التربية الروحية وأُسسها

قد تجد ولدا قوي الشخصية قلبه يحيى بالآمال الكبيرة فيثق في نفسه ثقة لا نهاية لها ويحس بالشعور المستقبلي كأنه بين يديه والدنيا تحت قدميه وهو قد يكون فقيرا لا مال لأبويه فنسأل أنفسنا ما سر هذا الغلام؟ (التربية الروحية وأُسسها)

التربية الروحية وأُسسها
Alterbia

التربية الروحية

إن التربية الروحية هي القدوة في المعاملة بين الفعل والقول وسلوك منهج المسؤولية كاملة فالجسد موطن هذه الروح وتستقر في كل عضو منه وتأثر على القلب والكبد فلهما دور هام فعودة انبعاث الحياة الروحية من جديد بنفس عميق تُسيره الدماء إلى الحرارة الإيمانية بالشيء ليؤمن بوجوده فتنتعش الآمال طولا لهذه الحياة٬ فالولد في صباه عقله يقوده إلى التقليد للحركة والمقولة حرفا بحرف ولقطة بلقطة فسعادته ليست في كنوز الدنيا ولكنها من ابتسامة تُسعده طوال اليوم فتجعل منه طفلا طموح إلى شاب قادر على الصمود.

وإن الحقيقة في هذه التربية تحتاج إلى محاسبة ومعاتبة بين الخطأ والصواب لتصحيح المسار ويتطلب هذا من كل شخص مسلم أن يتحدث مع نفسه قليلا من غير إظهار الألفاظ مثل قول كيف حال قلبي؟ ثم يُربّي نفسه بنفسه هل هذا حق أم باطل؟ وهل ما قلته لفلان أرضاه لنفسي أو أن يقال لي مثله؟ وهل ما فعلته صحيح؟ وهكذا تستمر المعاتبة والمحاسبة بين السؤال والجواب ومنها كقول لماذا أفعل أنا هذا؟ وما الفائدة بعد ذلك؟ وأين هي النتيجة؟ الخ.

والضمير يزداد راحة كلما تُصارحه أنت بالحقيقة المُرة هذه ينفتح على تقبل الحق والحقوق لأهلها فيستسلم الضمير ويُسلم المهمة تحت راية التطبيق الفعلي بالإرادة داخل الواقع الملموس.

إقرأ أيضاً:  من الظواهر السيئة

مساحة إعلانية


الأسُس المعتمد عليها:

فإن التربية الروحية لها أسس تُبنى بها ومنها القدوة والتقليد وكذلك المحبة والإتباع وأيضا نقاوة السريرة والطمأنينة ثم الرحمة والتأثير الإيجابي فهذه المراتب تكون مساهمة من جانب الاهتمام الروحي وتطهرها كما يطهر البدن من الأوساخ فصفاء الروح هي نقطة إيجابية في حياة المؤمن طوال مشواره في الدنيا فالجواب على السؤال ما سر ذلك الغلام في حياته التي تمتلأ سعادة من دون مال؟

ربما أنه عاش لذة الحياة بحقيقتها الكاملة مع عائلته في ظروف لم تختلط بالنفاق الأسري والكره العائلي والظلام الأبيض الذي تسكنه القلوب السوداء فاقتدى وقلد ثم أحب واتبع فلم يحمل في قلبه غلا لأحد ولا يعرف طريق الحسد والبغض ولا يبحث عن الشر وأهله فطمئن قلبه بثقة في الله ليس لها مثيل فعاش سبل الرحمة بين الأخذ والعطاء المتبادل فكانت نتيجة هذه التربية له تأثيرا إيجابيا في بقية مشوار حياته واعتاد عليها بعدها فصنعت في ذاته فردا صالح للمجتمع إن لم ينفع فيه لا يُسيء لأحد فمحاسبة النفس ومعاتبتها أولى من باب التغيير الإيجابي في الأيام القادمة فالمستقبل مجهول والقادم أفضل بإذن الله تعالى.

وإن التربية الروحية في الإسلام لها ضوابط شرعية ومنها الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في سُنته المطهرة ومحبته ومحبةُ الطاعة بحب الله فيها واتباع الكتاب والسُنة على المنهاج الصحيح عقيدة وكره المعصية والكفر وتمني الخير للمسلمين كما يتمناه لنفسه والعيش تحت راية الرحمة والتسامح بين الناس فهنا القلب سيطمئن لما هو آت من عند الله لأنك ستعلم حينها بأنك تسير في الطريق الصحيح.

بقلم شعيب ناصري

(التربية الروحية وأُسسها)

إقرأ أيضاً:  حسن الخلق


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

المشاعر يسيرها القلب أم العقل؟

الثلاثاء نوفمبر 22 , 2022
تمت قراءته: 889 من هو المسيطر على مشاعرنا أو كيف لنا القدرة في التحكم فيها والتغلب عليها هل التحكم في المشاعر يجردنا من الحب؟ بمنظورًا آخر نحن لا نستطيع التحكم في مشاعرنا ليس لنا سلطةٌ عليها فالقلبُ عندما ينبض، المشاعر تزدهر فيصعب التحكم بها وإن سرت بعقلك لتوقفها ربما رآك […]
المشاعر يسيرها القلب أم العقل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة