صورة ومرآة

انعكاسات

قبل خروج أي منا من منزله، آخر ما يقوم به هو إطلالة على المرآة، التي تعكس صورته ومدى جمالية مظهره الخارجي بما في ذلك تسريحة شعره وأناقة لباسه وتناسق ألوانها. وأحيانًا حتى إن لم نخرج من منازلنا فإننا نحب النظر إلى المرآة، لأن المنزل يعتبر بيئة وفضاءًا للحرية والاسترخاء حيث لا “مكياج” على وجوهنا وشعرنا غير مصفف ونبدو على طبيعتنا الحقيقية. (صورة ومرآة)

صورة ومرآة
myRepublica – Nagarik Network

كما أن كل إنسان يحب أن تكون صورته المنعكسة على المرآة جميلة، مثلما يحب أن تكون صورته الفوتوغرافية جميلة ليحتفظ بها لنفسه كذكرى أو يتقاسمها وينشرها على وسائل التواصل الإجتماعي، لأن طبيعة العين الإنسانية بصفتها نافذة للروح على العالم الخارجي تحب الألوان وتعشق كل ما هو جميل.

صور وحقيقة (صورة ومرآة)

ولكن أي الوسيلتين (أقصد الصور الفوتوغرافية وصور المرآة) تسمح لنا برؤية صورنا الحقيقية، فأحيانًا تكون نظرتنا أفضل في المرآة، وأحيانًا أخرى نحب أنفسنا أكثر في الصورة، ليبقى الجانب النفسي هو الحاسم في أيهما يعكس الصورة الحقيقية أو الكاذبة، لأن الجانب النفسي يلعب دورًا في الطريقة التي ننظر بها إلى مظاهرنا سواء في الصورة أو المرآة.

لأنه عندما نكون في البيت وننظر إلى المرآة نكون أكثر حريًة واسترخاءًا، وأكثر طبيعة وإقترابًا من حقيقة أنفسنا، أما بالنسبة للصور الفوتوغرافية فعادة ما نجد أنفسنا في إطاراتها بينما نكون خارج مجالنا الطبيعي إذ نكون أكثر توترًا وارتباكًا وأقل إستعداد حتى نقترب من الصورة المثالية التي تجسد حقيقتنا.

مظهر وجوهر (صورة ومرآة)

مع أن المثالية في الصورة المنعكسة على المرآة أو الفوتوغرافية لا يمكنها أبدًا ومن المستحيل أن تصل لدرجة المثالية، مادامت لا تعكس حقيقة الإنسان وجوهره ومكنوناته بسلبياتها وإيجابياتها، فتخيلوا معي لو أن صورنا تعكس حقائقنا، فهل سنحب النظر إليها.

سؤال قد تختلف إجاباته من شخص لآخر، ولكن أغلبنا ليس واضحًا وضوح صورته سواء على المرآة أو في ألبوم الصور، ويمكن للمظاهر أن تكون خادعة أحيانًا كما يقال، ولا يمكنها أن تكون مقياس الحكم على الناس، كما لا يمكننا خداع الجميع في حين يمكننا خداع المرآة والصورة بتعديل طفيف على المظهر الخارجي.

وهذا حال أغلبنا نُظهر ونُبدي ما لا نُخفي، فظاهر أغلبنا دائمًا خيرًا من باطنه، حتى وإن كانت صورنا جميلة.

إذًا صورنا المثالية لا تعطيها المرآة ولا الصور الفوتوغرافية، وإنما صورنا المثالية تكون بالموازنة بين المظهر والجوهر.

مع تحيات
سعيد لقراشي

 

إقرأ أيضاً:  بالأبيض.. والأسود


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

وهم الفشل... ويقين النجاح

الجمعة يوليو 2 , 2021
تمت قراءته: 3٬721 يعيش المرء حياته مختلفًا في مقاصده تغلب عليه حقبته الزمنية وتؤثر فيه حياته الاجتماعية. فهذا رُزق بأبوين يحددان أهدافهما ويعلمون ما هي الغاية من تلك الذرية ويؤسسان في ولديهما ما تأمل له نفسيهما بيئة ممهدة لنجاح بعد قدر الله. وآخران لا يعلمان عن نفسيهما شيئًا فضلًا عن […]
وهم الفشل ويقين النجاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة