الموروث التربوي لابن خلدون

دراسات نقدية في الفكر التربوي المعاصر
الفكر التربوي عند ابن خلدون

ابن خلدون عبد الرحمن بن الحسن بن خلدون، ولد في تونس سنة 732هـ، ويرجع نسبه إلى حضرموت من عرب اليمن، تربى في حجر والده حيث تعلم القرآن، من نشأته الأولى انكب على تحصيل العلوم الدينية وغير الدينية منذ صغره، حتى أهلك الطاعون والديه في 749، وهلك معهم الكثير من الأعيان، والشيوخ، ولم يبلغ هذه المرحلة من العمر إلا وقد حفظ القرآن على قراءاته السبع، وتعلم علوم الفقه والحديث على يد أئمة عصره، تنقل في بداية حياته بين العديد من المدن، وعمل في بلاط الحكام والساسة، حيث دفعه العمل السياسي إلى نظم قصائد المدح والاستعطاف والتوسل، وقد انشغل بذلك فترة لا بأس بها من حياته، وهذا ما يفسر تأخر إنتاجه الفكري الفذ. (الموروث التربوي لابن خلدون)

الموروث التربوي لابن خلدون
إسلام أون لاين

لا شك أن ابن خلدون يحتل مساحة كبيرة ومميزة في تراثنا العربي والإسلامي، لا سيما فيما يتعلق بدراسة التاريخ البشري والمجتمع الإنساني، أضف إلى ذلك عبقريته في الفكر التربوي والاقتصادي والسياسي، بالإضافة إلى العديد من حقول المعرفة، ونظرًا لأهمية الأفكار التربوية والتعليمية الواردة في مؤلفات ابن خلدون، والتي كان لها نصيب لا بأس به من البحث، كان لا بد من الإشارة لموروثه التربوي. (للمراجع: [1]شمس الدين، عبد الأمير. (1984). الفكر التربوي عند ابن خلدون وابن الأزرق، ط1. بيروت: دار اقرأ للنشر والتوزيع.[2]خضر، فخري. (1982). تطور الفكر التربوي. الرياض: دار الرشيد للنشر والتوزيع.[3]علي، سعيد؛ ومحمد، الحامد؛ وعبدالراضي، محمد.(2004). التربية الإسلامية المفهومات والتطبيقات. الرياض: مكتبة الرشد.[4]أحمد، لطفي. (1982). في الفكر التربوي الإسلامي. الرياض: دار المريخ.[5]شهيلا، جورج؛ وحربلي، عبدالسميع؛ وشهلا، ألماس. (1955). الوعي العربي ومستقبل البلاد العربية، ط1. بيروت[6]ناصر، إبراهيم. (1989). أسس التربية. عمان: دار عمار للنشر والتوزيع.[7]يوسف، أحمد.(1955). أسس التربية وعلم النفس، ط3. القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية.)

مقدمة ابن خلدون: اسم الكتاب هو العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وقد اعتبرت المقدمة لاحقًا مؤلفًا منفصلًا حيث وقعت المقدمة في ست فصول، وكان لها طابعًا موسوعيًا إذ تناول فيها جميع ميادين المعرفة من الشريعة، والتاريخ، والجغرافيا، والاقتصاد، والعمران، والاجتماع، والسياسة، والطب، وقد تناول أيضًا أحوال البشر واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها في الإنسان، كما تناول بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها، وقد خصص في المقدمة مجموعة من الفصول للتطرق لموضوع التعليم والفكر التربوي.

 

إقرأ أيضاً:  حسن الخلق

مساحة إعلانية


يرى ابن خلدون أن للتربية أهدافًا تتمثل في:

  • إعطاء الفرصة للفكر كي ينشط.
  • إعطاء الفرصة للإنسان الفرصة للإنسان كي يحيى حياة طيبة في مجتمع راق.
  • إكساب الإنسان القدرة على كسب الرزق، وتنمية الخصال الحميدة فيه ويعتبر أن الأساس في التعلم القرآن الكريم.

وقد قسم العلوم إلى قسمين: – (مقالة بعنوان: الموروث التربوي لابن خلدون)

  1. أولًا: العلوم النقلية التي ينقلها الإنسان عمن وضعها، ومن هذه العلوم علم التفسير، علم القراءات، علم الحديث، علم أصول الفقه، علم التوحيد، علم البيان، علم الأدب.
  2. ثانيًا: العلوم العقلية وهي التي يهتدي إليها الإنسان بعقله وتشمل علم المنطق، وعلم النظر في المقادير كالرياضيات والفلك والهندسة.

ترتيب العلوم حسب أهميتها بالنسبة للمتعلم:

  • العلوم الدينية والمقصود هنا القرآن الكريم والحديث الشريف.
  • العلوم العقلية.
  • العلوم الآلية المساعدة للعلوم الشرعية مثل اللغة والنحو والبلاغة.
  • العلوم الآلية المساعدة للعلوم العقلية مثل علم المنطق.

آراء ابن خلدون التربوية في مقدمته: – (مقالة بعنوان: الموروث التربوي لابن خلدون)

  • كثرة التأليف في العلوم عائق في التحصيل:
    يقرر ابن خلدون أن العقل الإنساني يشوبه القصور، وأن مراتبه تختلف باختلاف البشر، وقد ذكر أن عقل الإنسان لا يستطيع أن يستوعب العلوم التي تكثر فيها المصطلحات والمؤلفات وقد ذكر في المقدمة “اعلم أنه مما أضر بالناس في تحصيل العلم والوقوف على غاياته كثرة التآليف واختلاف الاصطلاحات في التعليم، وتعدد طرقها، ثم مطالبة المتعلم باستحضار ذلك” ويقصد ابن خلدون هنا، كثرة المؤلفات والمصطلحات في العلم الواحد، بحيث يؤدي ذلك إلى نفور المتعلم من التعليم، وابن خلدون يهدف إلى التيسير علم المتعلم وبالخصوص في بداية عهد الطالب بالتعليم.
    ومن الدوافع لدى ابن خلدون لكتابة فصل الرحلة في طلب العلم: كثرة طرق التدريس في عهده، حيث انتشر في عهده الطريقة القيروانية، والمصرية، والبغدادية، والقرطبية، وغيرها، وكان المطلوب من الطالب أن يميز بين هذه الطرق، لدرجة أنها أصبحت هي المقصودة بالتعليم وهذا خطأ كبيرة فالطرق وسيلة وليست غاية. وفي ذلك يقول ابن خلدون ” ثم إنه يحتاج إلى تمييز الطريقة القيروانية، من القرطبية، والبغدادية، والمصرية، وطرق المتأخرين عنهم، والإحاطة بذلك كله، والمتعلم مطالب باستحضارها جميعها وتميز ما بينها، والعمر ينقضي في واحد منها” مما تقدم يظهر لنا أن ابن خلدون نادى بمراعاة قدرات الطلاب، وألا نثقل عليهم بما هو فوق طاقتهم، وأن يتم التعليم بيسر وسهولة حتى يقبل الطلاب التعلم، وتزيد الدافعية لديهم، وألا يكون التعليم منفرًا لهم، وهذا الذي تنادي به التربية الحديثة، وقد ظهرت النظريات المتعددة التي تنادي بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، كما ظهر مبدأ التدرج في التعليم، والانتقال من السهل إلى الصعب.
  • عدم الشدة على المتعلمين:
    انتقد ابن خلدون أسلوب العقاب الذي كان سائدًا في عصره، وطلب من المعلمين استخدام الرحمة واللين مع الطلاب فقال: “ينبغي للمعلم في متعلمه والوالد في ولده أن لا يستبد في التأديب”، واعتبر أن مجاوزة الحد في العقاب له أضرار على الطلاب ويعمل على إفساد أخلاقه، وبذلك لا يتحقق الهدف من التعليم، ويقول “من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين، أو المماليك، أو الخدم، سطا به القهر، وحُمل على الكذب والخبث”.
    وهذا القول لابن خلدون يظهر رأيه في العقاب، حيث يرفض الشدة على المتعلمين، لأنها مضرة بالمتعلم وتعمل على إفساد أخلاقه وتؤثر على شخصيته، وتؤدي على إكساب المتعلمين سلوكيات غير مرغوب فيها، وتزيد القلق والتوتر والخوف في نفوسهم، وقد أشارت دراسات علماء النفس إلى أنه في حالة عدم تمكن الطفل من التخلص من التوتر النفسي، فإن ذلك يؤدي إلى العدوان والانحراف السلوكي.
    ومع أن ابن خلدون عارض الشدة على المتعلمين للآثار السلبية، إلا أنه لم يدعو إلى التسامح الكلي مع الأطفال فقد أباح العقاب البدني في الضرورة القصوى، بشرط أن يكون العقاب آخر العلاج، وبعد استخدام الترغيب، والترهيب، والتوبيخ، والعزل، والإهمال، إذن العقاب البدني مباح لتعديل سلوك معين ولكن في أضيق الحدود، وكوسيلة لردع الطلاب من الوقوع في الأخطاء، ويجب أن يتفاوت في شدته حسب الذنب المرتكب.
  • إن كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم تخل بالتعليم:
    يرى ابن خلدون أن من العوامل التي تقف في طريق التعليم اختصار كتب العلم فقال: “ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق في العلوم يولعون بها ويدونون منها مختصرًا في كل علم يشتمل على حصر مسائله وأدلتها باختصار الألفاظ وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن، وصار ذلك مخلًا بالبلاغة وعسرًا في الفهم”، وقد ضرب أمثلة على ذلك بابن الحاجب في الفقه، وابن مالك في قواعد اللغة العربية، وقد انتقد ابن خلدون ذلك لأن بعض العلوم تحتاج إلى الإطالة والتكرار، لأن فيها مفاهيم ومعان لا يستطيع المتعلم فهمها بدون الإطالة والتكرار، ولأن اختصار العلوم يصيبها بالخلل وتصبح عسيرة على الفهم وخاصة لصغار المتعلمين، لعدم وجود الاستعداد والقدرة لفهم المختصرات. ويقول ابن خلدون أن الاختصار يفسد التعليم ويخل بالتحصيل ويخلط على المبتدئ في التعليم بإلقاء الغايات من العلم وهو لم يستعد لقبولها.
    وهذا يوافق الأبحاث التربوية المعاصرة في أن المتعلم يجب أن يستعد للتعلم، وألا يُرغم على تلقي العلوم دون الاستعداد الكافي، أن عدم الاستعداد والإرغام يضيع الجهود المبذولة في التعليم.
  • طرق التدريس:
    لم يطلب ابن خلدون من المعلمين استخدام طريقة واحدة في التدريس، وأجاز لهم استخدام الطريقة التي تناسب قدرات وميول وإمكانيات الطلاب لأن التعليم عنده صناعة والصناع يختلفون في طرق صناعتهم، ولكل صناعة طرق مختلفة ويحق للمعلم أن يستخدم كل الطرق أو بعضها لتحقيق الأهداف المرجوة، وهذا الرأي يتفق مع ما يقوله رجال التربية في الوقت الحاضر من أن أحسن الطرق هي التي تناسب المادة الدراسية ومستوى الطلاب، ومع أن ابن خلدون أباح استخدام الطرق التي تناسب المعلم إلا أنه يشجع على استخدام طريقة المناقشة فالتعليم عند ابن خلدون يهدف إلى حصول المتعلم على ملكة العلم حيث يصبح على درجة عالية من الفهم وليس فقط حفظه دون فهم وتعمق، لذا انتقد ابن خلدون الطريقة القيروانية التي كانت في زمانه تركز على الحفظ بشكل كبير، ووصف الطلاب بأنهم يلتزمون الصمت والسكون التام دون مشاركة.
  • عدم إشغال المتعلم بعلمين في وقت واحد:
    إن تعليم الطلاب علمين في وقت واحد، يشغل الطلاب ويعرضهم للفشل والإحباط، وذلك لأن عقل الإنسان محدود، وغير قادر على الإحاطة بأكثر من علم في وقت واحد، وفي ذلك يقول ابن خلدون ” أن لا يخلط على المتعلم علمان معًا، فإنه حينئذٍ قلّ أن يظفر بواحد منهما لما فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهم الآخر، فيستغلقان معًا ويستصعبان، ويعود منهما بالخيبة، وإذا تفرغ الفكر لتعلم ما هو بسبيله مقتصرًا عليه، فربما كان ذلك أجدر بتحصيله”. كما أنه نادى أن يتم تعليم القراءة والكتابة ثم الانتقال إلى تعليم القرآن الكريم وحفظه وفهم معانيه، وهو ينتقد المعلمين في عصره لأنهم يصرون على تحفيظ المتعلمين الصغار القرآن الكريم، قبل تعلّم القراءة والكتابة ويقول أن القرآن الكريم هو كتاب الله، وليس لنا أن نقلده، وليس له تأثير في اللغة قبل أن يفهم الناشئة معانيه ويتذوقون أساليبه، ويدركون مقاصده، ويكون ذلك بتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة، وليس العكس مراعاة للترتيب المنطقي.
  • التدرج في تدريس العلوم للمتعلمين:
    وهذا من الأشياء التي نادى بها ابن خلدون، وذلك بأن يبدأ المعلم مع طلابه بالبسيط الذي يقبله عقله، ثم يتدرج معهم مستخدمًا التكرار مع استعمال الأمثال الحسية، وبذلك يتم للمتعلم الحصول على العلم ويقول ابن خلدون في ذلك ” أعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدًا إذا كان على التدريج”.

(مقالة بعنوان: الموروث التربوي لابن خلدون)

إقرأ أيضاً:  "تويبلوماسي".. الدبلوماسية عبر "تويتر"

مساحة إعلانية


وقد ذُكر أن لابن خلدون قرر ثلاث قواعد عامة للمعلم وهي: – (مقالة بعنوان: الموروث التربوي لابن خلدون)

  • على المعلم أن لا يخلط مباحث الكتاب الواحد بكتاب آخر.
  • أن لا يطيل الفواصل بين درس وآخر.
  • أن لا يخلط على المتعلم علمين معًا.

ونلاحظ أن ما قاله ابن خلدون لا يختلف عما ينادي به علماء التربية في الوقت الحاضر، من كيفية التعامل مع المتعلم وخاصة في المراحل الأولى، حيث نادى بالاهتمام بالمعاني العامة، والابتعاد عن التفاصيل، واستخدام الأمثلة الحسية، وفي ذلك يقول “يكون المتعلم أول الأمر عاجزًا عن الفهم بالجملة إلا في الأقل وعلى سبيل التقريب وبالإجمال وبالأمثال الحسية”.

كما أن التكرار الذي طالب به ابن خلدون بقوله “يحصل العلم في ثلاث تكرارات، وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه”.

آداب وشروط المعلم والمتعلم عند ابن خلدون:

  • شروط وآداب طالب العلم عند ابن خلدون: نجد ابن خلدون يوحي لطالب العلم بالتالي:
  1. تلقي العلم مباشرة من أصحابه: يرى ابن خلدون أن التعلم يكون تارة تعلمًا وإلقاء، وتارة بالمحاكاة والممارسة، ويرى في الطريقة الثانية أكثر ترسيخًا له وأشد استحكامًا، لأن كثرة الاصطلاحات عند المتعلم تترك التباسًا، من هنا كان البحث في العلوم كان يتطلب الرجوع إلى أصحابها.
  2. عدم الغوص بعيدًا أو الامعان في التجريد والتعميم: يرى ابن خلدون أن العلماء يكثر خطأهم بسبب إمعانهم في الغوص في المعاني وتجريدها من محسوساتها، وهنا يرى ابن خلدون التمييز في الأحكام ما بين الأحكام الشرعية والعقلية، حيث أن معيار الصدق في الأحكام العقلية هو الواقع، بينما النقل في الأحكام الشرعية، ونجد أن ابن خلدون أوصى المتعلمين وشدد على أهمية التفكر والتأمل، قبل إطلاق الأحكام إلا الشرعية منها.
  • شروط وآداب المعلم الصالح عند ابن خلدون: نجد ابن خلدون يوحي للمعلم بالتالي:
  1. قيام الجدل والحوار بين المعلم والمتعلم: حيث يرى ابن خلدون أن الكثيرين ممن ارتحلوا لطلب العلم عادوا في مجالس العلم لا يناقشون ولا يفاوضون، فهم في نظره لا يحسنوا التصرف فيما اقتاتوا به من العلم، لذا أوصى ابن خلدون بضرورة قيام الجدل والحوار بين المعلم والمتعلم، فالحوار يساعد على تفتح ذهن المتعلم واتساع المدارك، وفك عقدة اللسان، الذي يتم من بواسطته نقل العلم.
  2. اختيار الأنسب للمتعلم من الفن الواحد: وجد ابن خلدون أن قصور العلم لدى المتعلمين، يرجع إلى كثرة التأليف، واختلاف الاصطلاحات في التعليم وتعدد طرقها، ومطالبة المتعلم بحفظها رغم وحدة مدلولاتها، وهذا في نظره مضيعة لوقت وعمر المتعلم.
  3. محاولة تقريب الأهداف للطالب وتوضيحها: وجد ابن خلدون ضررًا في لجوء المعلمين إلى التلخيص والاختصار، ذلك لما فيه من حشو لكثير من المعاني، في قليل من الكلمات مما يعسر عملية الفهم، وخاصة الاختصار في علوم الدين كأصول الفقه.
  4. مراعاة مقدرة الطاب ومساعدته على الفهم: يرى ابن خلدون أن المعلم يجب أن يعطي المتعلم حسب قدرته، ومساعدته على استيعابها، لحفظها من النسيان، وأكد على ضرورة عدم الخلط بين أكثر من علم في آن واحد.

النهج التعليمي والتربوي عند ابن خلدون: يضع أمامنا ابن خلدون منهجية تعليمية وتربوية مهمة، يجد فيها صوابًا في نقل العلوم، ومن المبادئ التي يراها ضرورية:

  • التدرج والتكرار التصاعدي بما يناسب الطالب والموضوع معًا: يشير على المعلم بضرورة التدرج عند تلقين الطالب المسائل، دون أن يدخل في التفاصيل في بادئ الأمر، مراعيًا قدرته على استيعاب ما يلقى عليه، وفي المرحلة الثانية يكون الدخول مناسبًا في بعض التفاصيل، ثم تأتي المرحلة الثالثة حيث يبتعد المتعلم عن العموميات ويبتعد عن الإجمال، ولا يترك عويصًا إلا وقد فتح ملفه.
  • عدم إرهاق فكر الطالب والإحاطة بطبيعة هذا الفكر: فالفكر الإنساني لديه ينمو ويتطور تدريجيًا، ويتأثر بما يكتسبه من معلومات، ومهارات، وخبرات، وذلك جميعًا يتعلق بسلامة نمو المتعلم، لذا لزم أن يُراعي في المتعلم تلك الطبيعة التي تتهيأ لاستقبال المزيد من العلوم تدريجيًا.
  • النسيان آفة العلم يعالج بالتكرار والتتابع: يرى ابن خلدون أن الاحتفاظ بما تعلمه المتعلم أمر هام، حتى يستطيع استحضاره عند الحاجة، لذا فهو يرى أن تمكين الملكات يكون من خلال التكرار، وملازمة المجالس، وعدم التفريق بيها لمدة طويلة.

إيمان جبر مخيرز

(الموروث التربوي لابن خلدون)

إقرأ أيضاً:  التربية الروحية وأُسسها


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


الملاحظات أو المصادر

الملاحظات أو المصادر
1 شمس الدين، عبد الأمير. (1984). الفكر التربوي عند ابن خلدون وابن الأزرق، ط1. بيروت: دار اقرأ للنشر والتوزيع.
2 خضر، فخري. (1982). تطور الفكر التربوي. الرياض: دار الرشيد للنشر والتوزيع.
3 علي، سعيد؛ ومحمد، الحامد؛ وعبدالراضي، محمد.(2004). التربية الإسلامية المفهومات والتطبيقات. الرياض: مكتبة الرشد.
4 أحمد، لطفي. (1982). في الفكر التربوي الإسلامي. الرياض: دار المريخ.
5 شهيلا، جورج؛ وحربلي، عبدالسميع؛ وشهلا، ألماس. (1955). الوعي العربي ومستقبل البلاد العربية، ط1. بيروت
6 ناصر، إبراهيم. (1989). أسس التربية. عمان: دار عمار للنشر والتوزيع.
7 يوسف، أحمد.(1955). أسس التربية وعلم النفس، ط3. القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية.
⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

التخدير في ضوء الشريعة الإسلامية

الأحد أكتوبر 23 , 2022
تمت قراءته: 1٬769 التخدير: أصله الخدر من الشراب والدواء وهو فتور يعتري الشارب. ويقال تخدر العضو إذا استرخى ولا يطيق الحركة أي فتر والخدر: هو الضعف والكسل والفتور ومن الألفاظ ذات الصلة البنج: هو نبت له حب يخلط بالتعقل ويورث الخيال، وربما أسكر إذا شربه الإنسان بعد ذوبه ويقال: إنه […]
التخدير في ضوء الشريعة الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة