اعلم ان الناس أربع: رجل يعلم ويعلم انه يعلم فذلك العالم فاتبعوه.
ورجل يعلم ولا يعلم انه يعلم فذلك الغافل فنبهوه.
ورجل لا يعلم ويعلم انه لا يعلم فذلك المتعلم فعلموه.
ورجل لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم فذلك الاحمق فاجتنبوه. (كن واحد من ثلاث وإياك والأحمق)
لذا علينا جميعا أن نعى جيدا فى أى مرحله نحن ولأي نوع من الأربعة ننتمي حتى نستطيع أن نحقق أهدافنا وأن نصل لحل مشاكلنا بشكل واعى وشكل مدروس.
فعندما تكون فى خانة المعلم عليك بتقوى الله والإلمام بكل نواحي العلم الذي تنقله بشكل شامل ومتطور وتطلع على مستحدثات هذا العلم حتى يخرج من تحت يدك جيل قادر على نفع نفسه ومجتمعه.
وإن كنت فى خانة الغافل فعليك بالتواضع وترك المجال لمن يساعدك بان يوجهك لما فيه خيرك ومصلحتك ولا تكن عنيدا ولا مكابرا..
وإن كنت فى خانة المتعلم فعليك بالتأدب في حضرة معلمك والوعي بأن العلم هو ما سيرتقي بنفسك وفكرك من ظلمات والتخبط والعبث، فاترك لمعلمك المجال ليكون إشارة الضوء الحقيقية الهادية لك في ظلمة صحراء الجهل.
أما لو صادفت أخطر نوع وهو الأحمق فعليك أن تجتنبه فلا علم عنده ولا نصح ولا تواضع ولا فهم، وستجده متطفل وحشري ويدس بأنفه في حياة الجميع مخربا وناشرا لأفكاره السلبية الهدامة.
الحياة رحلة فيها محطات مختلفة من السعادة والحزن، من النجاح والاخفاق، من الصحة والمرض، من البسمة والدموع، ولكل محطة هاديها ومرشدها.
والإنسان السوي هو من يعلم متى يكون العالم ومتى يكون المتعلم ومتى عليه أن ينتبه من غفلته لينعم بحياة حقيقية، فليست هناك حياة سعيدة طوال الوقت بلا مشقة، وربما العثرات تعطى طعما للحياة إن تعلم الإنسان من أخطائه وإن اعتبر تجاربه خطوات في طريق تحقيق أهدافه.
يقول الفيلسوف الهندي المتصوف أوشو:
“كل ما في الوجود يرقص باستثناء الإنسان، الوجود كله في حالة استرخاء، الاشجار تزهر وتثمر، الطيور تحلّق في أعالي السماء، الأنهار تنساب نحو مصبها، النجوم تسطع، كل شيء يبدو وكأنه في قمة الاسترخاء.”
لا أحد مسرعاً، لا أحد ملحاً، لا أحد قلقاً، إلاّ الإنسان..
هل الإنسان ضحية عقله ؟!”
لذا على الإنسان أن يتفكر فى أهدافه بشكل سليم وواعى وأن يعمل على زيادة قدراته وإمكانياته بالعلم والبحث. فهناك أنواع من البشر تتطلع وفقط دون امكانيات ودون وعى، هم فقط ناقمين ومتطلعين لما في يد غيرهم.
وهناك نوع أخر فارغ لا يشغله شئ إلا اللهو وفقط لا ينفع المجتمع بأي شيء، بل أنه يأتي ويذهب وكأنه لم يوجد أصلا.
للنجاح فى الحياة علينا أن نعى جيدا أن الله عز وجل خلقنا لغاية ولسبب للعبادة ولإعمار الأرض.
ندا محمود حماد
(كن واحد من ثلاث وإياك والأحمق)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
د. ندا حماد من مصر. حاصلة على بكالوريوس علوم ، ماجستير تأهيل نفسى وإرشاد أسرى ودكتوراة مهنية صحافة وإعلام ، مدرب معتمد ، أخصائى تطوير وتعديل سلوك ، لايف كوتش ، مقدم ومعد برامج إذاعية .