النفاق الاجتماعي.. لكل مقام قناع!

النفاق الاجتماعي

أصبح النفاق الاجتماعي في عصرنا الحديث ظاهرة واسعة الانتشار يتقبلها البعض كظاهرة صحية وينظر إليها آخر كمرض خبيث انتشر في المجتمع انتشار النار في الهشيم فأصبح لكل شخص منا وجوهًا بدل وجه واحد كأقنعة يمكن أن تغييرها كلما استوجبت الضرورة والظروف لذلك…

النفاق الإجتماعي
Inc. Magazine

القناع الاجتماعي

فمثلًا قناع البيت وبين الأسرة يجب أن يكون مرسومًا وموشومًا بالجدية والإحترام والحب والوقار، حتى نرسخ مبادئ التربية الجادة والهادفة الممزوجة بالليونة والتسامح أحيانًا… وقناع الشارع يفرض على صاحبه الحزم والشجاعة وإتقان لغة الحوار السلبي أو الإيجابي حسب المواقف التي تفرضها اللحظة… وقناع العمل الذي يفرض الإلتزام بالمسؤولية وحس العمل الجماعي والتملق أحيانًا لرب العمل والسعي نحو الأفضلية لكسب مدخول جيد… هذه نماذج لبعض الأقنعة وغيرها كثير ولكل مقام قناع… عفوًا مقال…

قناع وسائل التواصل الاجتماعي

حتى وسائل التكنولوجيا الحديثة والإختباء وراء شاشات الهواتف والحواسيب المحمولة جسدت النفاق الاجتماعي وكذلك خلقت هوة عميقة بين الشخصيات الحقيقية والدخيلة.. فأصبح الأشخاص يصنعون لأنفسهم نماذج من ورق على صفحاتهم التواصلية… ينصحون… يناقشون ويعلقون… ويتواصلون.. ولكن حقيقة شخصياتهم الواقعية شئ آخر تماما بعيدا كل البعد عن الشخصية المرسومة على صفحاتهم الإفتراضية، وأنا لا أعمم ولكن الأغلبية لا تعكس الصورة الحقيقية التي لا علاقة لها بتلك المرسومة في العالم الإفتراضي. وهذا ما خلق لدى العديد انفصام بين الواقع والإفتراضي بل تعداه إلى النفاق في الصور الحقيقية وفبركتها حسب المتطلب… وهذا نفاق اجتماعي من نوع آخر…

القناع السياسي

من يجيد اللعب بالأقنعة وبدرجة عالية من الإتقان هم بعض السياسيين الذين يعرفون جيدًا متى وكيف يتلاعبون بالأقنعة والوجوه ويجعلون الناس يثقون بهم، ولكن ما إن يصلوا إلى الكراسي حتى يرتدوا أقنعة أخرى وتصبح هي أقنعتهم الرسمية، ولكل كرسي ومنصب قناعه فهناك قناع للوصول إلى المنصب شعاره خدمة الصالح العام، وهناك قناع لما بعد المنصب وهو خدمة المصالح الشخصية، وهذا هو الخطير في الأمر فهناك فرق بين أن تخدع شخص أو حتى عشرة وبين أن تخدع شعبًا أوصلك إلى هذا المنصب ووثق بك…

قناع الحب

وهنا لا أعمم فهناك فعلًا من يخلص ويحب من أعماق قلبه وهناك من يتصنع الحب ويرسمه فقط على قناع يرتديه على وجهه حتى يصل إلى مبتغاه وهدفه الحقيقي بعد ذلك ينقلب إلى وجهه الحقيقي، وهذا غالبًا ما يكون بين الفتيان والفتيات. ونصيحتي لكم لا تثقوا كل الثقة ولا تصدقوا كل ما تسمعوا فبيننا الكثير ممن يجيد اللعب بهذا النوع من الأقنعة ويجيد فن التلاعب به…

قناع الجريمة

حتى المجرم له طريقته التي يريدها وقناعه الذي يرتديه من أجل ارتكاب جرائمه باختلاف أنواعها.. وكذلك قناع البراءة الذي يحاول ارتداءه للهروب بفعلته، ولكن هيهات فلكل مجرم هفوته التي تكشف حقيقتة وبالتالي ينال جزاءه وعقوبته…

وجه بدون قناع لا يعرف النفاق الاجتماعي

القليل فقط من يتعامل بوجهه الحقيقي في جميع المواقف ويمتلك الجرأة ليظهره أمام الجميع وكما هو بمبادئه وأخلاقه إيجابية كانت أم سلبية؛ لأنه يثق بنفسه ولا يصطنع الوجوه والشخصيات والأقنعة، ويرسم بين الناس حقيقته كما هي دون تنميق أو نفاق لأن ثقته بنفسه فوق كل إعتبار، وصراحته على طرف لسانه وأفعاله لا يجامل ولا يكذب ولا يصطنع حتى يعجب الآخر..

مجموعة الأقنعة والنفاق الاجتماعي

أما الأغلبية فلكل منهم مجموعة من الأقنعة يستعملها عند اللزوم.. ليترك وجهه الحقيقي سليمًا معافى بعيد عن الصدمات لأنهم لا يملكون الجرأة على عيش الواقع كما هو ويرضون به ومثل هؤلاء لا يمتلكون حرية أنفسهم بل تجدهم مثل الحرباء يغيرون جلدتهم وأقنعتهم كلما دعت الضروة لذلك. تجدهم متخاصمين مع ذواتهم ويخشون الآخر أن يعرف حقيقتهم لأنهم يشعرون بالنقص تجاه أنفسهم… وهناك أنواع وأنواع من الأقنعة البشرية لا يبدو أن كل شخص منا واجهها يومًا… ولكل قناع.. مقال…

مع تحيات
سعيد لقراشي

 

إقرأ أيضاً:  حياتي ذكرياتي... ومستقبلي الآتي - مراحل الحياة (فلسفية)


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

تاريخ تطور السيناريو

الأثنين أبريل 26 , 2021
تمت قراءته: 4٬992 تَعرَّفْ على فن السِّيناريو الذي جعَل من مذاقِ الأفلام التي تشاهدها أبرع تشويقًا وأجزل توصيلًا للأفكار! فما هو تاريخ تطور السيناريو؟ اليك تطوّر بذرة السيناريو عبر التاريخ ● كان أوَّلَ عرضٍ سينمائي عبر التَّاريخ من طرف الأَخَوان “لوميير”، بتاريخ 28 ديسمبر 1885. ● في بداية الأمر، لم […]
تاريخ تطور السيناريو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة