القواقع الصالحة للأكل.. زراعة المحار

منذ زمن بعيد، تشكل القواقع – وبخاصة لسكان المدن والبلدان الساحلية – غذاء لذيذاً، ودواء مفيداً. وعبر كثير من البحار، والمحيطات، والخلجان، ومصبات الأنهار.. توزعت تجمعات طبيعية كبيرة من هذه القواقع. أما اليوم فيتم استزراعها، وتربيتها في أحواض خاصة كونها تشكل تجارة رائجة لقيمتها الغذائية العالية. (القواقع الصالحة للأكل.. زراعة المحار)

القواقع الصالحة للأكل.. زراعة المحار
Amino Apps

تشمل شعبة الرخويات (Mollusca‏) عدة طوائف أهمها: طائفة القواقع/ البطنقدميات Gastropoda، وطائفة المحاريات ((Ostreidae/ Pelecypoda. ولجميع الرخويات صفات مورفولوجية مميزة فلها: أقدام، وأجسام، وبرانس، وخياشيم، وأصداف مختلفة الأشكال والألوان.

وهذه الأخيرة يفرزها البرنس وتكون ذات مصراعين أو ذات مصراع واحد. ويعيش المحار ملتصقاً بكائن في الماء. وتختلف طرق جمع القواقع والمحار الطبيعية وفقاً لتجمعاتها المكشوفة أو المغطاة في المياه الضحلة. فإما سيراً علي الأقدام وتخليصه (بآله حادة) من المكان الذي يلتصق به، أو بواسطة جاروف/ أنبوب وآله شفط يجره مركب صيد الخ. ويوجد عدد من الرخويات صالحة للأكل منها “الفيلجة/ Coque”، الكلامفينوس (Praires) (الأمريكي والأوربي)، وبلح البحر، والحلزون البحري، والحلزون/ السنديانة، “باتيل”، و”فينيون”، و”بولو”، و”أورمو/ جميل الصدفة”، و”سان جاك”، و”المحار البرتغالي/ الجريفيا Graphaea angulata”، وأم الخلول.

إقرأ أيضاً:  الأجبان ساحرة موائد الطعام

مساحة إعلانية


“أم الخلول”

تعتبر “أم الخلول” (الأكثر شهرة عالمياً) من “المحارات المروحية” (وهناك أكثر من 400 نوع منها) الرخوة ذات المصراعين. وتنشر بكثرة في سواحل المانش، والمحيط الأطلنطي، والبحر المتوسط. وتفضل في المياة الرملية والموحلة حيث مصبات الأنهار، لكنها تتكيف أيضا للصخور التي ترتطم بها الأمواج. الحجم العادي لآم الخلول الكبيرة هو ما بين 50-70 مم. وفي البحر المتوسط يتم زراعتها علي الحبال. ويربى بعض أنواع المحار والقواقع لأجل الجزء اللحمي الداخلي القابل للأكل.

وتؤكل “أم الخلول نيئة أو مطهوة. وقيمتها الغذائية عالية بالمقارنة بالوزن المماثل من المحار القابل للأكل والأعلى تسويقا منها. لكن توجد “أم الخلول” أخري غير صالحة للأكل، لكنها تنتج أجود أنواع اللؤلؤ (كل ثنائية الصمامات تنتج لؤلؤا)، ويتم الحصول عليه من الخليج العربي. وتأتي أغلب كميات “أم الخلول” المطروحة في الأسواق من أحواض الاستزراع . وزراعة أم الخلول صناعة مزدهرة في فرنسا وبلجيكا وهولندا. وهذه الأخيرة تأتي في المقدمة بإنتاج سنوي بلغ (في سبعينيات القرن الماضي) نحو 117 ألف طن.

استزراع القواقع الصالحة للأكل

عبر العديد من دول العالم، شرقيه وغربيه.. توفر الأحواض التي تستزرع فيها القواقع والمحار Ostre-culture ظروفاً بيئية أقرب لظروفها الطبيعية (درجة حرارة الماء، نسبة ملوحته، ونوعية غذائه الخ). ويتغذى المحار عن طريق تصفية الماء (من عوالقه/ البلانكتون) مستعملاً الخياشيم لإدخال الماء ومن ثم استخراج الكائنات الصغيرة التي يتغذى عليها عن طريق الأهداب المرتبطة مع الخياشيم فتحبسها وتحركها إلى الفم. ولسنوات عدة.. نجح معهد مصائد الأسماك في أوكرانيا في تطوير تكنولوجيا زراعة اللافقاريات ومنها القواقع الصالحة للأكل. وتم تكريس العديد من التقنيات لتربية الحلزونات البحرية المتنوعة والقواقع في المناطق المفتوحة والمغلقة.

القيمة الغذائية

أثبتت أحدث الدراسات أن لحوم القواقع أحد العوامل الغذائية المفيدة في النظام الغذائي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.ُ حيث تعتبر القواقع أحد الأطعمة الروتينية الشهية لدى الخبراء في جميع أنحاء العالم. يتزايد إدراك قيمتها الغذائية والطهوية حيث أنها غنيّة بالمواد الغذائية المتمثلة في الأحماض الأمينية الأساسية، والأحماض الدهنية (أوميجا 3، أوميجا 6) المفيدة للصحة. بالإضافة إلى أنها تحتوي على المعادن كالسيلينيوم، مصدر للفيتامينات، والكولسترول المفيد، ونسبة منخفضة من السعرات الحرارية.

وتبلغ قيمة السعرات الحرارية للحوم القواقع 750 سعره حرارية لكل رطل من اللحم عندما تصبح جاهزة للاستهلاك، وهي نسبة أقل من لحوم الأسماك والطيور والثدييات. إنها تحتوي عل نسبة عالية من البروتين يتراوح بين حوالي 15٪ من وزنها الصافي. تبلغ نسبة الكربوهيدرات 2٪ ونسبة الدهون 1 ٪ فقط من إجمالي الوزن الصافي. تحتوي على نسبة عالية من الماء تتراوح ما بين 73٪ – 89 ٪ /3 ٪- 89 ٪. والخلاصة: قواقع مختلفة الأنواع والأشكال. عرف البشر قيمتها الغذائية الطبية ـ قديماً وحديثاً. فسعوا لإيجاد أفضل الطرق التقنية لاستزراعها وتربيتها، وإيجاد وسائل الحفظ والنقل المناسبة لتسويقها، وتصديرها حيث يكثر استهلاكها.

أ.د. ناصر أحمد سنه
كاتب وأكاديمي مصري

 

إقرأ أيضاً:  شاي بالملح، والبهار


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

العلاج بألعاب الفيديو

الثلاثاء فبراير 22 , 2022
تمت قراءته: 3٬967 كثيراً ما اتُهمت ألعاب الفيديو بمسئوليتها عن “استنزاف الأوقات، وارتفاع مستوى التوترات، وكثير من السلبيات لدى “إدمانها” من مستخدميها.. صغاراً وكباراً. وكثيراً ما ألقي اللوم عليها في دفع البعض لارتكاب سلوكيات مضادة للمجتمع. لكن بالمقابل.. تبين أن هناك منافع وفوائد أخري، فسيولوجية وطبية ونفسية. (العلاج بألعاب الفيديو) […]
العلاج بألعاب الفيديو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة