نعيش في سباق مع الزمن وكأن من يفوز منا سوف يحصل على الميدالية الذهبية ولا نعي الحقيقة بعد أننا في حاجة ماسة أحيانا لوقت مستقطع وليس وقت بدل ضائع، في حاجة ماسة للانخراط في الهدوء النفسي والسكينة لبعض من الوقت
من قال أننا لسنا في حاجة للراحة؟ للراحة من العمل؟ من الروتين اليومي؟ للراحة من كل ما يستنفذ طاقتنا؟ (وقت مستقطع)
وكأن حياتنا عباره عن عدة مباريات نحتاج بين كل مباره وأخرى وقت مستقطع كي نستعيد طاقتنا ونستطيع أن نكمل باقي المباريات.
يمكنني أن أعلن الآن أن سبب وصولنا لمرحلة انعدام الرغبة هو عدم الاستراحة بعد كل مرحلة مما أدى لوصولنا لمرحلة فقدان الشغف أحيانا.
نحتاج وقت مستقطع كي نشحن طاقتنا الإيجابية ونتخلص من تراكم الطاقة السلبية مع مرور الوقت، نحتاج ذلك الوقت كي نتنفس الصعداء ونشعر بالحيوية مرة أخرى.
الإجازة من العمل لا تستنفذ رصيد وقتك وإنما تجعلك مهيأ نفسيا للإبداع عندما تعود.
نحتاج على الأقل يوم نبتعد فيه عن كل شيء، يوم على الأقل نستمتع فيه بكل شيء ونترك كل شيء وراءنا وكأن الغد لن يأتي، لا نفكر في العمل او غيره.
كل ما نفكر فيه أننا نريد بل نستحق الاسترخاء لبعض من الوقت ونعلق لافتة مكتوب عليها اتركونا لبعض من الوقت لكي نلملم شتات أنفسنا ونشحن طاقتنا مرة أخرى.
وأحيانا لا يكون الوقت المستقطع فقط في العمل والجهد والدراسة، أحيانا نريد في العلاقات وقت مستقطع أيضا، وقت نبتعد فيه قليلا كي نقيم الأمور وكأننا لسنا أبطال الرواية، وكأننا قارىء ينتقد الكاتب.
مساحة إعلانية
تقييم الأمور من بعيد أحيانا يسمح لنا برؤيه ما لا نراه من قريب مثل الصور عندما تنظر إليها من بعيد تجدها مليئه بالتفاصيل وعندما تقترب ترى كل تفصيله على حد بوضوح.
دعوني أعلن أننا أيضا نحتاج أحيانا وقت مستقطع في المشاعر!
نـكُف عن قول أننا بخير طوال الوقت ونعلن بكل ثقة أننا لسنا بخير، ونترك تلك الدموع تنهمر بعد أن طال منعها ونترك لها حرية الإنهيار.
نترك الطاقة الإيجابية والهدوء الذي نبذل قصارى جهدنا يوميا كي نحافظ عليه طوال الوقت.
نعترف بغضبنا وبعصبيتنا وبكل المشاعر السلبية التى تعترينا وطال منعها من الخروج.
نعترف ونتركها تأخذ مسارها، نكُف عن الكتمان والتمثيل فليس هناك من هو إيجابي طوال الوقت وليس هناك من هو بخير طوال الوقت.
يجب أن نترك للمشاعر حريه التقلب والتغيير كي نشعر أننا إنسان حي ولسنا إنسان آلي.
كي نفوز في مباريات الحياة كل ما نحتاجه وقت مستقطع وليس وقت بدل ضائع.
فالحياة ليست مباراة كرة قدم تحتاج وقت بدل ضائع كي تسجل هدف الفوز وإنما تحتاج الحياة وقت مستقطع تحدد فيه الهدف ومن ثم تسجيله.
آية السيد
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
آية السيد من مصر، طالبة في كلية طب بنات الأزهر بالقاهرة.
