إن الأب هو الذي يزرع في قلوب أبنائه حب القرآن والصلاة وحسن الخلق ليعتادوا هم على ذلك فينشأ الابن نشأة حسنة في حياته. (الحياة بين الإبن والأب)
المدخل إلى التربية
إن التربية في الإسلام لها ثلاث مداخل وهي العموم والخصوص والروح.
- فالعموم أي الإهتمام كالتغذية والرعاية.
- أما الخصوص فهي التعليم والرقابة والحرص على الدعوة إلى الله.
- أما الروح فهي القدوة بالمعاملة والسلوك في الفعل والقول.
المبادئ الروحية
إن الإنسان الروحي أفضل بكثير من الإنسان الذي يعتمد على الجسد فقط في المعاملات ومنه الأب الروحي يكون بالأسلوب منه تبعث رسائل يفهمها الإبن من بعيد وتدفع الطرفين إلى الحوار الدائم لإيجاد حلا في المستقبل القريب تدفع الإبن للأمل أما الأب الجسدي هو الذي يعمل وينفق على أبنائه فقط ولا يهتم بهم لا من قريب ولا من بعيد.
الحياة السعيدة – الحياة بين الإبن والأب
إن الصدق والصراحة في البداية بين الأشخاص الذين يتعاملون مع بعض تجعل الثقة بينهم تكبر دون أن يشعروا بذلك هم؛ صحيح أنه هناك أسرار لا يجب البوح بها حتى للأقرب منك لكن ما يخص الجماعة أو العائلة فمن الأحسن الصراحة في كل شئ والصدق معهم حتى وإن كانت في الخيبة والإحراج يجب أن يعلموا منك أنت لا غيرك فيسوء قولهم لك ويخيب ظنهم فيك وتزعزع الثقة بينكما حينها وكما أن صدقة القرابة فيها أجران فليجعلها الأب عادة لأبنائه فهي متعة السعادة فأطع أبنائك قبل طاعتهم لك.
مساحة إعلانية
أجر دائم
يقول أحد الفقهاء (لا تغفل عن تحفيظ إبنك سورة الفاتحة لأنك ستؤجر عليه وهو يصلي بها طوال حياته حتى وإن كنت في قبرك)
وهذا صحيح لأن الأغلبية يأخذون أبنائهم لحفظة كتاب الله ويبدأ الإبن من سورة الفاتحة والأحسن علمه الفاتحة ثم خذ بيده لشيخه.
كما أن دعاء الإبن الصالح لأبيه من بين الأعمال التي يؤجر عليها الأب في قبره ففي حياتهم نفع للوالدين وبعد موت الآباء منافع هذا إن كان الأب مسلما.
التقصير – الحياة بين الإبن والأب
غياب لغة الحوار في البيت هو المسبب الرئيسي للخلافات العائلية والأسرية والتشتت بين الأفراد في المجتمع ومنه غياب التوعية وضعف التفكير وتفكيك الأسرة وأزمة الأخلاق وتحطيم الشخص نفسه بنفسه نفسيا ومعنويا.
أسباب العقوق
لا يعصي الإبن أباه إلا بثلاثة شروط وهي:
- إن كان الأب عاصيا لأبيه فكما تدين تدان فإن لم يعصك الإبن فسيجلب لك المشاكل والمتاعب مع الناس.
- ثانيا إطعامه بالحرام وكسوته أيضا.
- ثالثا تربية الابن على حب المعصية كسماع الغناء والرقص وشرب السجائر.. إلخ.
مساحة إعلانية
البذرة – الحياة بين الإبن والأب
فإن البذرة في الأرض تحتاج إلى ماء وهواء فمن تركها ولم يسقها ماء فلا ينتظر منتوجا من الأرض وكذلك الأبناء فإنهم بذرة وماءهم هي الأخلاق تزرع في قلوبهم وهوائهم هي القيم تدخل في عقولهم.
فلا تنتظر معجزة إن لم تقدم السبب لها ومنه بعض الآباء يتدخل في حياة إبنه ماذا سيدرس وماذا سيعمل؟ اترك الاختيار له إن لم يعصي الله في اختياره وإن إهمال الأب لأبنائه في القوت وهو قادر على العمل فهذا آثم وقد يعقه الأبناء لهذا السبب فأنت مجبر غير مخير على رعايتهم في الضروريات فإن الإبن أنت تحاسب عليه يوم القيامة فإن ظلمته فيأخذ حقه منك كما تأخذ حقك منه إن ظلمك
التقليد – الحياة بين الإبن والأب
لقد كان أجدادنا الذين عاشوا فترة الاستعمار والثورة يعلمون أبناءهم القرآن والحفاظ على الصلاة والجهاد.. إلخ.
أما أبنائهم وهم آبائنا اليوم الذين عايشوا الإستعمار حتى زمن الإستقلال أكثرهم قاموا بتطبيق نظام المستعمر في بيوتهم علينا واستعملوا القوة قبل كل شئ التي تبدأ بالعنصرية والعنف فجاء جيل آخر وهم شباب هذا العصر بعد أن عاشوا الإرهاب في الجزائر أيام التسعينات لما تزوجوا قدموا لأبنائهم كامل الحرية فنحن اليوم نرى أبناء القرن الواحد والعشرين يقلدون الغرب في كل شئ ولا أحد يتدخل من والديه سراويل ممزقة وقزع وقصات الشعر الغريبة والله المستعان فلا العنف يجدي نفعا ولا الحرية تعطي أملا.
فيجب التوسط لكل ذي حق حقه فإن موت بعض الآباء نعمة من الله على الأبناء الذي يقسو على الإبن ويحرمه من طفولته ويظلمه ويطرده إلى الشارع ليبيت جوعا في الليل وهو في سن العاشرة من عمره كيف سيترحم هذا الإبن على أبيه بعد موته وهناك من يتزوج بعد وفاة أم أبنائه فيجعل من أبنائه خداما لزوجته الثانية والله المستعان.
بقلم
شعيب ناصري
(الحياة بين الإبن والأب)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.