و”عشرة مليمات” (صاغ، صاغ سليم)، و”مجموعة من إثني عشر وحدة” (دزينة).
وفي الأماكن، والأزمنة: “سراي” (سراي)، و”سرداب” (سردابه)، و”سرادق” (شادر)، و”منصة الأمراء/ التجار”(مسطبة / مصطبة)، و”إدارة الرسوم والجمارك” (كمرك)، و”الإصطبل” (آخور ومنها ياخور)، و”محل الفواحش” (كرخانه)، و”الوقت” (وقت)، و”السنة” (سنة)، و”اليوم” (كون)، و”الساعة” (ساعة)، و”الدقيقة” (دقيقة)، و”الثانية” (ثانية).
مساحة إعلانية
في ألفاظ العمران
وتوافرت ألفاظ في الطرق، وسبل المواصلات، والعمران منها: “الطريق” (جادّه)، و”الأرض” (برّ) ومنها “برّ مصر”، و”الجسر” (كوبري) وتكثر في مصر، و”سير مُتعب” (مشوار)، و”حفرة”(جورة)، و”مساحة ألف متر مربّع/ قطعة أرض يمكن حراثتها في يوم واحد، وطولها أربعون خطوة، وكذلك عرضها” (دونم)، و”الباخرة أو القطار البخاري” (بابور، وأصل الكلمة vapeur)، و”سيارة / عربة” (آرابه)، و”عربة خيل”(تك)،”مركبة يجرها حصان” (حنطور)، و”الحصان الأعجمي الهجين للركوب والعمل، سريع المشي (إكديش)، و”حزام لتثبيت السرج على الدابّة” (حياصة)، و”ما يوضع على سرج الدابة للحمولة”(خرج).
“مرعى الخيل” (دشار من جشار، ومنها داشر بمعنى فالت)، و”قناة/ جدول/ كراسة للبيانات” (دفتر)، و”المركب الشراعي لنقل المؤن” (شختورة)، و”الغبار” (طوز)، و”الدخان” (تتن من توتون)، و”جليد/ جَمَد” (بوز)، و”الخزّان” (قازان)، و”صهريج” (صارنيج)، و”أنبوبة” (ماسوره)، و”الطلاء” (بوية، وأصلها بوياغ)، و”بلطة” (بالطه)، و”الجاروف للرفع اليدوي في البناء” (كوريك/ كريكأي)، و”آلة حفر مدببة الطرفين” (أزمة أو قزمة)، و”لوح خشبي يقف عليه البناؤون” (سقالة، وأصبحت إسكلة وتعني الميناء)، و”صحن كبير/ إناء للغسيل” (أروانه/ قروانه) وتنتشر أسماء أدوات المعمار في مصر.
وفي أثاث المنازل، والأمتعة: “قسم من بناء” (رواق)، و”السقف” (طوان)، و”شباك خارجي/ سيخ الشواء” (شيش)، و”سور السلم” (درابزين، تركي فارسي)، و”قطعة أثاث/ إطار السيارة” (دولاب)، و”أريكة”(كنبه)، و”لوح معلق لوضع الأشياء” (رف)، و”المطبخ” (مطبخ)، و”المائدة” (سفره)، و”خزانة حفظ الطعام” (نملية)، وأقرها مجمع اللغة العربية، و”الطنجرة” (تنجره)، و”صحن كبير للطعام/ للماء” (الطشت)، و”المقلاة” (طاجن، من أصل يوناني)، و”وعاء نحاسي للشرب/ طاسة” (طاس، فارسية الأصل)، و”الكأس” (كاسه)، و”إناء صنع القهوة” (كنكة)، و”الملعقة” (خاشوقة)، و”ملعقة كبيرة ذات ثقوب كمصفاة/ كبشة” (كفكير- كبجه)، “ميزان” (زنبرك)، و”الهون” (هاون)، و”الإبريق”(إبريق)،”إناء زجاجي” (برطمان)، و”وعاء فخاري” (برنية)، و”الوجاق” (صوبا).
و”المرجل” (قازان)، و”الموقدة” (أوجاق)، و”الكانون” (منقل)، و”المقلاة” (تاوه)، و”صاج” (ساج)، و”سطل” (چردل)، و”السرير، ومجلس الملوك، وصندوق الثياب” (التخت)، و”بيت المسافرين” (لوقانطه ـ لوكاندة)، و”غرفة” (أوضه/ أوده)، و”مرحاض” (أدبخانة)، و”البساط” (كيليم)، و”الحصير” (حصير)، و”المدّ / المقعد” (دوشك)، و”الفرشة” (ياتاق)، و”المخدة” (ياصدق/ ياصدقية)، و”غطاء السرير أو الحِرام” (جْرجْف ويلفظ شرشف)، و”المنشفة” (باشكير)، و”الخزانة” (دولاب)، و”الصندوق” (صندوق)، و”الأركيلة” (ناركِله)، و”ثقاب” (كبريت)، و”منضدة” (طربيزه)، و”كرسي/ منضدة صغيرة” (اسكمله)، و”تخت” (سرير)، و”برداية” (برده)، و”إطار الصور” (برواز pervaz) و”عشرة قروش، أو منفذ بالحائط للكهرباء” (بريزة) وتنتشر في مصر.
في المأكل، والمشرب – تأثر اللسان العربي بالتركي
ففي مجال المأكولات، والمشروبات: “مطعم” (يمخانه)، و”بصل مطبوخ بالطماطم” (يخني)، و”طحينة” (طاحين)، و”الطحين” (اون دقيق)، و”القشدة” (قيمق)، و”اللحم المشوي” (كباب)، و”اللحم المقلي” (قاورمه)، و”اللحم المُقدد” (باصدورمه)، و”لحم الضأن المشوي” (شيشلك)، و”أكلة من العجين واللحم واللبن/ “آذان الشايب” (شوش برك)، و”اللحم بالبصل أو جذع شجرة لتقطيع اللحم” (أورمه)، و”لحم الحمل” (أوزي أو قوزي)، و”دجاج” (طاؤوق)، و”كفتة، أكلة معروفة” (كوفته)، و”الحبوب التي تطحن مع اللحم” (برغل، burgul)، و”الشوربه” (چوربه)، و”ثريد” (ثريده)، و”المحشي بزيت” (يالانجي طولمه)، و”ورق العنب” (يبراق)، و”المحشي من أمعاء الأنعام” (سجق)، و”الباذنجان” (باطلجن)، و”الباذنجان بالطحينة والمتبّل” في اللهجة الفلسطينية (بابا غنوج)، و”توابل” (بهار/ بهارات)، و”القرنبيط” (قارنبيت)، و”البامية” (باميه)، و”السبانخ” (اسپانق)، و”اللوبياء” (فاصوليا)، و”الفريك” (فريك)، و”كعك/ خبز يابس” (بقسماط peksimet).
و”الحلوى” (تطلي)، و”كنافة/ حلوى رمضانية” (كُنيفه)، و”حلوى مثلجة/ آيس كريم” (دندرمة)، و”عصيدة”(آسيده)،”زلابية” (زُلوبيه)، و”بقلاوة” (باقلوا balkava)، “نوع من الكعك الصغير” (غْريبة)، وتكثر في مصر، و”العجينة المحشوة” (بوريكاس)، و”راحة الحلقوم” (لقوم)، و”طرطور” (تراطور)، و”اللبن الرائب” (يوغورت)، و”جبن منزوع القشدة” (أريش/ قريش) ومشهورة بمصر، و”البرتقال” (بورتقال)، و”الليمون الحلو” (ليمون)، و”المخلل” (طورشي)، و”الخيار”(خيار)،”صفة الفلفل الأخضر” (أرناؤوط/ أرناؤوطي/ ألباني)، و”المقتة” (كوچك خيار)، و”الكستناء” (كستانه)، و”الكوز” (موز).
و”الفستق” (فستق)، و”الجوز” (جوز)، و”نوع فاكهة مجففة” (أراصيا أو قراصيا)، و”توت” (طوت)، إبريق قهوة (بكرج)، و”الزنجبيل” (زنجبيل)، و”ينسون” (أناصون)، و”قاقاو” (كاكاو)، و”البابونج” (بابونه)، و”مياه غازية” (كازوزه) وتكثر بمصر، و”نقيع مسكر” (بوظة)، و(نشادر، وهو مركب كيميائي”، و”أداة تدخين” (شيشه) ومنتشرة بمصر. وشاع “التعبير عن انعدام الأهمية/ ملح” (طظ / طز). ويروى أن العثمانيين فرضوا ضرائب بضائع التجار عدا (الملح). فكان التجار العرب إذا مروا علي المفتشين الأتراك يقولون لهم (طـز)! أي لا يوجد معنا إلا الملح. ومن ثم صار التجار يقولونها بهدف “السخرية” من المفتشين.
الملبوسات، والأدوات الشخصية
في الملبوسات، والأدوات الشخصية نجد الكثير من الكلمات منها: “أغطية الرأس” (قلباق/ قلبق/ طاقيه/ طربوش وهو معروف)، “شريط مطرز أو مخرم” (اويه)، وينتشر في أرياف مصر وصف (منديل بأُويه)، و”المعطف/ السترة” (بالطو/ كبوت)، و”الجاكيت” (صاكو/ساكو)، و”الثوب” (قفتان)، و”رقبة/ قبة الثوب/ ياءة” (ياقه)، و”فتحة جلباب بخمسة زراير”(بيشليك)،”السروال/ لباس النوم” (بيجاما، وأصلها فارسي باجامه)، “السراويل الواسعة” (شخشير)، و”محفظة” (جزدان)، و”صرة ملابس/ بؤجة” (بوغجه/ بقجة)، و”جعبة الصياد/ كيس الدراويش/ حقيبة صغيرة أو كبيرة” (شنطة، وأصلها “جنته” وهي فارسية الأصل).
و”سلسلة الساعة” (كوستك)، و”نظارات أو عوينات” (كوزلك)، وتروج في سورية، و”أسنان صناعية” (طقم)، و”المقص” (مقاص)، و”المحرمة”(منديل)،”منشفة” (بشكير، والأصل فارسي)، و”الشمسية” (شمسيه)، و”الجورب” (قالجين أو قلشين)، و”الحزام” (كمر)، و”الحذاء طويل الساق” (جزمه)، و”الحذاء الإفرنجي” (غالوش- قالوش)، و”مداس خفيف” (شبشب)، و”الكلسات” (جوراب)، و”الخفّ أو السرموجة” (پابوج)، و”الكندرة” (قوندره)، و”الأحجار الثمينة” (جواهر)، و”ألماس” (ألماز).
مساحة إعلانية
كلمات عامة، ومتفرقات – تأثر اللسان العربي بالتركي
فيما يتعلق بالألفاظ العسكرية والأمنية، وأدواتهما: “مرتبة عسكرية، قائد عشرة آلاف جندي” (ألوس/ ألوسي)، و”صف من الناس/ طابور” (تابور، ويضم ما بين 800-1000 جندي من المشاة، ورئيسهم “البكباشي”)، و”جنود الاستطلاع”(هوارة)، و”رتبة عسكرية/ الحاجب” (جاويش/شاويش)، و”نبطشي/ القائم بالعمل في دورة” (نوبتجي)، و”الراية” (بيراق)، و”حامل الراية”(بيرقدار)،”العـَلم/ اللواء” (سنجق، صنجق)، و”حامل اللواء” (سانجقدار)، و”العسكر الجديد في عهد السلطان “اورخان” (الإنكشارية)، و”مقدمة الجيش في العصر الأيوبي/ خصلة شعر في الرأس” (شاليش من جاليش).
و”مُقدم الطعام للجيش” (شربجي، جوربجي)، و”الثكنة العسكرية” (قشله)، و”مخزن/ صالة كبيرة” (عنبر)، و”مطعم/ ناد للضباط”(ميس)، و”مخفر الشرطة/ كراكون” (قره غول)، و”سنان البندقية/ الحربة” (سونكي)، و”الغدارة” (طبانجه)، و”خزانة الأسلحة” (ترسانه)، و”البارود” (باروت جبخانه)، و”نوع من البارود” (فشنك/ فشك)، و”الخرطوش” (خرتوج)، و”محفظ الأسلحة/ الأسلحة النارية” (جبه خانه)، و”أصفاد/ قيد/ كلاّب صغير” (كلبچه)، و”شنكل” (چنكل) و”كرباج أو سوط” (قِرباج)، و”وسام/ هدية العروس” (نيشان).
في الأمراض، والمُشكلات الصحية: “جريان البطن” (إسهال)، و”الضعف العام” (ضعف)، و”الهواء الأصفر” (قوليرا/ كوليرا)، و”الطبيب” (حكيم)، و”الجراح” (جراح)، و”الأحول” (شاشي)، ومنها فلان يعاني “شاش باش”، و”الكسيح” (سقط)، و”مستشفى المجانين”(مورستان)، و”منزل الشفاء، وأطلق على قلاع الجنود ومراكز اقامتهم/ غشلاق” (قيشلق).
ومن الكلمات العامة، والمتفرقات: “الفراغ/ فارغ” (بوش)، و”صحيفة”(جريده)،”الكتابة غير المقروءة” (خربشة)، و”لافتة”(يافطة)، و”الشمس” (خورشيد من أصل فارسي)، و”طابع البريد” (بُولْ)، و”إذن/ دستور” (دستور)، و”ضراط” (چارطه)، و”شفرة” (جفره)، ومادة صلبة شفافة/ بلاستيك (باغة baga)، و”نوع من الصفيح” (شاج)، و”طاولة اللعب” (طاوله)، و”مجيء الزهر بنقطة الأربع في لعب الطاولة” (دوباره)، و”خمسة/ ستة” (شيش بيش)، و”لعبة في ورق الشدّة”(بريدج)،”فرقة فنية”(جوقة)، ومقام موسيٍقي (اوغلم)، “ضبط الآلة الموسيقية” (دوزن)، و”قـُبلة”(بوسه)،”زهرة أو عطر” (بنفسج)، و”الأسد” (أرسلان وتلفظ رسلان وأصلان)، و”إخطبوط” (أختابود)، و”حيوان مفترس استخدمه العثمانيون لتحذير الأطفال” (دَد/دَدَه، وهو تركي فارسي)، و”مصباح ذو عروة من أعلاه”(فانوس).
في الختام – تأثر اللسان العربي بالتركي
عمومًا. تجلب الكلمات والمصطلحات المقترَضة (بفتح الراء) نفعًا للغة المقترِِِضة (بكسر الراء). حيث ترسخ هذه المقترضات في لسانها لأسباب وظيفية محضة، وحاجات تواصلية يومية. مما يشير إلي “دينامية لغوية” في المجتمعات المنفتحة المتميزة بتطور لغاتها أو تعزيز ثقافاتها وسبل تواصلها مع (الآخر). وتبقي لغتنا العربية من أغزر اللغات مادة، وأطوعها تأليفا، وأيسرها نهجًا في التعليم والتعلم، يتم تعلمها استماعًا واستعمالًا، قراءة وتخاطبًا، فتصير لسانًا عربيًا فصيحًا. إنها كلٌ متكامل، إرث ثمين لنا كما كانت ملكًا لأسلافنا، وهي عصّية علي العقم والجمود، لكن ينبغي التصرف بها ومعالجتها تصرف العاقل والواعي المحب المخلص، بلا مسخ لها أو تبديل لهويتها أو حَجر علي مستخدميها، أو قتل لها بالتشدد الجمود تارة، أو بالتحنيط والجحود أخرى، أو بالتراخي والإهمال. وتلك ثالثة الأثافي.
صفوة القول: من الحقائق اللغوية تواجد كلمات “أجنبية دخيلة” في اللغات عامة. لكن ينصب الإختلاف على “طبيعة الدخيل، وحجمه”. ويبقي أن تقويم لفظ، وتدقيق أسلوب، وإزالة لبس، ونحت مصطلح، وتيسير قاعدة نحو وصرف. هو في شرف اللغة العربية ليس بالشيء الكبير. كما إن إحياء الألفاظ، واستعمال الكلمات، وغزارة المواد، وتنوع الألفاظ، وسعة التداول، وتوظيف التراكيب، وإنشاء المعاني، ورصانة الاستعمال، وبلاغة النص، وتنويع البديع، وبراعة اللسان. هو التملًك الحقيقي لثروتنا اللغوية، وواجبنا نحوها.
أ.د. ناصر أحمد سنه
كاتب وأكاديمي مصري
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أ.د ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي من مصر، تخرج في جامعة القاهرة (1985)، ويعمل: أستاذًا ورئيسًا لقسم الجراحة – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. وقد بدأ الكتابة منذ نحو ربع قرن، وله أكثر من خمسمائة مقال (ثقافي متنوع) منشور.. ورقياً والكترونياً، وثلاثة كتب منشورة.