منذ ما يقرب العامين، بدأت العمل على مشروع له شأن بقضايا المرأة، مما تتطلب التعمق فى قوانين وهيئات تمس حقوق المرأة، سواءً بشكل مباشر أو غير ذلك. (قانون الأحوال الشخصية)
قصص “السوشيال ميديا” وقصص أرض الواقع
وكان من البديهي أن تلفِت الأنظار للوهلة الأولى قصص “جروبات الفيسبوك” ومجتمع “السوشيال ميديا” بشكل أوسع. ولا أخفيكم سرًا، كنت دومًا أضع فى الحسبان المبالغة، وأنه ربما كثير من القصص ليست كما تبدو بكل تلك القتامة.
فقررت التعامل مع بعض القصص مباشرة عن طريق بعض من المحاميات المهتمات بالأمر، وبالطبع كان لتلك المساحة من هبة تُعَرِّفُك الحدث في أوج اشتعاله، وبعد مرور الوقت، ومن أفراد عدة. فيمكنك سماع القصة الواحدة من ثلاثة مصادر على الأقل.
ومع بشاعة بعض القصص فى تفاصيلها، ومدى قسوة الأمر على الطرف المستضعف، غالبًا (المرأة)، إلا أن ما لفت انتباهى وأثار اشمئزازى أكثر، هى حكايات الذكور بأنفسهم، واعترافهم المُغَطًّى بالفخر فى أغلب الوقت. فنحن فى مجتمع يتسابق فيه ذكوره على طرق قهر وإهانة المرأة، سواءً كانت زوجته أو أخته أو أيا كان مسماها له، فهي امرأة وهذا يكفى لإذلالها.
ومع طول مدة العمل فى هذا المشروع، وبدء التعرف أكثر على ما يُسمى جلسات الصلح، أو مقابلة من يسمون (حكم من أهله وحكم من أهلها)، بدأت فى الغوص مع رؤية المجتمع للأحداث، وكيف يتعامل مجتمعنا بأكمله مع تلك الكوارث كما أراها.
ومع جرأة الذكور فى التباهى بجرائمهم المكتملة الأركان فى حق المرأة، كان بديهيًا ألا تُفاجئني نظرة المجتمع وموقفه من الأحداث!
قانون الأحوال الشخصية.. تطبيق الشرع؟!
وعندها قررت التوغل فى أسباب ذلك -التى يجب الإفراط فى التعبير عنها في موضع آخر لاحقًا-، لِأَجِد من أهمها ما يُسمى “قانون الأحوال الشخصية” [1]طبقًا لتعريف قانون الأحوال الشخصية وبيان ما تعنيه فإن قانون الأحوال الشخصية هو مجموعة القواعد القانونية … Continue reading، الذي يرتكز على كارثة ادعاء تطبيق الشرع، والشرع منه برئ، فلا شرع يُضَيِّع الحق ويُعلى الجبروت.
هذا المسمى بقانون الأحوال الشخصية، ليس فقط يضيع حقوق المرأة، ويساند إذلالها، بل إنه يُنشئ جيلًا كاملًا من المُرتزقة المدعين الرجولة، فهو يُعلمهم كيف تؤكل الحقوق، وكيف يتنامى الشر ونتباهى به فى ظل القانون.
أكثر ما يجعلنى أتعجب الآن، هو لِمَ نُحارب الإرهاب، ونحن من نُنشئ له جيل المرتزقة الجاهز للتجنيد، بفكر مريض نشأ على تعلم أكل الحقوق؟!!!
نعم، لذا قانون الأحوال الشخصية أمن قومى، هو لا يبحث فقط فى حقوق المرأة، بل إنه يدعي طائلة الشرع، ويُربى جيلًا من مُدعي الرجولة، بفكر أسوأ من ادعاءات مفكرى الإرهاب.
الواقع يخبر أن من يدافع عن الحقوق، أيًا كان ما تسمونهم به، هم الأطهر بيننا.
من يقف لهذا الجزء الفاسد من المجتمع، الذى يُعلي أكل الحقوق، ويُحارب ذوي ألسن الحق، هم الأطهر دومًا. فتحية لكل امرأة ورجل لم تُسكتهم حروب المرتزقة عن كلمة حق.
#ندى_الصناديقي
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
ندى الصناديقي من مصر. تخرجت ندى من كلية العلوم بجامعة أسيوط، وكانت لها كتابات متنوعة منذ الصغر حتى أنها أسست نادى أدب بكليتها وساهمت فى بعض الحركات المجتمعية لتثقيف الشباب، ثم اتجهت بعد تخرجها للعمل الإعلامى، وهى تهوى القراءة والسفر.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | طبقًا لتعريف قانون الأحوال الشخصية وبيان ما تعنيه فإن قانون الأحوال الشخصية هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم علاقة الأفراد فيما بينهم من حيث صلة النسب والزواج وما ينشأ عنه من مصاهرة وولادة وولاية وحضانة وحقوق وواجبات متبادلة وما قد يعتريها من انحلال تترتب عليه حقوق في النفقة والحضانة والإرث والوصية. (ويكيبيديا) |
---|